مدرسة "نيو دونكاستر"

تواجه مدرسة حكومية بريطانية تهمًا، بإهدار المال العام عبر تقديمها 500 جنيه إسترليني، حافزًا للطلاب بغرض التحاقهم بالمستوى السادس الجديد في التعليم.

وكانت مدرسة "نيو دونكاستر"، حثت جميع المتقدمين على دورة تدريبية جديدة، وبالأخص الحاصلين على الأقل على خمس درجات امتياز في شهادة الثانوية العامة الخاصة بهم إلى الالتحاق بها مقابل 500 جنيه إسترليني.

الأمر الذي أثار ضجة المراقبين، الذين انتقدوا الحافز المالي ووصفوه بالرشوة، معتبرين أنَّه لا يعد استخدامًا أخلاقيًا للأموال العامة، ويُعتقد أنَّ هذه المرة الأولى التي تسعى فيها المدرسة بشكل فعلي إلى دفع التلاميذ لتسجيل الحضور، بينما عرضت سابقًا المال أو الجوائز بهدف الالتحاق بالامتحانات.

وقدَّمت المدرسة تطبيقها إلى وزارة التعليم الشهر الماضي؛ لافتتاح القسم المقرر في عام 2016، حيث ستدار المدرسة عبر برنامج الائتلاف "المدرسة الحرة" التي تسمح للمعلمين وأولياء الأمور والجمعيات الخيرية لفتح مؤسسات تعليمية مستقلة عن سيطرة المجالس المحلية.

ويوضح طلب المدرسة أنَّ "دونكاستر" تحتاج إلى كلية جديدة؛ لأنَّ شبابها يفتقدون إلى تجربة النموذج السادس العالقة، ولفتح الكلية تحتاج "دونكاستر" إلى توقيع ألف من الآباء والأمهات على افتتاح كلية جديدة.

وهو ما تقول عنه المديرة في مدرسة "نيو بونتفراكت" غرب يوركشاير، بولين هاغن "إنَّه تحقق بالفعل، كما تأمل في فتح الشكل السادس في عام 2016 بالتحاق نحو 500 طالب، ثم ارتفع العدد إلى 1200 بعد ثلاث أعوام.

فيما أعلن الموقع الإلكتروني للمدرسة عن منحة الأكاديمية الخاصة بالنموذج السادس والتي تقول "لو كنت تتوقع أنك ستحقق أعلى من خمس درجات امتياز في شهادة الثانوية العامة، سنقدم لك فرصة الحصول على مبلغ 500 جنيه ومكان في الأكاديمية لدعم المرحلة الدراسية الـ16 الخاصة بك".

وتمَّ وصف المبلغ المالي على أنَّه حافز، ولكن المدرسة لم تعلن عن مجموع تكلفته بالكامل، وأوضح نائب المدير فيها ريتشارد فليتشر، إنَّه سيتم الدفع لجميع الطلاب المستحقين مبلغ 500 جنيه، ولكن لا يعرف بعد عدد الطلاب الذين سيحصلون على المبلغ حتى افتتاح القسم الجيد.

وتنتقد عدد من المدارس المجانية القرار، فخلال الأعوام الأخيرة كان الحضور منخفضًا جدًا، حيث واحدة في جنوب لندن التحق بها 17 تلميذًا فقط في أيلول/ سبتمبر.

وأعرب أستاذ التربية والسياسة العامة في جامعة "دورهام" ستيفن جورارد، عن قلقه إزاء استخدام الأموال العامة لتشجيع الالتحاق بالمدارس بهذه الطريقة، قائلًا "لم أسمع أبدًا عن هذا من قبل، ولا أرى أنَّ هذا استخدام أخلاقي للتمويل، نظرًا لأنه يكلف الخزانة العامة والتي من الممكن أن تنفق تلك الأموال على شيء آخر".

وأضاف جورارد "هناك مخاوف من التداعيات الاجتماعية التي يمكن أن تترتب على التلاميذ الذين ينضمون لذلك، حيث هناك علاقة بين التحصيل في سن 16 والخلفية العائلية والاستفادة، وبالتالي حافز التمويل أمر غير مناسب".

وتساءل "إذا كان ذلك الحافز المالي سيجذب الطلاب لتحقيق أعلى معدلات في المنطقة، كما أنَّ هؤلاء الطلاب قد ينتهي بهم الأمر إلى البقاء في نظام معزول اجتماعيًا بسبب الخلفية الاجتماعية".

وتأتي هذه الخطوة بعد نظام مماثل تديره الجامعات في المملكة المتحدة والتي تقدم مجموعة من الحوافز لتشجيع الطلاب المتفوقين للالتحاق بها، بما في ذلك تخفيضات هائلة على الرسوم الدراسية والكتب الدراسية المجانية والسكن المدعوم.

ومن المقرر الشهر المقبل التأكد ما إذا كان تم منح الكلية الموافقة على إقامة الشكل السادس للمرحلة التالية من قبل إدارة التعليم أم لا.