بغداد – نجلاء الطائي
دشنت ضحى فتاة عراقية، حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للترويج لمسير الدراجات الهوائية في بغداد، وذلك بعد أن قررت التجول في شوارع وأزقة بغداد الشعبية لكسر التقاليد التي تقيد عمل المرأة وخصوصًا في هذا الوقت الذي تعمل فيه المرأة أكثر من الرجل في العراق، لأنها تعبت من أزمة المواصلات والازدحام وغلاء سعر البنزين وعدم توافره، لذا بدأت تستخدم (الدراجة الهوائية)، لتشجع بقية الناس المترددين، لكن هذه المرة خرج الموضوع عن المألوف بأن تركب فتاة جميلة الدراجة الهوائية.
وأوضحت ضحى في تصريح لـ"فلسطين اليوم" أنّ الهدف من دعوتها لركوب الدراجة الهوائية "تخفيف زحمة السير الموجودة ونشر ثقافة ركوب الدراجات لدى جميع الأعمار كرياضة جماهيرية" ، ودعت الحكومة والمرور إلى عمل أرصفة خاصة للدراجات الهوائية للتخلص من تلك الازدحامات وهي طريقة معمول بها في جميع الدول الأوروبية، ولترسيم الدراجات حيث منعت في فترات سابقة الدراجة داخل المدينة بعد عدة حوادث تفجيرية نفذها انتحاريون بواسطة الدراجة الهوائية.
وجاءت الدعوة للمسير نتيجة الازدحام الخانق الذي تعيشه بغداد خلال الفترة الأخيرة، حيث تحولت مشكلة التنقل إلى "كابوس حقيقي" بسبب انتشار الحواجز الأمنية التي تقوم بتفتيش السيارات والتأكد من هوية راكبيها، كما عمدت الحكومة إلى إغلاق بعض الطرق الرئيسية والفرعية، ما تسبب بازدحام خانق قد يضطر البغداديون إلى الانتظار لفترات طويلة قبل الوصول إلى أعمالهم أو جامعاتهم ومدارسهم، إضافة إلى ارتفاع متكرر في أسعار البنزين ، وبالتالي رفع أسعار التنقل إلى مستويات لم يعد بمقدور بعض الشرائح تلبيتها.
وواكب "فيسبوك" هذه الدعوة، إذ انتشرت على صفحاته مبادرات كثيرة تشجع على الدراجة بأسلوب فكاهي، منها صفحة " أريد التخلص من الكيا وأخرجها من حياتي"، وصفحة "لا حل سوى الدراجة الهوائية ". وكتبت ضحى صاحبة تلك الفكرة التي استغنت قبل أشهر عن وسائل النقل الاعتيادية : "لم أجد ما يمنعني من ركوب الدراجة، بل على العكس وجدت تشجيعًا من أهلي ومن الناس، وبالفعل هي تجربة رائعة وأدعو الجميع لتجربتها".
وقال أحمد العبيدي (طالب في كلية الهندسة) أحد المعلقين : "إن الدراجة الهوائية حلت أهم مشكلة في حياته حاليًا. تأخرت عن امتحانات نهاية السنة الماضية مرتين بسبب الزحمة، وأضطر في كثير من الأحيان للغياب عن المحاضرات. أما اليوم، فإنني أستعمل الدراجة في تنقلاتي إلى الجامعة وغيرها". ولا يعتبر قدوم الشتاء ببرده ومطره عائقًا على ما يبدو أمام الشباب، فالبعض حضر نفسه لمواجهته بالمعطف المطري، كما يقول مروان. ويضيف: "لا يوجد شيء يمنعني من ركوب دراجتي حتى الثلج".