الأيام المفتوحة من العوامل التي شجعت الطلاب على نقل دراسته إلى جامعة ميدلسكس

يواجه الطلاب المصير الذي ستتخذه حياتهم خلال 3 سنوات مقبلة على الأقل عندما يتسلمون درجاتهم النهائية ويحصلون على مكان ما في إحدى الجامعات، ولكن ماذا إذا أرسلت خدمة الجامعات والكليات (Ucas) رسالة إلكترونية للطالب تسأله فيها عن مدى رضائه عن الجامعة التي اختارها وما إذا كان يرغب في تبديل الجامعة إلى جامعة أو برنامج تعليمي أفضل، وقدمت الحكومة ما عرف بـ"دعوة  للأدلة" لاكتشاف طلبات الطلاب للتبديل بين الجامعات والدورات وما يمكن القيام به لتسهيل الأمر، وهو عنصر غير متوقع في التعليم العالي ويتم تمرير مشروع قانون خاص بذلك من خلال البرلمان، ويندرج ضمن جدول أعمال الحكومة لزيادة المنافسة وخيار الطالب ورغبة الحكومة في تشجيع الحراك الاجتماعي.

 وجاء في الدعوة للأدلة "يمكن للطلاب الذين يشعرون أنهم لا يتلقون قيمة مقابل المال الذي يدفعوه أن يقرروا التحول إلى مزود أفضل للخدمة التعليمية يناسب حاجاتهم"، واستشهدت دعوة الحكومة ببحث صندوق ساتون تراست الذي أشار إلى أن العديد من الطلاب من المجموعات قليلة التمثيل يحضرون في مؤسسات هم أعلى كفاءة منها، واقترحت الدعوة أنه في حالة إغلاق بعض الدورات والمؤسسات سيحتاج الطلاب بديلا.

وتوقع عمران ميان مدير مؤسسة السوق الاجتماعي والمدير السابق للاستيراتيجية في إدارة الأعمال والابتكار والمهارات أن يشيع التبديل بين الجامعات بشكل كبير خصوصا في المناطق الحضرية مع عدد من الجامعات القريبة؛ فيمكن للطلاب تبديل الجامعة دون الاضطرار إلى تغيير محل إقامتهم أو أصدقائهم أو وظائفهم بدوام جزئي، ومع إزالة الحكومة القيد على أعداد الطلبة سيكون لدى المؤسسات فرص جديدة للتوسع، وسيكون هناك فرصة لمن يأملون في مخاطرة أقل لزيادة عدد الطلاب الذين يقبلونهم من خلفيات غير تقليدية من خلال قبول أولئك الذين أثبتوا قدرات جيدة في أول عام جامعي لهم، وأضاف ميان "أعتقد أنه لكل هذه الأسباب ستكون هناك مساحة أكبر لنقل الطلاب، وفي هذا السياق ستشهد بعض الجامعات الكثير من الضغوط بالنسبة لأعداد الطلاب الدوليين في سياق خروج بريطانيا، وستفكر في كيفية الحصول على أعداد إضافية وما إذا كانت ستأتي من الجامعات المجاورة".

ويمكن للطلاب تغيير الجامعة من خلال التحدث إلى المؤسسة التي يرغبون في التحدث إليها ويقومون بتقديم طلب عبر خدمة الجامعات Ucas بطريقة عادية، ويجب عليهم إخبار شركة قروض الطلاب لتحويل مدفوعاتهم، وإذا وافقت المؤسسة الجديدة على تحويل رصيد المقررات التي درسوها يمكنهم الانتقال مباشرة إلى السنة الثانية أو الثالثة، وإذا كانوا سيبدؤون من جديد يحق لهم الحصول على سنة إضافية من دفع الرسوم الدراسية، لكن التغيير يعد أمرا نادر الحدوث وتشير إحصاءات وكالة التعليم العالي إلى تحويل أقل من 7 آلاف طالب في عامي 2013/2014 من بين 400 ألف طالب جامعي في بريطانيا مقبولين في برامج تعليمية سنويا، وتبحث خدمة الجامعات Ucas في كيفية تسهيل عملية التحويل من خلال السماح للطلاب بإعادة استخدام المعلومات التي قدمها الطلاب أثناء التقديم في المرة الأولى بدلا من بدء العملية من جديد.

