محاكمة 49 شخصًا في حادث قتل جماعي لامرأة أفغانية

مثل 49 متهمًا بينهم 19 شرطيًا أمام محكمة ابتدائية في العاصمة الأفغانية كابول، السبت، بتهمة قتل امرأة أفغانية بطريقة وحشية، بعد اتهامها بالخطأ بحرق المصحف الشريف.

وبث التلفزيون الرسمي للبلاد، افتتاح المحاكمة على الهواء مباشرة، إذ واجه المشتبه فيهم تهمًا تتعلق بقتل امرأة أفغانية، تدعى فيرخاندا، تبلغ من العمر 27 عامًا، بطريقة وحشية.

وكشف المدعي العام عن التهم الموجهة ضد عشرة من المتهمين، بما في ذلك الاعتداء والقتل وتشجيع الآخرين على المشاركة في الهجوم، كما اتهم رجال الشرطة بإهمال واجباتهم وعدم منع الهجوم، على الرغم من أن بعض المشتبه فيهم شاركوا في القتل الوحشي.

وزعمت النيابة العامة أن فيرخاندا تعرضت للضرب حتى الموت في هجوم مسعور، أثاره اتهام زائف بحرق نسخة من القرآن الكريم.

وشكل مقتل فيرخاندا الوحشي صدمة للعديد من الأفغان، على الرغم من أن بعض الشخصيات العامة والدينية اعتبروا أن هذه الواقعة مبررة، إذا كانت قد حرقت بالفعل نسخة من القرآن.

وأظهرت لقطات "فيديو" عبر الهاتف المحمول، انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، تعرض فيرخاندا للضرب المبرح، والدهس بالسيارة وإحراق جثتها والإلقاء بها في نهر كابول.

وأثار الحادث موجة شديدة من الغضب في البلاد، فضلا عن تحركات واسعة في المجتمع المدني للحد من نفوذ رجال الدين، وتعزيز سيادة القانون وتطوير حقوق المرأة.

ودعا رئيس المحكمة الابتدائية، صفي الله مجددي، كبار المسؤولين، بمن فيهم قائد شرطة كابول ورئيس قسم التحقيقات الجنائية في وزارة الداخلية، إلى حضور جلسة المحكمة الأحد، كما أمر بتوقيف شرطي آخر يزعم أنه أطلق سراح أحد المشتبه فيهم.

واعترف اثنان على الأقل من المتهمين للمحكمة بارتكاب جريمة القتل الوحشية تحت وطأة الإكراه البدني، ويتعرض النظام القضائي في أفغانستان لانتقادات شديدة على خلفية قصوره في تحقيق العدالة النافذة للعديد من الأفغانيين.

وأكد تقرير صدر أخيرًا عن الأمم المتحدة، أن النساء في أفغانستان يتعرضن للتهميش والعنف بشكل خاص، وذلك على الرغم من الضمانات الدستورية التي تكفل أطر المساواة والحماية من العنف.

وانتقد المجتمع الدولي حادث مقتل فيرخاندا على نطاق واسع، واعتبره دلالة على قلة التقدير والاحترام الموجه للمرأة في المجتمع الأفغاني، الذي لا يتم فيه تطبيق العقوبات بشدة على العنف الموجه ضد النساء.