عمان_ فلسطين اليوم
أحبت الثلاثينية "عريب"، الدكتور الجامعي وأعجبت بفكره وعقله ولم تفكر كثيرًا في الارتباط به، لأنها كانت متأكدة أنه قادر على إسعادها أكثر من شاب بعمرها حتى أنه لا يملك المال الكافي لتعيش معه بمستوى جيد. ويرى زياد الستيني أنه لإيمانه بالارتباط بفتاة عشرينية أو ثلاثينية ممكن أن تعيد له حيويته وشبابه كما يعتقد.
وتعتبر ظاهرة زواج الفتيات ممن هم أكبر سنًا من الظواهر العربية غير المنتشرة انتشارًا واسعًا لكنها موجودة، ويعتقد الخمسيني محمد المتزوج وأب لطفلين أنه يفكر في الارتباط بفتاة تصغره سنًا لأن زوجته التي تزوجها بالطريقة التقليدية لم تكمل تعليمها ولا يوجد أي توافق فكري بينهما لذلك يفكر بالارتباط بفتاة متعلمة اجتماعية ملمحًا بوجود هذه الفتاة التي تصغره بحوالي 15 سنة.
وأوضح مدير مركز الثريا للدراسات أخصائي علم الاجتماع الدكتور "محمد الجرابييع" أنَّ ظاهرة زواج الرجال كبار السن من الفتيات صغيرات من الظواهر الاجتماعية السائدة في المجتمعات العربية, معتبرًا أنَّ هذا النوع من الزيجات مهددة بعدم الاستمرارية خاصة بعد أن تكتشف الفتاة بأن الحياة الزوجية ليست بالمفهوم الضيق الذي تفكر به وتكتشف أن من أسس الزواج الناجح هو مبدأ التكافؤ سواء العمري أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو التعليمي.
وأضاف الجرابييع أن مبدأ التكافؤ بين الزوجين هو المبدأ الأساسي للزواج الناجح موضحًا أن الفتاة صغيرة السن تكون في قمة نضوجها العاطفي والجسدي وتحتاج إلى شريك قادر على التعامل مع هذه المرحلة وفهمها واستيعاب هذه المشاعر القوية، مشيرة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة سهَّلت التواصل بين الفتيات والشباب مما وفر طرقًا سهلة لممارسات الخيانة الزوجية خاصة بعد أن أصبح هناك مجالًا لفرص أفضل وتواصل أسهل مع الآخر بعيدًا عن عيون ومراقبة الزوج وأحيانًا يكون التواصل عبر الكلام والصور ودون اللقاء إلا أنه ومن البديهي أن يتطور التواصل إلى لقاءات ومقابلات تخلق فرصًا للخيانات الزوجية.
أما الدكتورة "سعاد غيث" المتخصصة في علم النفس والإرشاد الأسري تؤكد أن هناك عدة دوافع لإقبال الزوجات على الارتباط برجال يكبرونهن بالعمر منها تعويض الحرمان من العلاقة العاطفية بين الزوجة وأبيها في طفولتها ومراهقتها، لوفاته، أو ظروف أخرى، لافتة إلى أنها تكون بحاجة إلى علاقة أبوية، فهي لا ترغب بزوج يمارس معها علاقة ذات طبيعة جنسية، وتكتفي بعلاقة مشابهة لعلاقة( الابنة بالأب)، وهو ما يتحقق لها بالفعل، وتحبط، وقد تكون النتيجة انحرافها، واختيارها لطريق الخيانة الزوجية.
وأحيانًا يكون الدافع مالي وخاصة للفتيات من الطبقات الفقيرة التي تجبر أو تختار الارتباط بشخص مُسن لتنقذ أهلها من الفقر والعوز إلى سعة الحياة ورفاهيتها كما تعتقد.
وهناك فتيات بحسب الدكتورة "غيث" يفضلن الارتباط بزوج متقدم بالعمر يتصف بالنضج العقلي والنفسي، والاجتماعي، ويتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة تمكن من الوصول إليها بعد زمن ورحلة من العطاء، وهي ترغب بزوج (حقق ذاته)، ولا تريد النضال والكفاح معه.