واشنطن - فلسطين اليوم
أبدت أكثر من 40 ألف امرأة أميركية رغبتها في الترشح لمناصب سياسية منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وذلك وفقا لمنظمة "إيملي ليست" السياسية المناصرة لحق المرشحات في اعتلاء المناصب. وأكدت منظمات نسائية تعمل في مجالات التوظيف السياسي أن فوز ترامب حفز النساء في الولايات المتحدة على الترشح لمناصب سياسية.
وأعلنت "إيملي ليست" عن زيادة كبيرة في أرقام اللواتي ترشحن لمناصب منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2016، وقالت إن العدد وصل إلى 40 ألفا مقابل ألف امرأة فقط خلال الدورة الانتخابية السابقة. وقالت الناطقة الإعلامية للمنظمة أليكساندرا دي لوكا إنه واضح أن هناك "انفجارا مذهلا في عدد النساء اللواتي يرغبن في الترشح"، مشيرة إلى كلام رئيسة المنظمة ستيفاني شريوك بأن هؤلاء النساء جزء من "حركة قوية تشكل بلادنا هذا العام وفي الدورات الانتخابية المقبلة"..
وتمثل الأرقام الأخيرة عدد النساء اللواتي اشتركن في حملة "الترشح للفوز" التي نظمتها المنظمة، وهي مبادرة جديدة توفر معلومات ودورات تدريبية للنساء الراغبات في الترشح للمناصب. وتقول دي لوكا إنها أطلقت المبادرة بعد تلقيها سيلا من الاستفسارات من نساء يتطلعن إلى إطلاق حملات انتخابية بعد عام 2016.
وتتسق هذه التجربة مع الزيادة التاريخية في عدد المرشحات اللواتي يشغلن مناصب خلال العام الجاري. ووفقا للبيانات التي جمعها مركز "المرأة الأميركية والسياسة" فإن 468 امرأة سجلن للترشح لمجلس النواب هذا العام، مقارنة مع 298 امرأة عام 2012. كما أظهرت البيانات أن عدد النساء المرشحات لمجلس الشيوخ رقم قياسي.
ورشات تدريب
وتقول الباحثة في المركز كيلي ديتمار إن منظمتها شهدت الكثير من الطلب على ورشات التدريب الخاصة بحملتها في العام الماضي، مشيرة إلى أن المنظمات السياسية النسائية شهدت في جميع المجالات طلبا متزايدا على منتجاتها. وأشارت دي لوكا إلى أن منظمتها اضطرت للتوسع من أجل استيعاب جميع المرشحات.
ويشير الخبراء إلى أسباب متعددة وراء هذه الزيادة الهائلة، تتنوع من المخاوف بشأن الحصول على الرعاية الصحية، إلى نمو حملة التحرش الجنسي "أنا أيضا". لكن كلا من دي لوكا وديتمار أكدت أن انتخاب ترامب أدى إلى هذه الزيادة، وتقول دي لوكا "أعتقد أنه من الواضح أن انتخاب ترامب حفز النساء على الخروج قائلات: إذا كان هذا الرجل يمكن أن يكون رئيسا، فيمكنني الترشح لمجلس إدارة مدرسة".
ومهما كان الدافع، فإن النساء اللواتي ترشحن للمناصب كن أوفر حظا بالفوز من الرجال، ووفقا لتحليل أجراه موقع "أوبن سيكرتس" فإن 26% من الفائزين في الانتخابات الأولية في الأسبوع الماضي كن نساء، مشيرا إلى أن نحو 40% من الفائزين في الانتخابات التمهيدية في مجلس النواب كانوا من النساء.
ومع ذلك ورغم هذا الارتفاع التاريخي في عدد المرشحات، فإن أعدادهن لا تزال باهتة مقارنة بعدد الرجال في المناصب أم المرشحين لها. ففي العام 2017 شكل الرجال 80% في الكونغرس، كما شكلوا أكثر من ثلاثة أرباع جميع الهيئات التشريعية في الولايات. أما في العام الجاري فإن النساء شكلن 24% فقط من المرشحين في الانتخابات الأولية.