دبي ـ جمال أبو سمرا
أطلقت هيئة تنمية المجتمع مسابقة حقوق الإنسان للأفلام القصيرة، والتي تستهدف طلاب وطالبات مؤسسات التعليم العالي، بما في ذلك الجامعات والكليات والمعاهد التعليمية في دولة الإمارات على اختلاف تخصصاتهم وجنسياتهم، وتستمر الهيئة في تلقي الأعمال المشاركة حتى العشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل ليتم عرضها بعد ذلك على لجنة التحكيم لاختيار الأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى.وبدأت الهيئة الترويج للمسابقة مطلع شهر أيلول/سبتمبر، وتسعى الهيئة إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان عبر كل شرائح المجتمع الإماراتي، وتعزيز وعيهم بواجبات وحقوق الفئات الأكثر عرضة للخطر وهو ما يسهم بشكل إيجابي وفعّال في حماية هذه الحقوق.وتهدف مسابقة حقوق الإنسان إلى تشجيع طلاب وطالبات الجامعات، إحدى أكثر فئات المجتمع طاقة وحيوية، على توظيف مهاراتهم الإبداعية وابتكار سبل فنية ومنوعة لنشر رسائل حقوق الإنسان وخدمة قضايا المجتمع.ويحمل موضوع حقوق الطفل، وهو موضوع المسابقة لهذا العام، أهمية خاصة تنعكس على جميع شرائح المجتمع ويتحمل كل أفراده على اختلاف مواقعهم مسؤوليتها، وعليه فقد حددت المسابقة عددًا من المحاور للأعمال المشاركة تتضمن حقوق الأطفال في التعليم وفي الرعاية الصحية وحقهم في الحماية من الإساءة والاستغلال والإهمال، إضافة إلى حقوق الأطفال من ذوي الإعاقة.وأشار مدير عام هيئة تنمية المجتمع خالد الكمدة، خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد أمس الاثنين، في مقر الهيئة، إلى أنَّ مناقشة قضايا حقوق الإنسان عبر مسابقات موجهة لفئة الشباب، مشروع ذو أبعاد عدة، فعلاوة على أنَّ طرح القضية ضمن المؤسسات التعليمية يسهم في إدراكها بشكل معمق، فإنَّ استثمار طاقات الشباب الإبداعية لبث مفاهيم حقوق الطفل يساعد على تربية عقولهم وفق منهجية تُعنى بقضايا مجتمعها وتتفاعل معه وتتولى مسؤوليتها في التصدي للظواهر والتحديات التي تواجهه. موضحًا أهمية التركيز على طلبة الجامعات دون المدارس، نظرًا إلى انخراط طالبات الجامعات في نطاق الدراسة التعليمية من مجالات الإعلام والإخراج والسيناريو وغيرها الذي يؤهلهم للمشاركة في المسابقة
وأضاف: إنَّ حقوق الإنسان كانت وستظل مهمة كل فرد فينا، ومهما كانت القوانين الضابطة لها محكمة وحكيمة، فإنَّ روحها وجوهرها يأتي من التزام كل فرد بها، إدراكه لحقوقه واحترامه لحقوق الآخرين، حفاظه على حق الآخر حتى وإن كان في غير موقع مسؤولية، عندما يؤلمنا انتهاك حق الإنسان فقط لأنه إنسان وليس لأنه يعنينا أو تربطنا به قرابة.
وأكمل أنَّ قضية حقوق الطفل تتربع على قائمة قضايا حقوق الإنسان محليًا وعالميًا، وتشكل ضرورة حتمية للتنمية المجتمعية المستدامة التي نتطلع إليها، وفي ظل الدعم الحثيث والمتواصل الذي توليه مؤسسات الدولة لهذه القضية، باتت التوعية المجتمعية أمرًا جوهريًا ورئيسيًا لحماية حقوق الأطفال. وقد وضعت هيئة تنمية المجتمع عددًا من الخطط والبرامج لرفع مستوى الوعي بحقوق الإنسان بشكل عام والطفل بشكل خاص ضمن كل شرائح المجتمع.
وتابع الكمدة حديثه مؤكدً أنَّ مسابقة حقوق الإنسان تعمل على تحقيق عدد من الأهداف، فعلى الرغم من كون التوعية بحقوق الطفل موضوعها الرئيسي، وضرورة توجيه الشباب في الجامعات ليصبحوا أحد المحركات الرئيسية لخطط وبرامج التوعية، الأمر الذي لا تقتصر فوائده على تسخير إبداعاتهم وابتكاراتهم، بل تفوق ذلك بكثير لأن هؤلاء الشباب هم نواة أسر المستقبل وصنّاعه، واختتم تطلعاتهم إلى خلق نوع من الشراكة الحقيقية مع الشباب، وهم على ثقة بقدراتهم وصدق انتمائهم لقضايا مجتمعهم، وعلى ذلك عول عليهم نحو التنمية المجتمعية المستدامة.
ومن جهتها، دعت المدير التنفيذي لقطاع حقوق الإنسان في هيئة تنمية المجتمع ميثاء الشامسي، جميع طلاب وطالبات الجامعات في الدولة إلى المشاركة في المسابقة بشكل شخصي أو ضمن مجموعات وفرق عمل، مبينة أنَّ موضوع العمل وأسلوب الطرح سيكون المعيار المحدد للأعمال الفائزة، على أن يكون مدة الفيلم المقدم تتراوح ما بين 3-5 خمس دقائق، وتشمل اللغتين العربية والإنجليزية.
وأضافت الشامسي: نطمح إلى استلام أعمال تعكس رؤية المجتمع الإماراتي لحقوق الطفل وتنبثق من ثقافته وواقعه وبيئته، وستشكل الجودة الفنية للعمل ومطابقته للمواصفات التقنية والمعايير عاملًا مساعدًا لاختياره إضافة إلى عمق الموضوع وسلاسة وجمالية الطرح.
و تنص المشاركة في مسابقة حقوق الإنسان للأفلام القصيرة المحافظة على حقوق الملكية الفكرية للمواد المحفوظة لأي طرف ثالث والعلامات التجارية وجميع حقوق الملكية الفكرية الأخرى، كما يشترط في الفيلم المشارك أن يوضح ظاهرة أو فكرة أو قضية مستمدة من مفهوم حقوق الطفل، وأن يتضمن مقاطع مرئية مصورة مع الصوت، ويسمح بإضافة المؤثرات الصوتية، إضافة إلى اشتراط عدم مشاركة الأفلام المقدمة في أي مسابقات أخرى من قبل أو تم عرضها في أي مناسبة.
سيحصل الفائزون الثلاثة الأوائل من كل فئة على جوائز نقدية قيمتها 25.000 و20.000 و15.000 ويتعين عليهم حضور الحفل الختامي لاستلام جوائزهم.