لاعبة القفز الحرباميلا جوير

قتلت لاعبة القفز الحر بالمظلات بسبب عطل في مظلتها لم يمكنها من فتحها في الوقت المناسب، ولكنها على الاقل ماتت وهي تمارس رياضة تحبها, حيث عانت باميلا جوير من إصابات قاتلة بعد أن ارتطمت اثناء هبوطها على سيارة متوقفة في منطقة سكنية في مقاطعة دورهام أمس.

ووصف أحد شهود العيان كيف اختنقت السيدة جاور اثناء قفزها من مسافة 15 الف قدم، وأقام أقاربها حفل تأبين للاعبة التي تبلغ من العمر 49 عامًا والتي كانت تصف نفسها بالمتدربة المجنونة للعبة القفز الحر, وكانت السيدة جاور قد نقلتها سيارة الاسعاف الى المستشفى, فيما ماتت متأثرة بجراحها، وقال ابن عمها انا عاشت حياتها مليئة بالحيوية وماتت وهي تفعل شيئا تحبه, وفي أيار/مايو أعطت جمعية المظللين البريطانيين الضوء الاخضر للسيدة جاور لاستخدام معدات مصممة خصيصًا لها، لأنها لم تستطع استخدام المعدات العادية, نظرا لان الجمعية كانت على علم بأن جوير كانت تعاني من قصر القامة (التقزم) فكانت بحاجة لمعدات خاصة بها. وكانت جوير قد وصفت نفسها على صفحة الفيسبوك الخاصة بها أنها متدربة مجنونة برياضة القفز بالمظلات، ونشرت عددًا من الصور وهي تمارس هذه الرياضة, كما كانت تأمل أن تتأهل لتصبح مدربة.

وعلَّقت على صورتها الشخصية على الفيسبوك وكانت الابتسامة لا تفارق وجهها قائلة "لا شيء يجعلني اكثر سعادة من القفز بالمظلات، لا استطيع الانتظار للقيام بالأمر مرة أخرى", فيما كتب ابن عمها انتوني كارينز كلمات عزاء على الانترنت قائلا "ارقدي بسلام باميلا جوير، سنحبك دائما. انه بخالص الحزن والاسى نتشارك الاخبار الحزينة  ان ابنة عمي الجميلة باميلا جوير ماتت أمس عصرًا بعد أن تعرضت لحادث بالمظلة، كانت حياتها مليئة بالحيوية", وأضاف "هذا الحادث يجعلك تدرك أنه يجب أن تستمتع بالحياة قدر الإمكان، حيث انه لا تدري متى تؤخذ منك".

وعملت جاور مستشارة للعمل في احدى المنظمات التي تقدم وظائف لذوي الاحتياجات الخاصة, وقال أحد الموظفين في المنظمة التي كانت تعمل بها "نحن في غاية الحزن لسماع الاخبار المأسوية عن حادث جاور والتي كانت قد عينت مستشارة مؤخرًا في فرع نيوكاسيل وساعدت الكثير من المعاقين لإيجاد العمل المناسب, وقد عملت في الشركة لسنوات طويلة واكتسبت احترام الجميع. نتشاطر الأحزان مع أهلها وأصدقاءها وزملائها، وسنقدم لهم أي مساعدة يحتاجونها في هذا الوقت العصيب.", وكانت جاور تقضي وقت فراغها تجمع التبرعات لأبحاث السرطان في بريطانيا، ومؤخرًا جمعت مئات الجنيهات.

وقالت شرطة ديرهام إنه سيتم التحقيق في الحادث من قبل السلطات بما في ذلك رابطة المظليين البريطانية, وأضاف المتحدث باسم الشرطة " نشعر بألم عائلة السيدة جاور في هذا الوقت الصعب، وقد طلبوا منا ان نتركهم بسلام ليتاح لهم الوقت ليحزنوا", وقد تم ابلاغ الطبيب الشرعي وسيتم تشريح الجثة, ووصف شاهد عيان كيف انها خنقت بالحبال بعد ان قفزت من على بعد 15 الف قدم من مركز المظليين في بيترلي في مقاطعة دورهام.

وذكر المفتش ديف كوثبرت "هذا الحادث المأساوي. السيدة التي ماتت هي تستخدم المعدات الخاصة كانت أول من يقوم بهذه التجربة في هذا البلد، حيث انها امنت بالقفز من قبل خارج البلاد. وسوف نعمل مع الصحة والسلامة وجمعية القفز بالمظلات البريطانية في محاولة لان نعرف ماذا تسبب في هذه المأساة".

وأفاد أحد الشهود رفض الافصاح عن اسمه أنه كان يتناول فنجان من القهوة في حديقة منزله عندما رأى مجموعة من المظليين يقفزوا من الطائرة, وكان هذا المشهد معتاد بالنسبة له حيث انه يراه يوميًا، وأضاف, "هذه المرة أثار الأمر اهتمامي، فقد سمعت ضوضاء غير معتادة, وقد وجدتها تهبط بسرعة ولم تبد حراكا واعتقد انها كانت قد فقدت الوعي".

وطلب من الصحافيين في مركز القفز بالمظلات أن يغادروا المكان, وقالت احدى الشهود "لقد رأيت الاسعاف الطائر يصل في الساعة 4:10 وهو ما يعني أن الحادث قد وقع قبل 10 أو 15 دقيقة, وقالت إن المظلة لم تفتح بشكل صحيح وبالتالي اختنقت بالحبال، وكانت تتخبط كدمية، وفي النهاية هبطت واصطدمت بالسيارة".