غزة- فلسطين اليوم
اكد رئيس جامعة الأزهر في غزة الدكتور أحمد التيان، اليوم الاثنين، أن الجامعة تعاني أزمةً مالية خانقة، ولا تمويل خارجي لها، إلا من الرسوم الدراسية، داعيا الرئيس محمود عباس ، لخصها بالدعم".
وقال التيان في تصريحات صحفية، أن الجامعة تحتاج مبلغ مليون و200 ألف دينار أردني شهريًا، كي تفي بالتزاماتها كاملةً من رواتب وضرورات تشغيلية.
وتحدّث في إطار تناوله للأزمة المالية، عن شريحة المتقاعدين، الذين لهم مبالغ طائلة على الجامعة، منوهًا إلى أنهم يحاولون تسديدها على شكل أقساط شهرية، ملتمسًا في الوقت ذاته العذر منهم.
وشدد البروفيسور التيان على أنه سيسعى للارتقاء بجامعة الأزهر في شتى الميادين - رغم التحديات والظروف المالية الخانقة - وسيُشجع الأقسام المختلفة على أن تتقدم ببرامج دراسات عليا (ماجستير ودكتوراه)، تخدم المجتمع الفلسطيني.
وتعهد رئيس الجامعة بأن يعزز النهج اللامركزي في عمل الكليات والأقسام والدوائر المختلفة، ليكون الجميع مشاركين في صناعة القرار، ويعمل الكل بروح المسؤولية، وكما خلية النحل، للارتقاء بهذا الصرح الأكاديمي العتيد.
وأشار البروفيسور التيان إلى أن "ارتقاء الجامعة وبرامجها وخدماتها المختلفة، يبدأ بأداء أصغر موظف للمسؤولية الملقاة على عاتقه، مرورًا بالطاقم الأكاديمي، وصولًا حتى أعلى منصب فيها".
ونوه إلى أن رؤيته تقوم على تنمية روح العمل الجماعي لدى العاملين في الجامعة، من خلال أداء كل موظف لعمله المطلوب، بحيث يتكامل هذا الجهد الذي يؤديه مع جهود الآخرين وصولًا لصرح أكاديمي وإداري يُشار إليه بالبنان.
ونوه البروفيسور التيان إلى أن عميد شؤون الطلبة د. عبد ربه العنزي، يعكف على صياغة آلية تتيح للجميع التعلُم، استنادًا إلى نظام ومعايير، سيتم الإعلان عنها قريبًا.
وتناول التيان في حديثه، أهمية تعزيز التعاون مع الجامعات المحلية، وتشبيك العلاقات مع الجامعات الإقليمية والدولية، لتطوير ورفد الحقول الأكاديمية المختلفة.
وتعهد بأنه لن يألو جهدًا في توفير منح للطلبة كي يواصلوا مسيرتهم التعليمية دون عوائق، إضافةً لاستكمال مسيرة إعمار الجامعة، وتزويد كلياتها وأقسامها ودوائرها بما يلزم لتعزيز المسار الأكاديمي والفني.
كما تعهد رئيس جامعة الأزهر بغزة بمواصلة مسيرة الجامعة ورسالتها على الوجه الأمثل، كما كان يطمح الرئيس الراحل ياسر عرفات، وكما ينشد الرئيس محمود عباس.
ولم ينس البروفيسور التيان، أن يتطرق إلى حفل التخرج الضخم، الذي تعتزم الجامعة إقامته على أرضها، على مدار ثلاثة أيام تبدأ يوم الأربعاء المقبل، 30 أكتوبر الجاري، وتنتهي الجمعة مطلع شهر نوفمبر المقبل. وسيشارك في الحفل قرابة 1200 طالب وطالبة من كافة التخصصات، والمراحل (دبلوم، بكالوريوس، ماجستير).
وسبق للتيان أن اُنتخب 17 مرة في نقابة العاملين منذ عام 1993- 1994، وقد شغل مواقع متعددة في مجلس النقابة، 6 مرات كان فيها رئيسًا للنقابة، وعدة مرات شغل فيها مواقع أخرى كنائب الرئيس، وأمين سر النقابة، وقد كان يحصل على أعلى الأصوات في غالبية الانتخابات النقابية بالجامعة.
ولعل هذه الثقة الكبيرة التي يحظى بها رئيسُ الجامعة الجديد، مردها إلى طريقه تعامله المميزة مع الجميع، في إطار عمله النقابي الطويل، الذي أكسبه الخبرة والمعرفة لدقائق وتفاصيل الأمور بالجامعة، واندماجه بشكل ملحوظ بعمله الأكاديمي، الأمر الذي أكسبه كذلك، حب الطلبة وتقديرهم الكبير له.
يشار إلى أن التيّان، كان يعمل قبل تكليفه برئاسة الجامعة، بدرجة أستاذ دكتور في قسم الفيزياء، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في علم المواد، من جامعة الخرطوم، وقبلها حصل على درجة الماجستير في الفيزياء النووية، من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأميركية، أما شهادة البكالوريوس فكانت في تخصص الفيزياء، وحصل عليها من جامعة الأزهر في القاهرة.
ولعل الأوضاع الصعبة التي عايشها البروفيسور التيان منذ صغره، وهو الذي لازم أقرانه في مدرسة ذكور الشاطئ للاجئين في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وانتقاله في المرحلة الثانوية لمدرسة فلسطين، طبعت في ذهنه، أن الفقر لا يجب أن يحول دون التعليم، وأنه يجب أن نسعى جميعًا لتحقيق الأمن التعليمي للجميع، لذلك يرفعُ اليوم، وهو يتقلد منصب رئيس الجامعة، شعار "الفقير يجب أن يتعلم"، لاسيما وأنه يتذكر دومًا أن زملاءه المتفوقين، الذين كانوا ينافسونه في المراحل المختلفة، من شريحة الفقراء.