وتشير مديرة Ucas للعلاقات الخارجية والجامعات هيلين ثورن إلى أن الجامعات ربما تعلن عن شواغر في السنة الثانية أو الثالثة بطريقة مشابهة لعملية المقاصة الحالية، مضيفة " إذا رغب الطلاب في تبديل الجامعة فمن المفيد بالنسبة لهم معرفة الجامعات والدورات المستعدة لاستقبالهم ومن المهم للطلاب الراغبين في التبديل إتاحة تفاصيلهم لأي جامعة"، ويشير مسؤولو القبول إلى أن سبب تبديل الجامعات يرجع إلى أسباب شخصية فيحتاج الطلاب إلى الانتقال لمنزلهم من أجل توفير المال أو ربما لرعاية أحد الأقارب، وقررت الطالبة هريستينا دافيدوفا (20 عاما) من بلغاريا التغيير بعد أن أصبحت غير راضية عن دورتها التعليمية في إدارة الفعاليات في جامعة غرب لندن، فقد كانت تبحث عن مزيد من الامتحانات والتدريس المكثف، وبعد الحضور لبضعة أيام في الأيام المفتوحة اختارت جامعة ميدلسكس بسبب تعاون موظفي الجامعة، وغيرت تخصصها التعليمي إلى موارد بشرية وكان عليها البدء من جديد لكنها سعيدة بهذه الخطوة، وقال دافيدوفا "لدي المزيد من الأصدقاء وأحصل على علامات جيدة وأشارك في اتحاد الطلاب"، وتمنت دافيدوفا لو كان لديها المزيد من المعلومات عن الدورات التعليمية المختلفة قبل بدء الجامعة.

في حين تأخذ بعض المؤسسات مثل ميدلسكس نحو 500 طالبا وطالبة من المؤسسات الأخرى سنويا وتفخر الجامعة المفتوحة بمساعدة الطلاب على اتخاذ مثل هؤلاء الطلاب فضلا عن وجود القليل من الغرف لاستيعاب المزيد من الطلاب، وأشار مدير معهد سياسات التعليم العالي (Hepi) نيك هيلمان إلى استخدام العمل الجيد بواسطة الجامعة المفتوحة كذريعة لعدم التحرك بأنفسهم، وأوضح كل الطلاب الذين شككوا في مسح معهد  (Hepi) الذي أجراه عن التجربة الأكاديمية للطلاب الذي نشر هذا العام موضحين أنهم اختاروا مسارا مختلفا بعد فوات الأوان، وأضاف هليمان "لا أعرف ما إذا كان يمكننا تحويل هذا الرقم إلى صفر لأنه عندما تصبح طالبا تكتشف دورات تعليمية لم تكن تعلم عنها وتتغير أنت شخصيا، ولكن جعل التحويل عملية أسهل شيء جيد سيما إذا كان ذلك يعني تسرب عدد أقل من الطلاب".

ويعد تغيير المؤسسات التعليمية شائعا نسبيا في الولايات المتحدة فينتقل العديد من الطلاب من كليات المجتمع بعد أول عامين من الدراسة، كما أن ثلث الطلاب الذين يغيرون المؤسسات التعليمية يغير ربعهم أكثر من مرة، ويوجد نظام تحويل الرصيد أيضا في أوروبا كجزء من عملية "بولوغنا" التي تهدف إلى تعزيز تنقل الطلبة بين المؤسسات الأوروبية، إلا أن النظام المتخصص المكثف يجعل نقل الطلاب عملية أكثر صعوبة وفقا لما ذكرته مديرة دعم الاحترافية في القبول جانيت غراهام، محذرة بشأن مطالب الهيئات المهنية التي تعتمد بعض الدورات يمكن أن تجعل الأمر معقدا للانتقال من مؤسسة إلى أخرى، مضيفة " من وجهة نظري الشخصية إذا التزمت بدورة معينة فإن لم يحدث شيء دراماتيكي في ظروفك الشخصية فعادة ترغب في استكمال الدورة لأن التغيير يشكل نوعا من الاضطراب؛ فمعظم الطلاب يفضلون البقاء"، وترغب جراهام في رؤية المزيد من الاهتمام وتقديم المشورة للتلاميذ لمساعدتهم على اتخاذ القرار المناسب في المقام الأول.

وبين المدير المساعد في وكالة ضمان الجودة هارييت بارنز أن هناك حاجة لضوابط لضمان تناسق المعايير الأكاديمية عند عملية تحويل الطلاب حتى يحصلوا على تجربة أكاديمية مناسبة، وأفاد المحاضر في العلوم الاجتماعية في جامعة كارديف مانويل سوتو أوتيرو أن الدراسة في مؤسسة واحدة ربما يكون أمرا أصعب مما يظن الناس، فيحتاج الطلاب مزيدا من المعلومات حول كيفية التحويل، وتحتاج الجامعات التعاون لتأسيس المناهج والمعايير المشتركة وتقديم الدعم مع إدارة نظام النقل بشكل صحيح، وبين هليمان أنه ليس متأكدا من مدى جودة الحراك الاجتماعي لمقترحات الحكومة، فإذا ما ازدهر الطلاب في الجامعة فمن غير المرجح أن يرغبوا في التغيير حتى إذا كان يمكن عمل التحويل لمؤسسة أكثر تقدما، ويتفق تيم ويست ليك مدير تجارب الطلاب في جامعة مانشستر قائلا " أؤيد الطلاب الذين يختارون التغيير ولديهم القدرة على هذه الخطوة ولكن يجب التركيز على أولئك الذين لم يفعلوا الاختيار الصحيح، ويجب علينا أن نفعل ذلك على أي حال في وجهة نظري".