جامعة جدة

لم يعد حصول الطالبات على وظيفة في القطاعين العام أو الخاص بمثابة "الحلم الوحيد" الذي يسعين خلفه بعد انقضاء سنوات دراساتهن الجامعية، خصوصًا في ظل التغيرات الكبيرة التي تشهدها السعودية من نافذة رؤيتها المستقبلية 2030، وتحديدًا الاقتصادية منها القائمة على زيادة تنويع صادراتها غير النفطية، بالإضافة إلى دعم تمكين المرأة ودفعها للمساهمة في التنمية من خلال أوجه عدة.

ودفعت تلك الرؤية بإحدى الجامعات السعودية الناشئة "جامعة جدة"، عبر عمادة شؤون الطلاب، إلى عقد دورات تدريبية للطالبات الراغبات في تأسيس وإدارة منصات "متاجر إلكترونية"، كمشاريع عمل مستقلة غير تقليدية تدفع للتخلي عن فكرة "الوظيفة" التقليدية وتوقعت بعض الدراسات المتخصصة التي أجرتها وزارة التجارة والاستثمار والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وصول مبيعات التجارة الإلكترونية في السعودية إلى 32 مليار ريال بحلول 2020، وهو ما يجعله خيارًا مهمًا لمؤشرات رؤية المملكة 2030 وتحقيق زيادة في صادراتها غير النفطية من 16 في المائة إلى 50 في المائة من الناتج المحلي، واعتبار هذا القطاع أحد الخيارات الحيوية لتحقيق ذلك.

وأوضح الدكتور هاشم بن محمد بالخير، عميد شؤون الطلاب في جامعة جدة أنّ دورات "التجارة الإلكترونية" التي عقدتها الجامعة ضمن أنشطتها لشطر الطالبات، تهدف إلى بناء شخصيتهن الجامعية على مفاهيم مهمة تتعلق بتأسيس "المتاجر الإلكترونية"، خطوة بخطوة، انطلاقًا من طريقة التسويق، والأدوات المطلوبة لها، وكيفية اعتمادها رسميًا في السعودية، وتعريفهن بخدمات الشحن، وطرق الدفع الإلكتروني، والتحديات التي من المحتمل مواجهتها وسبل التغلب عليها.

ويقول عميد شؤون الطلاب "إن الهدف من دورات التجارة الإلكترونية، مساعدة الطالبات في كيفية تأسيس أعمالهن المستقلة، وعدم ركونهن للوظائف بعد تخرجهن سواء في القطاع العام أو الخاص"، ويستند بالخير في ذلك إلى مسح أجرته هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات العام الماضي، تشير فيه إلى أن 60 في المائة من الطبقتين المتوسطة والغنية في المملكة متسوقون عبر الإنترنت، ويشتري غالبيتهم خدماتهم من منصات التجارة الإلكترونية المحلية والدولية.
ويؤكد بالخير، أنّ إقبال الطالبات على هذه الدورات كبير، خصوصاً أنّ من يقدمنها يملكن خبرة كافية ومهارات معرفية وتطبيقية واحترافية عالية بكل المقاييس. ويعتبر "المتجر الإلكتروني"، منصة لبيع وشراء السلع سواء كانت منتجات أو خدمات أو معلومات عبر شبكة الإنترنت، وهو مجال يزدهر بقوة في السنوات الأخيرة بعد صعود مؤشرات تعداد المتاجر الإلكترونية والمتسوقين عبر الإنترنت على الصعيدين العربي والدولي.

من جانبه، أكد الدكتور صادق الوادعي الخبير في مجال التجارة الإلكترونية لـ"الشرق الأوسط"، أنّ القطاع بالنسبة للطالبات الجامعيات يشكّل جسر عبور لتنمية أعمالهن المستقلة، لما يقدمه من فرص تتناسب وطبيعة المجتمع وتلائم أوقات فراغهن، خصوصاً أنّ ممارسته لا تحتاج إلى تفرغ، مقارنة بوظائف القطاعات الأخرى، مفيداً بأنّ "لدى الإناث عموماً والجامعيات على وجه الخصوص، قدرة كبيرة على استخدام تطبيقات التجارة الإلكترونية بمهارة عالية".