الأطفال من خلفيات ثرية أكثر عرضة لتطوير خصائصم الشخصية

كشفت دراسة جديدة أن الأطفال الذين ينتمون لعائلات ثرية أكثر عرضة لأن يكونوا منفتحين ما يؤثر على مكاسبهم في الحياة فى وقت لاحق. وأشارت الدراسة إلى أن شخصيتنا وتطلعاتنا ترتبط بقوة بالخلفية الاجتماعية.

 وأفاد أكاديميون من جامعة كامبردج وكينت بأن الناس الذين ينتمون إلى عائلات ثرية ويعمل آبائهم في وظائف محترفة يكونوا منفتحين ومتحدثين ومتحمسين بصورة كبيرة، كما أنهم أكثر عرضة لإظهار مستويات عالية من الانفتاح بما في ذلك الخيال والفضول الفكري.

وذكر السير بيتر لامبل رئيس ساتون ترست التي نشرت الدراسة الجديدة أن النتائج تظهر أهمية بناء طموحات الطلاب من الخلفيات المحرومة ومنحم المهارات والصفات مثل الثقة والحماس لأنهم سوف يحتاجونها فى مكان العمل، مضيفا " وتشير أبحاثنا إلى الارتباط الواضح بين المهارات الاجتماعية وغيرها والمكاسب الحياتية، علينا بناء الطموحات المهنية للشباب من الخلفيات المحرومة وتشجيع المزيد من الصفات التى يحتاجونها والتي لم يتعلموها فى المناهج الدراسية مثل الثقة والطموح والمرونة والإبداع".

وتستند النتائج إلى تحليل بيانات 150 ألف من المقيمين فى بريطانيا وتم جمعها من خلال اختبار الشخصية بواسطة البى بى سى، وبينت النتائج أن الأشخاص الأكثر انفتاحا هم أكثر عرضة لتقاضي رواتب أعلى، حيث يحصل 25% من البالغين المنفتحين على راتب يزيد عن 40 ألف أسترلينى سنويا وتزيد النسبة لدى الرجال أكثر من النساء، أما أولئك الذين يراعون ضميرهم في العمل فزادت فرصتهم للحصول على وظائف ذات رواتب عالية بنسبة 20%.

وجاء فى الدراسة " لمجموعة من الأسباب المتنوعة يعد الأطفال من الخلفيات الثرية أكثر عرضة لتطوير الخصائص والتطلعات الشخصية ما يساعدهم فى الاستفادة لاحقا فى سوق العمل، وهناك عدة أسباب لذلك منها حقيقة أن الأطفال من الخلفيات ذات الدخل المنخفض هم أكثر عرضة للتوتر وعدم الاستقرار فى منزلهم".

وتقترح الدراسة أنه ينبغى على المداس العمل على تحسين الشباب الأكثر فقرًا فى معرفة الحياة المهنية، فضلا عن أهمية الحصول على رجع صدى لتحسين المهارات الاجتماعية للتلاميذ، ويجب على المدارس والجامعات إعطاء الشباب دورات تدريبية في مهارات التوظيف وتقنيات المقابلات الشخصية، وتقترح الدراسة أن تركز البرامج التىي تهدف إلى تحسين النتائج بالنسبة للأطفال الأكثر فقرا على مهارات أوسع وكذلك التحصيل الدراسي.

وبيّن مؤلف الدراسة الدكتور روبرت دي فريس من جامعة كينت " نحن نعلم أنه فى بريطانيا أكثر من أى دولة أن العائلات الميسورة الحال تؤدى إلى تحقيق نتائج أفضل فى المدرسة وفرص أفضل فى نجاح الحياة المهنية، ومن خلال الرجوع إلى الأبحاث السابقة فضلا عن تحليل اختبار الشخصية من بى بى سى وجدنا أن من ينتمون إلى خلفيات ثرية لديهم ميزة أخرى غير العوامل الأكاديمية وتتمثل فى الانفتاح والتطلعات المهنية".

وتأتي نتائج الدراسة وسط دعوات متزايدة بتعليم الشباب مهارات وقدرات خارج إطار الدروس التعليمية، وأوضحت وزيرة التعليم نيكي مورغان في وقت سابق أن تعليم صفات المثابرة والثقة على نفس القدر من أهمية الحصول على نتائج جيدة في الامتحان بالنسبة للمراهقين، وفي خطاب له في وقت سابق أوضح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الأطفال يزدهرون مع التوقعات العالية مشيدًا بالمدارس الجديدة التي تقوم بتعليم الفضائل الشخصية مثل المثابرة والصدق والفضول والخدمة.