الدارالبيضاء-فاطمة القبابي
ألفت أعين المغاربة انتشار أطفال في عمر الزهور يجولون في شوارع المملكة دفعهم القدر لمد يد الحاجة. شريحة كبيرة من الأطفال التي تشكل نواة المجتمع المغربي، تعيش في أحضان الشارع، ومافيا الاستغلال الجنسي، وتجار المخدرات، التي تلهث وراء الربح السريع حتى ولو كان على حساب "الأطفال المتسولين".
وأنت تتجول في شوارع العاصمة الاقتصادية في الساحات والمقاهي، وعلى أرصفة الشارع وأمام الشبابيك الاتوماتيكية، وأمام أبواب ومحلات التجار، والمخابز وأمام المساجد، حتما ستشاهد عيناك لا محالة أطفالا في عمر الزهور بوجوه شاحبة، وعيون غائرة، وأجسام هزيلة أتعبها الجوع وأنهكها التسول وملاحقة المارة بنظرات ضياع تتوسل فيها شفقة كل المارة أملا في ملء كفوفهم الصغيرة بدراهم لعلها تكون الخلاص الوحيد من قبضة الوصي عليهم؛ إنهم الأطفال المتسولون، فمن المسؤول عن تفشي الظاهرة؟ وأين يكمن دور المجتمع المدني؟ وما هي حدود صلاحياته لمحاربة الظاهرة واجتثاثها من الجذور؟. ولماذا لا تفعل القوانين المجرمة لكل من يستغل أوضاع هؤلاء الأطفال بفرض الوصاية عليهم؟ . وكيف يمكن للجهات الرسمية أو المسؤولة أن تقضي على ثقل المخلفات الاجتماعية للظاهرة؟
التسول: المنقذ من المأساة الاجتماعية
أسئلة دفعت بنا للنزول الى شوارع العاصمة المليونية، التي يؤرقها ضجيج السيارات والحافلات على إيقاعات الزمن السريع، ورتابة الأيام التي تتوالى عليهم وهم على نفس الحال، اغلبهم جاءت بهم قساوة العيش، وظروفهم الاجتماعية لامتهان التسول، ففي الوقت الذي يتعلم فيه أقرانهم أبجديات القراءة والتكوين والحِرف وينعمون بدفء وحنان أسرهم تجدهم يجولون شوارع الدارالبيضاء طولا وعرضا، جماعات وفرادى يتحينون فرصة الحصول على درهم أو درهمين، اختلفت ظروفهم وحرموا من الاستمتاع بلحظات الطفولة، قاسمهم المشترك الحرمان والفقر والمعاناة الاجتماعية و التسول في الشارع العام. أغلبهم تعود على هذا النمط من العيش والبعض الأخر سلك هذا الدرب لعله المنقذ من مأساته الاجتماعية التي يعيشها، يتفننون في طرق التسول ويواكبون جديد المهنة إذ صح التعبير.
أحلام موقوفة التنفيذ
لقد أضحت أحلامهم موقوفة التنفيذ بعدما اقتلعهم القدر من أحضان أسرهم الدافئة، ليزج بهم في عوالم مجهولة المعالم، وتتحول حياتهم إلى جحيم يكتنفها الغموض ويطبعها اليأس ويسمها الحرمان، من السهل التعرف عليهم وهم يمدون يدهم للمارة ولرواد المقاهي وزوار المحلات التجارية وركاب الحافلات وأمام شباك التذاكر بمحطات الطرامواي، بملابس رثة، ووجوه شاحبة وعيون ذابلة وعبارات "الله ارحم الوالدين، الله أسهل عليك، درهم نشري خبزة" عبارات لا تفارق شفاههم، قساوة المنظر حملتني بالسؤال لإحدى الفتيات المتسولات أمام محطة "الطرامواي" بساحة الأمم المتحدة وسط المدينة.
