نواطشوط - عائشة سيد عبد الله
لا تكتمل زينة المرأة الموريتانية مالم تقم بنقش الحناء على يدييها وقدميها وهي عادة تجميلية دأبت عليها نساء الصحراء منذ القدم حتى صارت جزءًا من طقوس الزينة التي تضفي أنوثة وجمالًا وسحرًا منقطع النظير ، ومع تطور أساليب الزينة وفقًا للموضة والجديد كانت الحناء الموريتانية تساير ذالك التطور كنوع من الصمود والتشبث بالبقاء.
وتنوعت تصاميم الحناء وفقًا للأذواق حتى صارت لها تسميات من واقع الموضة النسائية الدارجة ، حيث تلجأ المرأة الموريتانية للزينة بالحناء في المناسبات الاجتماعية والخاصة كنوع من إظهار الاحتفال والتعبير عن السعادة بالحدث أو المناسبة.
وتتنوع أشكال و تصاميم الحناء وتختلف أسعارها حسب الكم والكيف كما تنقسم حسب نوعيتها، إلى حنة "اسكوتش" و"سرنك" ، ويتراوح سعر حنة اسكوتشى من 50 دولار إلى 300 دولار وفي الغالب يكون هذا النوع من الحناء خاص بالعروس ، أما سرنك فأقصى سعر يبلغه هو 30 دولار أو 40 كحد اقصى وهو الأكثر استعمالًا.
وتزدهر سوق الحناء في موسمي الأعياد أو الأفراح والمناسبات وبذلك تكون الحناء قد حجزت مكانًا لها في وجدان الموريتانيات سيستمر إلى الأزل.
الرجل الموريتاني يرى أن المرأة المكتملة الأنوثة هي تلك التي تتزين بالحناء من حين إلى آخر وهو ما يفسر اعتبار الموريتانيات الحناء مكملة لزينة بل وجزءًا من الإكسسوار لا يمكن الاستغناء بأي حال عنه لمن أرادت أن تضفي على مظهرها الجاذبية والإثارة.
وتكتسب مادة الحناء أهمية خاصة لدى الموريتانيات حيث يتم توظيفها إلى جانب النقش في مستحضرات التجميل المحلية لترطيب البشرة وإكسابها رونقًا ورطوبة وجمالًا ، وعلى مر الزمن تغنى الشعراء الموريتانيون بزينة الحناء واعتبروها رمزا للأنوثة والإثارة حيث يقول أحدهم.
وتلعب الحناء دورًا هامًا في إغراء الرجال فقد قام شاعر بإلقاء الشعر على فتاة تضع الحناء وبعض الإكسسوار في يدها قائلًا "لويا وارسيق وحنه - ذا لفعلولي ياكواني - الا سحروني - فإن هذان لساحران".
ويعتبر الشاعر الإكسسوار والحناء ساحران كناية عن الجاذبية التي تتميز بها الفتاة ، وكل ما سبق حول الزينة بالحناء ماهو إلا دليل على دورها في جاذبية المرأة الموريتانية ومكانتها في الوجدان الجمعي.