الجامعة الإسلامية في مدينة غزة

افتتح مجمع اللغة العربية الفلسطيني، التابع لوزارة التربية والتعليم العالي في غزة، الثلاثاء، برعاية الجامعة الإسلامية، جلسات مؤتمره السنوي الرابع، بعنوان "النص والمصطلح - إشكاليات وحلول"، في قاعة المؤتمرات الكبرى في الجامعة الإسلامية، في مدينة غزة وحضر الافتتاح الدكتور زياد ثابت، وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، و الدكتور يوسف رزقة، رئيس مجمع اللغة العربية، ورئيس المؤتمر، والدكتور خليل حماد، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وأمين سر المجمع، والدكتور كمال غنيم، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، ونائب رئيس المجمع، والدكتور عادل عوض الله، رئيس الجامعة ، والدكتور أسامة المزيني، مؤسس مجمع اللغة العربية، ووزير التعليم السابق، وعدد من الباحثين المشاركين وعمداء ورؤساء الجامعات والكليات، والمهتمين

وأثني ثابت على جهود مجمع اللغة العربية للحفاظ على اللغة العربية، من خلال المؤتمرات والأنشطة التي يقيمها، مؤكدًا دعم الوزارة لجهودهه وأنشطته في سبيل الارتقاء باللغة العربية. وأوضح أن مؤتمر المجمع ينتقل من عام إلى آخر بين أروقة الجامعات الفلسطينية في القطاع، ليؤكد احتضان مؤسسات التعليم العالي، وتعزيز جهودها في هذا الإطار وأشار وكيل الوزارة إلى أن الأوراق العلمية المقدمة تعالج مواضيع مهمة في اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، مشيدًا بالمجامع المدرسية المنبثقة عن المجمع، والتي تعزز اللغة العربية لدي الطلبة والمدرسين. وطالب ثابت مجمع اللغة بمزيد من الجهد، من خلال التعاون مع مؤسسات التعليم العالي والعلاقات الجيدة مع مجامع اللغة العربية في الدول العربية، من أجل نصرة اللغة العربية في ظل  التحديات التي تواجها، مقدمًا شكره إلى كل من ساهم في إنجاح هذه المؤتمر .

ومن جانبه، قال رزقة: "اللغة العربية تستحق أن نفتخر بها ونتحدث بها، ونُعلّم بها العلوم الإنسانية والعلوم التجريبية، فقد اصطفاها الله من بين سائر اللغات، وفضلها عليها، وجعلها لغة قرآنه الكريم"، مشيرًا إلى أنها لا خوف عليها من الاندثار، فاللغة العربية باقية خالدة ما بقي القرآن العظيم ولفت رزقة إلى أن الحضارة العربية والإسلامية كانت صاحبة العلم والسلطان في مشارق الأرض ومغاربها، وستعود العربية إلى مكانتها ومنزلتها الأولى، حين يتمكن العلماء والعرب من استرداد شخصيتها وهويتها، وحين يقيمون حضارتنهما الحديثة.

وأكد حماد أن علماء فلسطين بذلوا جهودًا جبارة في خدمة اللغة العربية، موضحًا أنه المؤتمر قُدم له ما يقرب من 46 بحثًا وورقة عمل ، تم تحكيمها من قبل مختصين من ذوى الخبرة والكفاءة، كاشفًا عن قبول 28 بحثًا وورقة عمل، تم توزيعهما على خمس جلسات في يومين متتالين، مختتمين هذا المؤتمر بتوصيات ستؤخذ بعين الاعتبار في خطة المجتمع المستقبلية.

وأضاف رئيس اللجنة التحضيرية أن أهم ملامح هذا المؤتمر هو التوافق على توزيع ثلاث جوائز لأفضل ثلاثة أبحاث، بعد تحكيمها تحكيمًا رقميًا في غضون شهر من الآن، وعقد احتفال لتوزيع الجوائز على الفائزين. وقال: "من ملامح هذا المؤتمر المشاركة العربية، التي كنا نأمل أن نستضيف المشاركين منها على أرض غزة، لكن نحمد الله على أننا تمكننا من إشراك عدد من إخواننا العرب، وعلى رأسهم نصير مجمعنا، الدكتور محمد حسين العاني، العراقي الذي كتب مقالاً نشره في الصحف العراقية بعنوان وليد بقامة الكبار، للحديث عن مجمعنا اللغوي ونوعية إنجازاته وكثرتها في فترة وجيزة، والدكتور عبد الهادي محمد شريفي، الذي قدم بحثًا بعنوان نحو مقارنة لسانية معرفية في مفهوم المصطلح، والدكتور عبد القادر سلامي، الذي قدم بحثًا عنوان النص والقراءة بين المفهوم وجمالية التلقي وإشكاليته، وهما من دولة الجزائر الشقيقة".

وبيَّن غنيم أن هذا المؤتمر جاء في خمسة محاور، المحور الأول هو النص بين اللغة والمتلقي، والمحور الثاني هو إشكالية تأويل النص بين القديم والحديث، والثالث هو اللغة والنص في المناهج النقدية الحديثة والمعاصرة، والرابع هو أزمة المصطلح الحديثة في الدراسات اللغوية والأدبية، إضافة إلي المحور الخامس، وهو إشكالية الترجمة وتأويل النص. كما أشار إلى أن المؤتمر جاء لصياغة رؤية واضحة تضع الحلول وترسم آفاقًا واعية وتحرص على مشاركة جميع المختصين والمهتمين على مستوى إقليمي ودولي.

وفي كلمته، قال عوض الله: "اللغة هي حافظة العلوم، واوجب علينا الاهتمام بلغتنا، والإنسان بدون لغة لا يستطيع أن يتقدم ويتحضر، لأن معالم الحضارات من لغتهم". ونوه بضرورة السعي إلى تعريب العلوم، وهذا يتطلب جهدًا كبيرًا من خلال ترجمه المصطلحات والمعاجم، مضيفًا أنه اطلع على البحوث التي قدمت، وهي تناقش قضايا حيوية مثمرة في اللغة العربية. وتتواصل جلسات مؤتمر مجمع اللغة العربية على مدار يومين، في قاعة الجامعة الإسلامية في غزة.