إيمان، هكذا ادعت اسمها، طفلة لم تبلغ بعد سنتها 10، بملابس رثة تبدو علامات الفقر والحرمان على وجهها الذي لفحته أشعة شمس الصيف الحارقة، قائلة: "أنا انتمي لمدينة برشيد، خرجت من المنزل منذ شهور ولم أجد بعد أي عمل لذلك لجأت للتسول قصد توفير قوتي اليومي، فأمي توفيت منذ سنة وأبي تزوج امرأة ثانية فلم استطع تقبل الأمر وخرجت من المنزل للشارع دون تحديد وجهتي إلى أين، خاصة وان زوجة أبي بدأت تضربني، وتطالبني بالرحيل بدعوى أنني مصدر إزعاج لها في البيت".
الطفلة إيمان ما هي إلا واحدة من آلاف الأطفال الذين اختاروا الخروج للشارع، هربا من ظروفهم العائلية والاقتصادية، بحثا عن ترياق في الحياة. غير بعيد عن إيمان لفت انتباهي طفل في الجهة المقابلة لنفس المحطة يترصد المارة بخطوات متسارعة وأقدام صغيرة يسابق خطوات الراجلين بالشارع العام، بنبرات ملؤها الأنين يردد بإلحاح عبارات لاستعطافهم، فمن تحركه مشاعر العطف يتفاعل مع حالته ويمده ببعض الدراهم أو درهم، ومن تعذر عليه ذلك لسبب أو لأخر يكتفي بالتلويح بيده مترجما عبارة لا أريد أو لا املك دراهم لمساعدتك، ليعود مطأطئا رأسه وإعادة المحاولة مع كل من توسم فيه أمل المساعدة.
تتبعت نظراته لبضع دقائق، والتي كانت تلاحق خطوات بعض الأطفال في عمره برفقة أبائهم يمسكون بأيديهم بعض الحلويات والبالونات، تقدمت نحوه بخطوات قليلة، وقبل أن أبادر بالحديث إليه تمتم بعبارة قائلا: "سعداتكم" "سعداتكم"، عبارة دفعتني بالتوجه نحوه لمعرفة قصته الكاملة؛ خالد طفل يبلغ من العمر 12 سنة، ضاعت أحلامه بين آب سكير وأم قاسية كما يروي، حرم عطفها منذ سنواته الأولى، مثلما حرم عطف أبيه في بيت كانا يكتريانه بحي شعبي بضواحي الدارالبيضاء، يقول خالد كنت احلم دائما أن أصبح شرطيا، وأكون بصحبة أمي وأبي معا في بيت كبير، إلى أن أفاجأ بوجودي في الشارع، أتسول الناس الدراهم لتوفير قوتي اليومي بعيدا عن أسرتي التي أصبح كل في مكان بعد طلاقهما. شهادتان تعبران عما يدور في خاطر هؤلاء الأطفال الذين يحلمون كباقي أقرانهم بحياة يملؤها عطف الأب وحنان الأم، ودفئ البيت، وبزيارة حجرات الدرس.
حسب المهتمين بهذا الشأن، والباحثين في المجال، فإن أغلب الأطفال تقودهم ظروفهم الأسرية والاجتماعية والاقتصادية للتسول بالشوارع، والمبيت في العراء دون مأوى،وفي بعض الأحيان إلى الإجرام. وما أكده بعض الأطفال أن الآباء هم الذين يدفعون بأطفالهم إلى الشارع إما للعمل أو السرقة أو التسول أو ما إلى ذلك، ونتيجة لهذا كله يتشرد الأطفال في الشوارع ويتخلفون عن الدراسة وتترسب لديهم مشاعر الكراهية نحو الحياة والمجتمع وكل من حولهم مما يؤدي بهم إلى الدخول في دائرة الانحراف والتمرد على القيم والنظم وإدمان المخدرات مع استغلال تجار المخدرات لهؤلاء الأطفال في ترويج السموم، وصولاً إلى أمراض أخرى أخطر وأعمق تأثيرًا في بنية المجتمع مثل التطرف والانحراف الفكري والإرهاب.
