لندن ـ سليم كرم
يتطلب تضيق "درجة الفراغ" بين الطلاب الآسيويين وأصحاب البشرة السمراء والأقليات العرقية وزملائهم من أصحاب البشرة البيضاء، تغيرًا ثقافيًا في الجامعات البريطانية وقادتها.
وذكر تقرير اتحاد الطلاب الوطني ومجموعة جامعات المملكة المتحدة أنَّ القيادة القوية هي التي ستغلق الفراغ، وستضمن أن الحرم الجامعي في مختلف الجامعات يشجع على التنوع العرقي في قوى العمل وهيئات الطلاب.
وخلص التقرير إلى أنَّ هناك حاجة إلى تغيير في الثقافة إلى جانب رسالة مؤسسية واضحة بأنَّ مُشكلات العرق سيتم التعامل معها على نطاق أوسع، وباستراتيجية، وبممارسة مؤسسية، وليس كونها إضافة.
إقرأ أيضـــا:
"القضاة الآليين" تُثير جدلًا داخل الجامعات البريطانية
وطلبت جامعات المملكة المتحدة من نحو 140 عضو التوقيع على تعهد على الإنترنت للعمل مع الطلاب واستخدام توصيات التقرير في مؤسساتهم، حيث تقييم التقدم في عام 2020.
ورغم الزيادة السريعة في عدد الطلاب الآسيويين والأقليات العرقية وأصحاب البشرة السمراء في العشر سنوات الماضية، حصل 71٪ من الطلاب الآسيويين، و57٪ فقط من الطلاب أصحاب البشرة السمراء على شهادة عليا أو أول في درجة البكالوريوس، مقارنة بنسبة 81٪ من الطلاب أصحاب البشرة البيضاء، وقدر انسحاب الطلاب أصحاب البشرة السمراء من استكمال دراستهم بأكثر من مرة ونصف عن الطلاب أصحاب البشرة البيضاء أو الآسيويين.
وفي هذا السياق، قالت فاليري آموس مديرة جامعة لندن وأحد مؤلفي التقرير "إنَّ الجامعات ستساهم في فشل جيل من الطلاب إذا لم تتخذ إجراءًا الآن؛ للتقليل من تلك الفجوة".
وأضافت فاليري آموس قائلة "من المهم أن تتبع الجامعات نهجًا شفافًا، حتى يحصل الطلاب من الأقليات العرقية والآسيويين وأصحاب البشرة السمراء على فرصة نجاح. هذا أمر يجب تنفيذه وليس خيارًا".
ولفت التقرير إلى أن التنوع العرقي في عام 2017 شكل 16% من أعضاء هيئة التدريس، بمعدل أعلى من البريطانيين، ولكن شكل الأساتذة الجامعين منهم 10% فقط، كما أن أصحاب البشرة السمراء كانوا بنسبة 0.6% فقط.
وفي هذا السياق، قالت آمانا عتيق رئيسة اتحاد طلاب جامعة أستون، والتي شاركت في مناقشة تشكيل التقرير"إنَّه كان مهمًا للجامعات النظر بطريقة أبعد إلى الشخصيات التي تمثل قدوة في مجموعة الأقليات، إذا لم يكونوا متواجدين في طاقم الموظفين"، مضيفة أنَّه يتوجب توظيف هذه الشخصيات لإلهام الطلاب لتحقيق أفضل ما عندهم".
وأشارت آمانا عتيق أنه يُمكن لتلك الشخصيات أن تكون طلاب ناجحين في مجال معين مثل الهندسة.
وأضافت آمانا عتيق أنَّ التحقيق الأمثل لما سبق يتطلب وجود الطلاب والأساتذة من الأقليات العرقية وأصحاب البشرة السمراء.
وشدد كريس ميلورد رئيس مكتب الطلاب على ضرورة تنفيذ الجامعات لتوصيات التقرير، وقال "نعلم أن الفراغات العنيدة بين مجموعات عرقية معينة تمنع بعض الطلاب عن تحقيق إمكاناتهم الحقيقية، فالطلاب أصحاب البشرة السمراء على وجه الخصوص أقل احتمالًا في إكمال دراستهم، مقارنة بأقرانهم من أصحاب البشرة البيضاء".
يُذكر أن مكتب الطلاب حدد إنهاء الفراع في نتائج درجات الطلاب بين أصحاب البشرة السمراء والبيضاء بحلول عام 2024- 2025.
قد يهمــــك أيضــــا: الجامعات البريطانية تكافح وسط مطالب بالإصلاح شامل
مُعلِّم يتحدَّث عن معاناة وتحديّات واجهها في إحدى المدارس البريطانية