بغداد _ نهال قباني
رفضت العراق السماح إلى طالبة ألمانية، تبلغ من العمر 16 عامًا وتواجه حكمًا بالإعدام للانضمام إلى "داعش"، بالعودة إلى ديارها، وقد استدرجت عروس "داعش" ليندا ونزل، من أنقاض الموصل في يوليو/تموز بينما كانت القوات العراقية تقوم بتحرير المدينة، وهي الآن محتجزة في بغداد حيث يقع مصيرها في يد نظام العدل في البلاد، وطلب الدبلوماسيون الألمان السماح لها بالعودة إلى وطنها لعرضها إلى المحاكمة لكن مصدرًا امنيًا ألمانيا قال إن "العراق يرفض".
وبيّن المصدر أنّ الإشكالية هنا أنّ الدولتين ليس لديهما اتفاق لتسليم المجرمين، وفقا لما ذكرته صحيفة "Berliner Zeitung"، وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن في الشهر الماضي أن وينزل قد تواجه عقوبة الإعدام، موضحًا أنّ القضاء العراقي سيحدّد التهم الموجهة ضدها، مضيفًا أنّه "كلنا نعرف أن المراهقين، بموجب قوانين معينة، هم مسؤولون عن أفعالهم خاصة إذا كان الفعل نشاطًا إجراميًا عندما يقتل الأبرياء"، وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن وينزل لا تزال حاليًا في سجن في بغداد، وأنّه ما زال يتعيّن معرفة ما إذا كان الادعاء سيطالب بعقوبة الإعدام في المحكمة.
وأقلق التهديد الواضح المتمثل في المحاكمة في بغداد وحكم بالسجن لمدة طويلة أو حتى عقوبة الإعدام والد ونزل "راينر ونزل" وقال إنّه "أريد حقًا أن تعود ابنتي ليندا إلى وطنها مرة أخرى متعافية، سأكون دائما هناك بانتظارها، يجب على السلطات أن تحضرها إلى ألمانيا حتى تتمكن من الحصول على محاكمة عادلة"، مشيرًا إلى أنّه لم يكن لديه أي اتصال شخصي مع ابنته منذ انضمامها إلى "داعش" قبل عام، لكنه أضاف "لكني أبلغت بأن ليندا لم تشارك في أي أعمال حرب"، وأفادت التقارير بأن وينزل كانت تعمل كلواء خاص يجلد النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب الذي يغطي كامل الوجه.
وفى حالة محاكمتها في العراق، قد تواجه ونزل عقوبة الإعدام حسب الاتهامات الموجهة إليها، بينما قد تدان في ألمانيا بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات لانضمامها إلى جماعة إرهابية، يقال إن وينزل اعتنقت دين الإسلام في عام 2016 بعد استمالتها على الانترنت من قبل متشدّد، وأخبرت صديقاتها الشرطة كيف بدأت فجأة في أخذ القرآن الكريم إلى المدرسة وارتداء ملابس أطول وأكثر تحفظا، وقالوا إنها بدأت في تعلم اللغة العربية ثم اختفت فجأة بعد أن قالت لوالدتها كاترين إنها ستبقى مع الأصدقاء.
في وقت سابق من هذا الشهر كشفت ونزل عن فتاة أردنية اسمها فاطمة أقنعتها باعتناق دين الإسلام في عام 2016 بعد أن دخلت الفتاتان في محادثات في المنتديات الجهادية، ثم قدمتها فاطمة إلى زوجها المستقبلي من داعش المقاتل أبو أسامة الشيشاني، وأخبرته ونزل عن مشاكلها مع والديها، حيث وعد بأن يتزوجها إذا هربت للانضمام إلى "داعش"، كما علمها كيفية تزوير وثائق السفر للوصول إلى تركيا، عندما وصلت ونزل إلى تركيا، كان أبو أسامة قد فر إلى سوريا، لكن وعد الزواج كان ثابتا.
قالت وينزل إلى صحيفة القذاعة، وهي صحيفة يديرها المجلس الأعلى للقضاء في العراق "لقد تزوجنا عبر الهاتف"، كما قالت البالغة من العمر 16 عامًا إن زوجها المتوفى لم يتحدث معها أبدا عن معارك داعش عندما عاشوا معا في العراق، وإنها لم تعش سوى خادمة ولم تشارك في القتال كما ادعت مصادر المخابرات العراقية، ويذكر أن الفتاة التي غادرت منزلها في بولسنتز شرقي ألمانيا العام الماضي للانضمام إلى الجماعة المتطرّفة تأمل في العودة إلى أوروبا وسط مخاوف من أن تقضي سنوات في السجن.
ويحتجز المئات من النساء غير العراقيات اللاتي لديهن صلات بتنظيم "داعش" ويشتبه في قيامهن بهجمات متطرّفة في سجن في منطقة الموصل، و هربت التلميذة ليندا إلى تركيا ثم إلى سورية العام الماضي من مسقط رأسها بولسنيتز بعد استمالتها على الانترنت من قبل المقاتل الشيشاني الذي تزوجته، وقُتل في المعارك الوحشية في الموصل بينما كانت تعمل لدى الجماعة المتطرّفة التي تطبق اللباس الإسلامي الصارم على النساء في المدينة، انفجرت في البكاء بعد القبض عليها وقالت أنها تريد فقط أن تعود لوطنها، ولكن لعل هذا الحلم بعيد المنال.