الفنانة ألاء الداية

حاول الاحتلال الإسرائيلي أن يصنع من مدينة القدس أرضًا خالية من المواهب والتنمية البشرية؛ عبر سياساته الرامية إلى نشر الجهل في المجتمع المقدسي ، ونزع كل عمل أو مبادرة من شأنها أن تساهم في صقل شخصية وعقل الشباب هناك ، وتزيد من إمكانية نضوجهم فكريًا وثقافيًا.
 
وتعد آلاء الداية فنانة تشكيلية صاعدة، فتحت لها الأحداث في القدس آفاقًا واسعة للإبحار قدمًا نحو رسم جوانب عدة في المجتمع المقدسي بين سلبية وإيجابية ، ودفعتها إلى استغلال ريشتها وألوانها للتعبير أكثر عن حبها وارتباطها في مدينتها المقدسة ، وبناء علاقة متينة مع المسجد الأقصى المبارك ، الذي بدا عنوانًا دائمًا في لوحاتها.

وقالت الداية ، التي تسكن في البلدة القديمة في القدس، إن ملامح موهبة الرسم داخلها بدأت وهي في المرحلة الابتدائية ، حيث كانت تُكثر من رسم الدمى وفساتين العرائس ، حتى لاحظت ذلك معلمتها في الصف ، واقترحت على والدتها أن تشتري لها بعض الدمى والألعاب نظرًا لتعلّقها الشديد بها.
 
وتعتبر علاقة آلاء مع الريشة والألوان ، ليست موسمية ، فهي تحلم بأن تصبح رائدة في هذا العالم، وتنوي الالتحاق في الجامعة لتعلّم الرسم ، وتؤكد تمسكها به رغم انقسام محيطها الاجتماعي بين مؤيد لها ومعارض لفكرتها ، مضيفة "لا تهمني كثرة الانتقادات، وسأمضي في تطوير موهبتي".

وللمسجد الأقصى المبارك مع آلاء حكاية خاصة ، فقد اعتادت في كل صباح أن تخرج من بيتها بصحبة ألوانها ولوح الرسم، وتتوجه إلى المسجد الأقصى ، وتستقر في صحن قبة الصخرة لترسمها إلى جانب معالم المسجد الأخرى ، فهي تؤمن أنها بذلك تعبّر عن حبها له وارتباطها الشديد به.

وتحتل القدس حصة الأسد في رسوم آلاء؛ إذ ترى بها المدينة الأجمل في العالم والأعرق حضارة ، وتدعو رسامي العالم للتوجه نحو القدس ليرسموها بشكلها الحقيقي وليس كما يصورها الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الأحداث الأخيرة في مدينة القدس، احتلت آلاء أذهان قطاع واسع من الشارع العربي، بعد ظهورها وهي تبكي حرقة على ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك.