طولكرم ـ خالد أبو سرحان
اختتمت جامعة فلسطين التقنية "خضوري" الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الوطني للإبداع في التعليم والتعلم، بعنوان "من السياسة إلى الممارسة" الذي امتدت جلساته على مدار ثلاثة أيام بمشاركة محلية ودولية تم خلاله تقديم عدد من الأوراق والعروض والمشاركات التي لامست التحدي الذي عقد من أجله المؤتمر. وخلال فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الذي بدأت جلسته الثالثة بالتركيز على محور البيئة التربوية الإبداعية تم تقديم ورقة بعنوان "الإبداع المثبت بالأدلة: استخدام المعطيات والتصميم لتطوير التعليم والتعلم" من قبل المدير العام لمركز "سيرلي" للإبداع التربوي، في جامعة "نورث وسترن" الدكتور جريجوري لايت، وتبعه تقديم عرض من قبل مستشار "الأمديست" حول برنامج القيادة وبرنامج تطوير المعلمين في جامعة "كولومبيا" الأميركية، فيما قدمت الدكتورة رباب طاميش عرضًا حول الإبداع في الغرف الصفية، فيما قدمت الدكتورة هدى مصطفى من الجامعة الأميركية في القاهرة شرحًا حول منهجية "مركزية المتعلم" وكيفية تطبيق مبادئها في السياق الفلسطيني.
كما تم وفي الجلسة نفسها التي تولى عرافتها عميد التخطيط والتطوير في الجامعة الدكتور سامر النجار التطرق إلى استخدام اللوحات الذكية في التعليم المصغر لطلاب التربية التكنولوجية في ثلاثة جامعات من قبل مدير دائرة المشاريع في جامعة "خضوري" المهندس حسام قصراوي.
كما قدم الدكتور فتحي عناية من "خضوري" عرضًا بعنوان "كيف نحفز البحث العلمي لطلاب البكالوريوس الجامعيين من حيث الإمكانات"، فيما قدَّمت الدكتورة نهى عطير ورقة بعنوان "الفهم بواسطة التصميم: مقارنة للتعليم والتعلم الإبداعي"، وتبعها في التقديم ورقة بعنوان "فاعلية التعلم المدمج في تدريس العلوم في تنمية مهارات التفكير ما وراء المعرفي وتحس التحصيل" قدمها الدكتور حكم حجة من كلية فلسطين التقنية في العروب، إلى أن اختتمت الجلسة الأولى بالورقة التي قدمتها الملازم سلام زبلح من جامعة "الاستقلال" بعنوان "جودة البيئة التعليمية ودورها في تحفيز الإبداع".
التعلم الالكتروني في الجامعات المعاصرة
وفي الجلسة الرابعة للمؤتمر والتي ارتكزت على محور التعلم الالكتروني في الجامعات المعاصرة تم تقديم ورقة بعنوان تطوير جودة التعليم المدمج ومستقبل التعلم الالكتروني في فلسطين لنائب رئيس جامعة جنوب "كوينز لاند" أستراليا الدكتور كيناوداس، بالإضافة إلى تقديم ورقة حول التعليم الالكتروني والإبداع في التعليم السياق الفلسطيني من قبل الدكتورة سائدة عفونة من جامعة النجاح، فيما قدم الدكتور سهير الشوملي عرضًا حول تجربة جامعة "خضوري" في تدريس مساقات بتقنية الفيديو التدفقي، كما قدمت الدكتورة ختام شريم من جامعة "خضوري" عرضًا حول مبادئ تصميم التدريس باستخدام أجهزة الهاتف الخليوي لمساعدة معلمي "STEM" في تطوير أنشطة تعلم للأجهزة النقالة.
وفي الجلسة نفسها قدم الدكتور رشيد الجيوسي من جامعة "القدس" ورقة حول مشاركة استخدام إطار المصادر التعليمية وإعادتها في ذلك، بينما قدمت المهندسة أسماء صبيح من الجامعة الأهلية ورقة حول تطوير جودة التعليم المدمج ومستقبل التعليم الالكتروني في فلسطين.
فيما سعى الدكتور كفاح برهم في عرضه إلى الإجابة عن إمكانية المدارس الثانوية الفلسطينية من استخدام التكنولوجيا في تدريسهم وآلياتها، كما قدمت الأستاذة تهاني أبو رية من وزارة التربية والتعليم عرضًا حول تطبيق التفكير الإبداعي في التعليم والتعلم بواسطة الهاتف المحمول، وتبعتها الأستاذة حنين مليطات من أكاديمية نور الهدى لتعليم الزراعة بتقديم عرض حول الأفكار الريادية في العمل الزراعي، وفي الاتجاه ذاته قدمت الدكتورة رفاء الرمحي من جامعة "بيرزيت" عرضًا حول التعليم والتعلم الإبداعي في تعليم المعلمين قبل الخدمة، وانتهت الجلسة الرابعة بتقديم تصور مقترح لتطوير استخدام أعضاء هيئة التدريس لمتطلبات التعلم الالكتروني بالجامعات الفلسطينية في طور التجارب العالمية المعاصرة من قبل الدكتور رأفت العويضي من الكلية الجامعية العربية للعلوم التطبيقية.
توصيات المؤتمر
وفي المؤتمر أجمع المشاركون على ضرورة أخذ كل الإجراءات التي تضمن تحول الإبداع من الأجندات السياسة إلى ميادين التطبيق وعلى أهمية الابتكار والإبداع في التعليم والتعلم ودوره في رفد المجتمع بالكفاءات الوطنية المبدعة وعلى ضرورة توفير البيئة المحفزة للإبداع ومواصفاتها من منظورات مختلفة، كما أجمع المشاركون على فاعلية التعليم المدمج والتعليم الالكتروني في ترجمة أفكار الطلبة إلى تطبيقات إبداعية تسهم في تحفيز التفكير وتنويع خبرات التعليم والتعلم وعلى ضرورة استخدام استراتيجيات مختلفة في تقويم الإبداع.
وفي ختام المؤتمر أوصى المشاركون بضرورة صياغة مجموعة من السياسات المحفزة على الإبداع والقابلة للتطبيق ورفعها لكافة الجهات التي ترعى الإبداع لوضعها على أجندة التنفيذ، وعلى أهمية وضع برامج تدريبية للمربين سواء في مستوى رياض الأطفال، أو التعليم العام، أو التعليم الجامعي.
كما أكد المؤتمر أهمية إعداد مسح شامل لملامح الإبداع وسبل التعرف عليه والى صياغة أسس تربوية وتعليمات مدرسية تعدل البيئة المحفزة للإبداع وصياغة أسس تربوية وقوانين جديدة تلغي العقاب المدرسي الجسدي وحماية الأفكار الإبداعية ومراعاة الملكية الفردية مؤكدين على ضرورة عقد مؤتمرات متخصصة ودورات تدريبية في مناطق متعددة من الوطن العربي.
كما دعا المشاركون الجهات المعنية إلى رعاية الإبداع، ونشره على نطاق واسع من خلال الصحافة والإعلام، ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي والى ضرورة استخدام مجتمعات التعلم المهني لتطور الممارسة المهنية للأفراد في المؤسسات بالتركيز على المواكبة والصديق الناقد والى تبني الممارسات المثلى للتعليم المتمركز حول الطالب والتي تعتمد على المساحات التي تمنح للطالب داخل غرفة الصف للتفكير.