أطفال التسول بين شبكة المافيات والدعارة
يشكل الأطفال المتسولون إحدى الظواهر الاجتماعية المقلقة التي تستأثر باهتمام الدارسين والباحثين، وقد أصبح الطفل بضاعة تباع وتشترى وصار وسيلة لربح الخبز وجمع المال، وسيلة تعتمدها مافيات منظمة للربح السريع، تشتغل في سوق سوداء تنظم نفسها بنفسها، من خلال تتبع خيوط هذا الموضوع تتبعنا خطوات بعض الأطفال المتسولين في شوارع مدينة الدارالبيضاء، وبعد بحث مضن، قادتنا وجهتنا إلى المحطة الطرقية أولاد زيان، بين ضجيج المسافرين و"الكورتية" (مرشدي المسافرين)، أثار انتباهي إبراهيم طفل يبلغ من العمر 13 سنة، علامات الحرمان بادية على محياه، يعمل على حد قوله صباح مساء بالتسول في الشارع من أجل تحصيل المبلغ الملزم عليه كل يوم، وبعبارات ملؤها الحنين والحزن يقول إبراهيم " منذ أن خرجت من المنزل نتيجة ظروف اقتصادية واجتماعية لم يفصح عنها لجأت للشارع وبدأت أتعلم أبجديات مهنة التسول، قصد توفير قوتي اليومي، ككل مساء أبيت رفقة زملائي بالسكة الحديدية بمنطقة درب السلطان. مضيفا إلى أن دلني زميلي على احد الأشخاص الذي يتبنى الأطفال الذين لا مأوى لهم، إلا أنني تفاجأت بوجود أطفال يعملون تحت وصية هذا الشخص الذي يوزعهم كل صباح في الأماكن المملوءة بالناس، كل حسب قدرته، إلا أن المبلغ حدد في 200 درهم كل يوم".
خلال حديثي الطويل مع إبراهيم قادتني خيوط السرد معه إلى مجموعة من الأطفال الذين لا يبعدون عنه بالساحة إلا ببضع كيلومترات يراهم ويرونه، ويتحدث معهم لغة العيون، ليحدثني عن تجربته في ولوج وظيفة التسول في الشارع العام، ويذلني في ذات الوقت عن أصدقائه في الحرفة ذاتها وتحت وصاية نفس رب العمل، ويحذرني من التحدث في الموضوع.
سمير، اسم مستعار لطفل تبنته إحدى مافيات الأطفال المتسولين بالعاصمة الإسمنتية، يتحدث عن تجربته التي لم يخبرنا عنها الشيء الكثير، وعيناه تتربص بالمارة وتتطلع إلى الوجوه، خوفا من مراقبته من طرف "الباطرون" أو الوصي عليه، يقول سمير أعمل رفقة مجموعة من الأطفال حيث نقوم في الصباح وتوزع المهام والأماكن علينا، بعدها نتدبر أمورنا بأنفسنا خاصة الأكل لكننا ملزمون بمبلغ 200 درهم كل يوم وإلا سنتعرض للضرب والشتم والسب من طرف الباطرون"
حكاية استطعنا من خلالها معرفة أن عددا كبيرا من الأطفال، يشتغلون تحت وصاية مافيات تشتغل في المجال، وأطفال آخرون ينشطون في شبكة المخدرات، والباقي يشتغلون في ضم فتيات لشبكة الدعارة، مافيات تتاجر بأجساد الفتيات القاصرات، في ظل غياب إحصائيات عن هؤلاء الأطفال تتفاقم الظاهرة، ويزداد عدد هؤلاء الأطفال بازدياد مافيات الاستغلال المادي والجسدي لهؤلاء في صمت مطبق للجهات المسؤولة والمعنية بهذا الأمر .
