الأطفال يستخدمون الحاسب الألي لأكثر من 4 ساعات خلال اليوم الدراسي و6 ساعات في عطلات نهاية الأسبوع

كشفت دراسة حديثة عن أن الملايين من الشباب يفتقدون إلى أنماط الحياة العائلية التقليدية بسبب قضائهم نحو 32 ساعة أسبوعيًا في استخدام التكنولوجيا، إذ يحملق الأطفال بعيونهم في الشاشات لأكثر من 4 ساعات في اليوم الدراسي و6 ساعات في عطلة نهاية الأسبوع.
 
وظهرت هذه الأرقام المذهلة بعد إجراء دراسة على استخدامات الآلاف من الآباء والأمهات في المملكة المتحدة. واعترفت أكثر من نصف العائلات أنها تسمح لأطفالهم باستخدام التكنولوجيا لنحو 32 ساعة في الأسبوع.
 
وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد كشفت الدراسة أيضا عن أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الآباء يتيحون لأبنائهم الصغار بالتحديق في الشاشات لمدة ساعة قبل دخولهم المدرسة، على الرغم من أن  49 % منهم اعترفوا أن ذلك يؤثر على تركيزهم. ويحذر الخبراء من أن صرف الانتباه المعتمد على التكنولوجيا الرقمية يؤثر على نمو الأطفال، و تمنعهم من تعلم مهارات الاتصال وجها لوجه.
 
كما كشف الاستطلاع، الذي أجراه موقع MyFamilyClub.co.uk على الآباء والأمهات، أن العديد من الأسر تفضل استخدام الهواتف خلال المحادثات عن التواصل وجها لوجه. واعترف نحو 67% منهم أنهم يستخدمون بانتظام "الهاتف النقال" للتواصل مع أي شخص، لكنهم غير متأكدين من كيفية حل المشكلة.
 
وحذرت الطبيبة النفسية هيلدا بيرك الآباء والأمهات من أن عاداتهم غالبا ما يتم تقليدها من أطفالهم، وقالت :" الأطفال يراقبون سلوك آبائهم حرفيا منذ لحظة الولادة، وفي الوقت المناسب سوف يحاولون محاكاة سلوك آبائهم، لأن ذلك يمثل أولى خطوات التنمية المؤقتة لديهم بالمعنى الحرفي والمجازي".
 
و أضافت:"في ضوء ذلك، ليس غريبا أن ينعكس الاستخدام الرقمية العالية جدا للبالغين على الأطفال، ومع ذلك فإننا إذا تبنينا الاستخدامات الصحية للأجهزة الرقمية، مثل السماح لأطفالنا برؤية الآباء يضعون هواتفهم بعيدا عنهم عندما يأتي الضيوف لتناول العشاء". وتابعت:"سيتعلمون دروسا قيمة حول كيفية اختيار الوقت والمكان المناسب لاستخدام أجهزتنا وهذا الأمر متروك لتنظيم استخدامنا".
 
ومع استمرار غزو الهواتف الذكية للحياة، فإن أولياء الأمور أصبحوا أقل حضورا، فيما حذر  مسؤولو الصحة العقلية من الآثار طويلة المدى على صحة الأطفال. و قالت الرئيس التنفيذي ومؤسس MyFamilyClub.co.uk جيما جونسون،:"كلما أمعنت النظر حولي كلما لاحظت أن أطفالنا يفتقدون لطفولتهم".
 
وأضافت:"يبدو أنه قد ولت أيام راحة البال واكتشاف الأطفال للعالم من حولهم وجمال التفاعل الإنساني والتواصل، إذ أن قضاء ساعات أمام الشاشات كل يوم لا يدمر عقول أطفالنا فحسب، ولكن أيضا أجسامهم". 

وتابعت:"عندما نقرر نحن الآباء تحمل المسؤولية عن صحة أطفالنا ، حينها يتعلق الأمر كثيرا بقضاء الوقت أمام الشاشة, فمنع تآكل القيم العائلية مهمة جدا لشعور الأطفال الأمن والأمان، وسلامة الناحية العقلية، والمنظور العاطفي والجسدي".