بغداد _ نهال قباني
عادت الأسيرة الإيزيدية نادية مراد إلى قريتها في شمال العراق ، وكان "داعش" سباها قبل ثلاثة أعوام ، وانفجرت المرأة في البكاء لدى اقترابها من مدرسة جمع فيها المتطرفين سكان كوجو ، وفصلوا الرجال عن النساء قبل ارتكابهم جرائم اعتبرتها الأمم المتحدة إبادة جماعية ، وقالت المرأة من على سطح المدرسة التي درست فيها أحد عشر عامًا "انتظرت هذا اليوم ما يقرب من ثلاثة أعوام".
ولدى عودتها ، ذهبت المرأة لرؤية منزلها وظهرت وهي تمسك بملابس تركتها فيه عام 2014 ، قال مقاتل إيزيدي إنها لأم نادية التي قتلت خلال التطهير ولم يأسرها المتطرفين بسبب كبر سنها.
وأضافت نادية وهي تحاول التماسك أثناء حديثها "كان أملنا بأن نقتل مثل الرجال بدلًا من أن نباع ونغتصب من سوريين وعراقيين ، وتونسيين وأوروبيين".
وقتل مئات الرجال بالرصاص على أطراف القرية ، وكان بينهم ستة من إخوتها ، وأكدت أن أمير "داعش" الذي أشرف على ما حدث في المدرسة كان عربيًا من المنطقة وطلب منا تغيير ديانتنا لكن لم يوافق أحد ، سمعنا صوت طلقات الرصاص ، في البداية ظننا أن أناسًا جاؤوا ، لمساعدتنا لكن عندما نظرنا من النوافذ ، رأيناهم يقتلون الرجال ، واستنجدنا بالأمم المتحدة وأوروبا وكردستان والعراق لكن أحدًا لم يأت لمساعدتنا
ونقل "داعش" نادية البالغة من العمر حاليًا 24 عام صيف 2014 إلى الموصل ، لكنها تمكنت من الهرب في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ، وأخبرت مجلس الأمن قصتها عام 2015 ومنذ ذلك الحين وهي ناشطة مدافعة عن حقوق الإيزيديين واللاجئين وحقوق المرأة في شكل عام. وتابعت نادية "القرية اليوم محاطة بالمقابر الجماعية" ، ومنحها البرلمان الأوروبي جائزة سخاروف لحرية الفكر مع إيزيدية أخرى هي لمياء حجي بشار ، وتعد كوجو هي إحدى القرى التي سيطرت عليها في الأيام القليلة الماضية قوات "الحشد الشعبي" التي تشارك في الحملة على "داعش".
ويقاتل أحد إخوة نادية الآن مع قوات إيزيدية استعادت المنطقة ، والتأم شملهما بالقرية ، وطردت قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة "داعش" من قرى إيزيدية أخرى في منطقة سنجار في 2015 ، كما توشك قوات على السيطرة على الموصل.
ويقدر عدد الإيزيديين بنحو 400 ألف ويجمع معتقدهم بين عدد من الديانات الشرق الأوسطية القديمة ، ويعتقد قادة إيزيديون أن أكثر من ثلاثة آلاف امرأة ما زلن محتجزات لدى "داعش".
وأردفت نادية في كوجو "كل ما نريده إنقاذهن من سجون المتطرفيين وتوثيق مقابرنا ، ولم توثق مقبرة جماعية واحدة حتى الآن".