الجامعة الإسلامية في غزة

حققت الجامعة الإسلامية في غزة، السبت، وللمرة الرابعة على التوالي المرتبة الأولى على مستوى فلسطين في التصنيف الدولي للجامعات بحسب معايير الاستدامة والبيئة الخضراء.

وصرَّح رئيس الجامعة الإسلامية، الدكتور كمالين كامل شعث، بأنَّ هذا التصنيف يقيس مقدرة الجامعات ودورها الفاعل في توصيل مجتمعاتها إلى تنمية مستدامة بناءً على ما يمكن أنَّ تقدمه الجامعة كمؤسسة أكاديمية من برامج تعليمية وخطط دراسية، إضافة إلى اهتمام الجامعة بالبرامج التنفيذية لتطبيق هذه المفاهيم على بنيتها العمرانية.

وتهتم الجامعة الإسلامية بالبرامج الأكاديمية المختصة التي تغطي محاور ذات علاقة بالاستدامة بأبعادها المختلفة؛ البيئية، والاجتماعية، والاقتصادية.

وقد نشطت الجامعة الإسلامية أخيرًا في استخدام الخلايا الشمسية في إضاءة مبانيها، وفي استخدام مفهوم حدائق الأسطح، إضافة إلى اهتمامها بتدوير النفايات الصلبة، وترشيد استهلاك الطاقة في الحرم الجامعي، لاسيما في ظل أزمة الكهرباء والوقود التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة.

يشار إلى أنَّ هذا التوجه العالمي يتعلق بالبيئة الخضراء والمستدامة، ويراعي العوامل الطبيعية والمناخ، إلى جانب استثمار الموارد المحلية المتاحة على الوجه الأمثل، والمحافظة على المصادر الطبيعية للأجيال القادمة.

وتشمل عناصر الاستدامة والبيئة الخضراء المحافظة على مصادر المياه، والاستفادة من مياه الأمطار، وتدوير النفايات الصلبة، وإعادة استخدام المياه العادمة، وتفعيل حركة المشاة، والحدّ من حركة السيارات، والاهتمام بالمناطق الخضراء وزيادة التنوع الحيوي، فضلاً عن ترشيد استهلاك الطاقة، والاستفادة من مصادرها المتجددة.

في التفاصيل، أوضح الدكتور شعث أنَّ مفاهيم الاستدامة هي مفاهيم متقدمة تأخذ بها أغلب المجتمعات في الدول المتقدمة، وأكد أنَّ دخول الجامعة الإسلامية في هذا التصنيف المميز يدلل على مدى اهتمامها بهذه المعايير الراقية، التي تم ترجمتها بوصول الجامعة إلى هذه المكانة الرفيعة بين الجامعات الإقليمية والعالمية الرائدة في هذا المجال.

وشدد الدكتور شعث أنَّ هذا النجاح يعتبر مقياسًا للدور الريادي الذي تؤديه الجامعة الإسلامية في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع الفلسطيني، ومساهمتها الفاعلة في نشر هذه المفاهيم والترويج لها على المستوى المحلي والإقليمي.

وبدوره، أوضح عميد التخطيط والتطوير في الجامعة الإسلامية، الدكتور فريد صبح القيق، أنَّ تطبيق مفاهيم الاستدامة في البيئة العمرانية أصبح من أهم التوجهات الحديثة في علمي التصميم المعماري والتخطيط العمراني، إذ يدلل هذا النجاح أيضًا على مدى اهتمام الجامعة الإسلامية في غزة بتطبيق هذه المفاهيم، ودمجها ضمن المساقات الدراسية المتنوعة في مجال العمران، ولاسيما مساق البيئة والتخطيط العمراني المستدام، الذي قام بإعداد مخططات تفصيلية معمقة لتطبيق هذه المفاهيم سواء في الحرم الجامعي الرئيس في مدينة غزة أو في الحرم الجامعي الجديد في محررة "طيبة" الكائنة في الأراضي المحررة من الاستيطان شمال مدينة الزهراء.

وبيّن الدكتور القيق أنَّ هذا التوجه في التخطيط العمراني يراعي بدرجة كبيرة العوامل الطبيعية والمناخ والبيئة المحليين، إضافة إلى استثمار الموارد المحلية المتاحة على الوجه الأمثل.

وتابع الدكتور القيق أنَّ عناصر الاستدامة تشمل تطويع التشكيلات العمرانية؛ إذ تستفيد بشكل أفضل من الإشعاع الشمسي، وحركة الرياح، وموارد الطاقة المتجددة، وتهيئة التصميم للاستفادة المثلى من مياه الأمطار والمصادر المائية المتاحة، إلى جانب إعادة استخدام المخلفات والمياه العادمة للحدّ من الأثر السلبي على البيئة المحيطة، إلى جانب زيادة التنوع الحيوي داخل وفي محيط الحرم الجامعي، وتشكيل أحزمة شجرية لعزل الضوضاء والأتربة والتخفيف من ملوثات الطرق المحيطة.

ولفت الدكتور القيق إلى اهتمام التخطيط المستدام بتقوية النواحي البصرية، والقيم الجمالية، والاستفادة من خصائص الموقع والإطلالات المميزة للحرم الجامعي، وأكد الدكتور القيق على ضرورة مراعاة التخطيط للجوانب الإنسانية التي تكفل تفاعل أفضل للطلبة، وتشجيع حركة المشاة، والاهتمام بتنسيق المناطق الخضراء، وتفعيل حدائق الأسطح في المباني الجامعية المصممة لتكون صديقة للبيئة وموفرة للطاقة.

وأعرب الدكتور القيق عن أمله أنَّ تشكل الجامعة نموذجًا عبر تطبيق هذه المفاهيم حتى تكون قدوة لباقي مؤسسات الوطن من ناحية، ولكي يتم تنفيذ المخطط الهيكلي للحرم الجامعي الجديد وفق آخر مستجدات العلوم العصرية وتوجهات العلوم الحديثة من ناحية ثانية.