في غياب احصائيات..
الحديث عن الإحصائيات يدخلك في دوامة البحث دون نتيجة، غالبا ما تبوء بالفشل؛ لأن اغلب الإحصائيات التي تم استنتاجها تتعلق بالأطفال بدون مأوى سواء منهم المتسولين غير المتسولين، حيث أعلنت وزارة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية في السنة الماضية عن 17 في المائة من الأطفال بدون مأوى وهو رقم اعتبرته العديد من الفعاليات الحقوقية والمهتمة بالطفولة، رقما مخيفا فأغلب الجمعيات التي طرقنا بابها من أجل انجاز هذا الربورطاج، أكدت أن التوفر على إحصائيات حول الأطفال المتسولين أهم المصاعب التي تعترض العمل مع هذه الفئات، وهي إشكالية دولية وليست حبيسة المغرب فقط .كما أن غياب إحصاءات دقيقة في المغرب تتعلق بأطفال الشوارع والأطفال الذين يمتهنون التسول، يرجعه المهتمون بهذه الظاهرة إلى كثرة تنقل هذه العينة من الأطفال بشكل دائم، وعدم ارتباطهم بمكان معين بالإضافة إلى قدرتهم الفائقة على الانفلات من كل مراقبة أو تحكم أو ضبط.
إدمان المخدرات سبب التسول
تجدهم يتحدثون عن التسول كمهنة مستقبلية لهم، خبروا أعرافها وأخلاقياتها، لا يخجلون من ممارستها حتى في الزمن المستقبلي، بل تراهم مرة يفتخرون بكونهم يمارسون التسول، أعدادهم تتزايد يوما عن أخر وسط صمت المسؤولين عن الوضع، وتجاهل المجتمع المدني لهذه الفئة التي أصبحت تؤرق البيضاويين خاصة والمغاربة عامة، في الوقت الذي يتسول بعضهم بسبب ظروفه الاجتماعية والاقتصادية تجد البعض الأخر دفعه إدمان المخدرات بكل أنواعها ، أو القمار وفي بعض الأحيان فضول ممارسة هذه المهنة.
قادتنا جولتنا في شوارع المدينة الغول إلى سبر أغوار هذه الظاهرة، بحثا عن الأسباب التي كانت وراء امتهان الأطفال لمهنة التسول، محمد رغم صغر سنه يبدو شابا في مقتبل العمر 14 سنة جسده الضخم، ينم عن حسن حالته الاقتصادية والاجتماعية، توجهت له بسؤال لماذا تلجأ للتسول بالشارع؟. سؤال واحد كان كافيا ليفصح محمد عن قصته التي لا تشبه الأطفال الآخرين في شيء سوى في امتهان التسول، قائلا " انأ في الصراحة والداي لازال على قيد الحياة، أمي وأبي يعملان، ولدي إخوة يكبرونني بسنوات متفاوتة، إلا أنني احتاج في كل يوم علبة "سيلسيون" لقضاء اليوم جميل " مفيك " معبرا بعبارته التي التقطها من الشارع.
قصة محمد قادتنا لمجموعة من الأطفال في مقتبل العمر، يجوبون الشوارع حاملين بأيديهم أكياسا بلاستيكية، مملؤة بمادة "السيلسيون" مطبقة على أنوفهم يستنشقون رائحة المخدر، بعيون ذابلة وعقول غائبة، مستغلين فرصة مرور احد المارة لطلب درهم أو درهمين.
