طلاب جنوب أفريقيا ينتصرون بعد إلغاء خطط رفع الرسوم الدراسية

حققت الحركة الطلابية في جنوب أفريقيا انتصارًا كبيرًا بعد إلغاء خطط رفع الرسوم الدراسية عقب أسابيع من الاحتجاجات في أنحاء البلاد بلغت ذروتها في التجمعات الحاشدة خارج المكاتب الحكومية الرئيسية.

ووقعت الاحتجاجات الكبرى في مبنى الاتحاد في مقر مقعد جنوب أفريقيا من الحكومة في بريتوريا، واجتمع أكثر من عشرة آلاف شخص الجمعة للمطالبة بإلغاء زيادة الرسوم الدراسية المقترحة، ودعا المحتجون الرئيس جاكوب زوما إلى الاهتمام بمطالبهم بشكل شخصي.

ويعد هذا أكبر احتجاج طلابي منذ انتفاضة "سويتو" عام 1976 ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ويمثل المحتجون شريحة واسعة من الجماعات العرقية والأحزاب السياسية في البلاد، وعلى الرغم من نصب المنصة الرئاسية مرتين إلا أن زوما لم يظهر لكنه اختار إعلان كلمته في غرفة الصحافة داخل المبنى الرئيسي.

وذكر زوما بعد لقاءه مع القيادات الطلابية: "وافقنا على عدم زيادة الرسوم الدراسية في عام 2016"، وكانت الجامعات اقترحت زيادة الرسوم الدراسية للعام المقبل بنسبة 11.5% بحجة أنها تحتاج إلى رسوم أعلى لمواكبة المعايير.

وغضب المحتجون من عدم ظهور زوما، ما دفع بعضهم إلى اختراق الأسوار الأمنية وحرق المراحيض المتنقلة وإلقاء الحجارة على الشرطة، وردت الشرطة بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وقنابل الصوت لتفريق المحتجين، واستمرت الاشتباكات بين المحتجين والشرطة حتى غروب الشمس ما ألحق ضررًا بسيارات عدة.

وذكر الطالب توباغو ماديبا (21 عامًا) من جامعة "تشوان" للتكنولوجيا مغلقًا عينيه بسبب الغازات المسيلة للدموع: "هذا خطأ، دعينا إلى هنا من قبل الرئيس وانتظرنا طوال اليوم، وكان لزامًا علينا اتخاذ رد فعل، كان علينا أن نظهر للرئيس أن هذا أمر خطير".

وبدأت الاحتجاجات بشكل سلمي حيث حمل المتظاهرون لافتات تحمل شعارات وأطلقوا الهتافات، وعندما حاول بعض المحتجين إلقاء الحجارة، صاح الآخرون هاتفين "لا للعنف".

وأوضح الزعيم الطلابي ميكيبو دلاميني في جامعة "ويتواتر سراند"، أن الطلاب لم يبدؤوا بالعنف، مضيفًا: "لا يوجد عنف هنا، رأينا الطلاب يتصرفون كرد فعل لأفعال النظام الوحشي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم".

وأشار المعلق السياسي ستيفين جروتس، إلى أن نجاح الاحتجاجات الطلابية يشكل صداعًا لحزب "المؤتمر الوطني" الأفريقي، مفيدًا: "ما حدث يكشف عدم قدرة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على التعامل مع مجموعة متعددة الأعراق يرفضون الخطاب السياسي القديم".

وشملت الاحتجاجات معظم مراكز المدن الكبرى في جميع أنحاء البلاد، وحضر المئات من جنوب أفريقيا والطلاب الدوليين مسيرة للتضامن خارج اللجنة العليا لجنوب أفريقيا في لندن، ولم يتضح بعد ما إذا كان الطلاب سيزيلون اللافتات ويعودون للدراسة الاثنين، وغضب الكثيرون من استخدام الشرطة للقوة في حين أصر البعض على الدفع لإلغاء الرسوم الجامعية تمامًا.

وأضاف أحد الطلاب من جامعة "بريتوريا"، شارك في الاحتجاجات: "نحن نعلم أن زوما جبان إنه ليس رجلًا، ونحن نريد المزيد وليس مجرد إلغاء زيادة الرسوم الدراسية، نحن نريد تعليمًا مجانيًا".