غزة_ عبد القادر محمود
انطلقت في الجامعة الاسلامية بغزة اليوم الأحد، أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي "القانون الدولي الإنساني في ضوء الشريعة الإسلامية.. ضمانات التطبيق والتحديات المعاصرة"، الذي تنظمه كلية الشريعة، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومن المقرر أن تستمر أعماله يومي الأحد والاثنين الخامس والعشرين والسادس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر الجاري.
وأقيمت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة بحضور الدكتور نصر الدين المزيني رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور عادل عوض الله رئيس الجامعة، والدكتور ماهر السوسي عميد كلية الشريعة والقانون، والدكتور رفيق رضوان رئيس المؤتمر، والأستاذ الدكتور ماهر الحولي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، والدكتور مؤمن شويدح رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وحضره السيد رونالد أوفترينجر مدير الشئون العالمية والعلاقات مع العالم الإسلامي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والسيد مامادو سو رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الفرعية بغزة، وأعضاء من مجلسي الأمناء والجامعة، وأعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني، وممثلون عن الوزارات والمؤسسات الحكومية والأهلية في قطاع غزة، وجمع كبير من القضاة والدعاة والوعاظ ورجال الإصلاح.
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أوضح الأستاذ الدكتور عوض الله أن موضوع المؤتمر مرتبط برسالة الإسلام ورسالة الجامعة الإسلامية.
وتابع حديثه قائلاً: "موضوع المؤتمر يبرز حرص الإسلام على حفظ الكليات الخمس المتمثلة في: الدين، والنفس، والعقل، والمال، والعرض، وأن من يحفظ هذه الكليات الخمس هو من خلق الإنسان".
واستعرض الأستاذ الدكتور عوض الله مجموعة من الآيات القرآنية التي تبرز الخلق العظيم للرسول (ص)، وتدلل على أن الرسول هو من أرسى المبادئ القيمة التي تحتاجها البشرية وعلى رأسها احترام الكرامة الإنسانية، ولفت إلى أن احترام الإنسان والذات الإنسانية هي علامة تبادلية لا بد من وجودها عند الجميع.
بدوره، أشار الدكتور السوسي إلى حرص كلية الشريعة والقانون منذ نشأتها على معالجة الجانب الحقوقي لأفراد المجتمع بأسره وفقاً لشريعة الإسلام، واهتمامها بتنقيه فكر المجتمع وتهذيبه بكل ما علق به من شوائب تخالف شرع الله، من أجل احقاق حقوق الإنسان، واحتراماً للإنسان الذي أكرمه ربه.
وأضاف :"بناءً على ذلك كانت البرامج الأكاديمية والخطط والمساقات الدراسية التي تعزز هذا الجانب في الكلية.
وقال الدكتور السوسي: "إن الكلية إذ تباشر فعاليات المؤتمر اليوم إنما تفعل ذلك انسجاماً مع منهجها، وانسجاماً مع خططها وبرامجها في نشر الوعي الحقوقي على صعيد المجتمع المحلي والدولي والإقليمي.
وعرج الدكتور السوسي على البرامج التي عقدتها الكلية والمشاريع التي افتتحتها الكلية؛ لتعالج كل ما يؤثر سلباً على الإنسان نتيجة الظروف المحيطة بالمجتمع، ومنها: إنشاء العيادة القانونية الهادفة إلى حفظ حقوق الفئات المهمشة في المجتمع، فضلاً عن الضعفاء والمعوين، وأصحاب الحقوق.
من جانبه، بين الدكتور رضوان أن افتتاح المؤتمر جاء في إطار التعاون المشترك والمستمر بين الكلية واللجنة الدولية للصليب الأحمر في سبيل تعزيز القيم الإنسانية، ومراعاةً للتحديات المعاصرة التي تواجه العمل الإنساني القائم على مبادئ وقواعد الشريعة الإسلامية.
وأوضح الدكتور رضوان أن التعاون جاء بين المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات الحقوقية الدولية، والجهات المعنية، بهدف التأكيد على مبادئ العدالة والكرامة الإنسانية، وإبراز حق الإنسان في الحياة.
وأفاد الدكتور رضوان أن عدد الأبحاث العلمية المحكمة المشاركة في فعاليات وجلسات المؤتمر على مدار اليومين بلغت (46) بحثاً، بمشاركة (9) دول عربية، هي: السعودية، مصر، قطر، البحرين، العراق، الجزائر، السودان، لبنان، تونس، وعبر الدكتور رضوان عن أمله بأن يحقق المؤتمر أهدافه، وأن يخرج بنتائج وتوصيات تسهم في تعزيز القيم الإنسانية.
من ناحيته، تناول الأستاذ الدكتور الحولي المبادئ الرئيسة للعلاقات الدولية والتعاون الدولي، وهي: وحدة الأصل الإنساني والأخوة الإنسانية، والسلم، والتعاون والاعتماد المتبادل، والعالمية وعولمة الرحمة، والوفاء بالعهود والمواثيق واحترامها، ومبدأ المسئولية الجماعية أو التضامنية.
وأكد أن هناك ركاماً من سوء الفهم والتشويه كان ولا زال يغطي على المفاهيم الإسلامية بحيث لا تصل مبادئ الدين الإسلامي إلى الرأي العام خاصة في المجتمعات القريبة نظراً لاعتبارات ومواقف كثيرة.
وأوضح الأستاذ الدكتور الحولي أن المؤتمر جاء للإسهام في إبراز الصورة الحضارية والوجه المشرق للتشريع الإسلامي في حالات السلم والحرب.
ولفت إلى أن الدين ضمن للإنسان السلام من العوز والفقر بتفوق الفكر الإسلامي على كافة القوانين والمعاهدات المتعددة عندما أقر منظومة فقهية فريدة من نوعها مدعمة بآليات للتطبيق مادية وذاتية وروحانية تجعل من السلم واقعاً معاشاً.
بدوره، أكد السيد جاك دي مايو –رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر- أن القانون الدولي الإنساني يحتاج إلى وعي عالمي بعيداً عن الخطابات البلاغية والبرامج والسياسات المكتوبة.
ولفت السيد دي مايو أن افتتاح المؤتمر فرصة لقطاع غزة لإرسال رسالته إلى العالم من خلال إظهار معاناته مع الاحتلال، وإبراز الإساءة للحريات والحقوق والأفراد.
ونوه، السيد دي مايو إلى أن أفراد القطاع والعلماء المسلمين في القطاع لا يجب أن تنتهك حقوقهم وحرياتهم وأمنهم، وأضاف لا بد أن يعرف الجميع أن هناك مجموعة من القواعد تجمعنا هي حفظ كرامة الفلسطينيين، والعمل من أجل حريتهم، وضمان الحياة الكريمة لأبناء الشعب الفلسطيني بطريقة محترمة في أوقات السلم والحرب.