قطاع حيوي غير مهيكل
حسب المهتمين بالموضوع فإن أغلب الأطفال الذين يلجأون للتسول ليسوا بالضرورة أطفال يعانون الفقر أو الظروف الاجتماعية بل أغلبهم دفعهم الإدمان وخاصة إدمان المخدرات بأنواعها الصلبة والسائلة، لامتهان التسول قصد تلبية حاجاتهم منها. وهو ما صرح به الأستاذ هاني الحراق فاعل جمعوي وباحث في شؤون المؤسسات الرعاية الاجتماعية والإصلاح والتهذيب، مؤكدا أن ظاهرة تسول الأطفال أصبحت ظاهرة متفشية بأغلب المدن المغربية وعلى رأسها مدينة الدارالبيضاء، مضيفا أننا بصدد مافيا استغلال القاصرين في التسول، وأمام قطاع حيوي غير مهيكل، أو مشروع منظمة تؤطر نفسها بنفسها، قطاع تحركه مجموعة من العوامل المساعدة على تفاقم الظاهرة في غياب روح المسؤولية والمبادرة لمحاربة مثل هذه الآفة التي تنخر كيان المجتمع المغربي، وأشار هاني الحراق إلى مجموعة من الحالات التي تتوفر لها ظروف عيش ملائمة إلا أنها تلجأ للتسول، مؤكدا أن العامل الأول وراء هؤلاء هو الإدمان سواء إدمان المخدرات والقمار أو بعض الألعاب الالكترونية أو غيرها .
وأوضح المكلف بمهمة مؤسسة الرعاية الاجتماعية بالحي الحسني أن هؤلاء الأطفال لا يمكن أن يقصدوا الأماكن الإستراتيجية من تلقاء أنفسهم، مرجحا أن هناك من يوجههم للمناطق الإستراتيجية وفق خريطة و خطط محكمة وعميقة، تتوخى الربح السريع، مشيرا إلى المبالغ المالية التي يحصلون عليها طيلة اليوم والتي قد تفوق 200 درهم كل يوم.
وأورد المتحدث ذاته أن نسبة 85 في المائة من الأطفال الذين يمتهنون التسول؛ نجد آباءهم يمتهنون نفس المهنة، مستطردا في الحديث عن الدوافع التي تفضي بهؤلاء إلى امتهان التسول؛ من بينها الربح السريع، والوفير والأموال التي تذرها هذه المهنة على ممتهنيها.
في انتظار غد أفضل
منذ مدة و ظاهرة الأطفال المتسولين من الظواهر التي تثير قلق المجتمع المدني بالمغرب، خصوصا أمام تناميها و ازدياد عددهم بالمدن المغربية الكبرى يوما عن يوم، بدون ملجأ ولا مسكن، فهم يتخذون بعض الأماكن و الحدائق المهجورة مكانا للمبيت ، مفترشين الأرض و ملتحفين السماء. معظمهم – للأسف – ينحرفون، فيتعاطون التدخين و المخدرات بل الكحول أيضا، و قد يتطور الأمر ليصل إلى حد الإجرام والسرقة في عدد من الحالات، و لا أحد يستطيع أن يلومهم لوما مباشرا، فهم ضحايا قبل أن يكونوا أي شيء آخر ، ضحايا عوامل مجتمعية و اقتصادية لم ترحمهم و لم تترك لهم فرصة للخيار أمام صعوبة الظروف التي يعيشونها.
ورغم المجهودات التي تبذلها وزارة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية التي تبقى ضعيفة بشهادة بعض الأطر التربوبة بالجمعيات التي تهتم بهذه الفئة، مؤكدين أن السياسة العمومية المندمجة لحماية الطفولة بالمغرب أهم مشروع يجب تطبيقه لفائدة الأطفال بشكل عام، مضيفين أنه على الوزارة مضاعفة مجهوداتها من أجل ضمان غد أفضل لهؤلاء الأطفال .
من جهة أخرى أكد البعض الأخر أن الوزارة المذكورة سجلت انخراطها في عدة ورش وبرامج مهمة لفائدة الأطفال، فضلا عن انفتاحها على جمعيات المجتمع المدني، كما أنها هي الحاضنة للسياسة العمومية لحماية الطفولة بالمغرب.