امرأة سعودية تدلي بصوتها في الانتخابات

تتجه النساء في المملكة العربية السعودية لأول مرة إلى الإدلاء بأصواتهن في الانتخابات، وذلك في خطوة تاريخية لهذا البلد المحافظ، الذي يمارس الفصل الصارم بين الجنسين، وتذهب بموجبه النساء إلى مراكز اقتراع منفصلة. حيث تشارك النساء في التصويت بالانتخابات بنسبة تقل عن 10 بالمائة، بينما تخوض أكثر من 900 مرشحة سباق الانتخابات المحلية الذي يضم ما يقرب من ستة آلاف رجل.

ولاقت هذه الخطوة الإيجابية التي تشهد مشاركة النساء في انتخابات معنية بالقضايا المحلية ترحيبًا كبيرًا، لما تمثله من انفتاح للمرأة على المجتمع السعودي. ويتنافس المرشحون على حوالي 2,100 مقعدًا، إضافة إلى وجود 1,050 مقعد إضافي، يتم تعيينهم بعد موافقة من الملك.

يشار إلى أنه من المقرر ألا تخرج المرشحات في حملات لتوجيه الناخبين، وإنما يتم الاعتماد على ممثلين لهم من الرجال، أو يكون الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" في إيصال برامجهم إلى الناخبين، والتي تشمل أفكارًا مثل إنشاء المزيد من مراكز الشباب ودور الحضانة والحدائق العامة فضلًا عن تحسين خدمات الطرق.

وصرحت إحدى المرشحات للانتخابات عن الرياض فوزية الهردي، إلى "فرنسا 24" بأنها انتظرت العشرة أعوام الماضية من أجل المشاركة في صناعة القرار السياسي والاجتماعي. مضيفًة أنها ستعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي في حملتها الانتخابية.

وأشارت إحدى المرشحات آمال بدر الدين الصواري (60 عامًا)، والتي تعمل طبيبة أطفال في وسط مدينة الرياض، خلال حديثها لوكالة "فرانس برس" إلى أنها لا تخوض الانتخابات من أجل الفوز. في حين أن المنسق العام للمبادرة الشعبية "بلادي السعودية" هاتون الفاسي، والتي تعمل عن كثب مع النساء لرفع وعي الناخبين وزيادة مشاركة النساء في الانتخابات، أكدت بأن الفوز لا يعتبر هو الهدف النهائي لها وإنما نقطة تحول في ممارسة المرأة لحقوقها والضغط من أجل المزيد.

وأضافت "لم تكن العراقيل القانونية هي الصعوبات الوحيدة التي تواجه الانتخابات، وإنما على النساء أيضًا النجاح في تخطي عقبة الناخبين من الذكور، والذين يعارضون مشاركة المرأة في مجتمع مختلط".

وشدد عبد الله الميتب على أن دور المرأة لابد وأن يقتصر على إدارة الأعمال المنزلية وتربية الجيل الجديد، قائلًا "إذا سمحنا للمرأة الخروج من المنزل للقيام بمثل هذا العمل، فمن سيقوم برعاية الأبناء؟".