غزة – محمد حبيب
طالب المئات من المعلمين في غزة بصرف رواتبهم المتأخرة، والاعتراف بشرعيتهم، وضمهم ضمن سلم موظفي حكومة التوافق، بعد 6 أشهر من تأخر رواتبهم.
وأكد معلمون خلال وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة التربية والتعليم بغزة الأحد بمناسبة يوم المعلم الفلسطيني الذي يصادف الأحد 14 /12أن الأوضاع الاقتصادية لهم زادت صعوبة عما كانت عليه سابقا، وأن تأخر صرف الرواتب يعيق عملهم ويؤثر على العملية التعليمية.
وتنفذ نقابة الموظفين العموميين في غزة، بين الفينة والأخرى إضرابات جزئية وكلية لإرغام حكومة الوفاق الوطني على صرف رواتبهم والاعتراف بشرعيتهم.
وحمّل نقيب الموظفين بغزة محمد صيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس مسؤولية عدم صرف رواتب الموظفين، محذرا من استمرار الفعاليات النقابية حتى انتزاع حقوق المعلمين والموظفين في القطاع.
وقال صيام خلال الاعتصام:" لازالت حكومة الوفاق تتنكر لحقوق معلمي غزة، غير مبالين بحجم المعاناة القائمة، وكلما قطعوا وعدا، للأسف لا يترجم على أرض الواقع".
وطالب الحكومة بتحييد قطاع التعليم عن التجاذبات السياسية، مبينا أن الموظفين الذين تم تعيينهم في مجال التعليم، كان وفق الأسس القانونية الصحيحة.
وشدد صيام على أن كافة الخيارات أمام نقابته مفتوحة، وأنها لن تقف بصمت أمام هدر حقوق الموظفين.
وتوقفت مدارس قطاع غزة الحكومية اليوم الأحد عن العمل بعد الحصة الثالثة احتجاجا على عدم صرف رواتبهم من حكومة الوفاق الوطني.
وعلى الرغم من مرور أكثر من 6 أشهر على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، إلا أنها لم تعترف بموظفي حكومة غزة السابقة، في مخالفة واضحة لاتفاقات المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
وتنص اتفاقات المصالحة الموقعة بين الحركتين على دمج جميع الموظفين المدنيين والعسكريين التابعين لحكومة غزة السابقة، بعد تشكيل لجنة إدارية وقانونية، وأخرى أمنية، فيما تصرف رواتب لهم خلال عمل اللجان.
بدوره، استنكر نقيب المعلمين خالد المزين تنكر رئاسة السلطة وحكومة الوفاق لمعلمي غزة، دون الأخذ في الاعتبار حجم معاناتهم القائمة، مبينا أنهم يسمعون وعودا كثيرة لكن دون تنفيذ.
وأضاف المزين في كلمته بالاعتصام أن يوم المعلم الفلسطيني يحمل في طياته جملة من المعاناة، أهمها معاناة الراتب الذي ما زال مغلقا أمام الآلاف منهم، دون تخلي أحدهم عن تحمل الأمانة بكل مسؤولية وثقة.
وقال المعلم خالد طنطيش إن المعلمين أصبحوا متسولين في ظل حكومة الوفاق، بدلا مما كنا نتوقعه منها قبل تشكيلها، مبينا أن أكثر من ثمانية آلاف معلم بلا راتب في قطاع غزة.
وأضاف طنطيش على هامش الوقفة الاحتجاجية: "أطفال المعلمين وعائلاتهم أصبحوا جوعى ولم يعد يفكر المعلم سوى في موعد صرف رواتبهم والاعتراف بهم".
وطالب حكومة الوفاق بإنهاء معاناتهم المتفاقمة بأسرع وقت ممكن، مؤكدا أن شرعية الحكومة نابعة من شرعية الموظف وليس العكس.
هذا باتت الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المنغص الأكبر للمعلم الفلسطيني، وهمه الآسر لابداعاته وإقباله لبذل الجهود الملائمة للنهوض بمنهجية فكرية وتربوية، قادرة على بناء أجيال مبدعة وقادة في الوعي العلمي، ما أثر سلبا ليس على المعلم وحده، إنما على السياسة التعليمية ككل.
وفي الوقت الذي يبرز فيه المعلم كشخص ومهنة إنسانية لا بد من احترامها، أوجد العالم يوما لتكريم المعلمين، فيما كان للمعلم الفلسطيني تكريم إضافي لذلك اليوم العالمي، فكان الرابع عشر من كانون الأول من كل عام، يوم المعلم الفلسطيني، الذي ما زال يخضع للتجاذبات المتعقدة هنا وهناك، ليقدم رسالته التي من أجلها وجد.