عدّة مدارس بريطانيّة خاصة تفتح أبوابها لعشرة آلاف طالب متعسِّر

تعهدت عدة مدارس بريطانيّة خاصة بتوفير أماكن لأكثر من 10 آلاف طالب من أسر محدودي الدخل للدراسة بها بعد أن هددت رئيسة الوزراء برفع الإعفاءات الضريبية عنها.

ونشرت المدارس أعلانها بأنها ستفتح أبوابها للطلاب المتعسرين شريطة أن تمنح الحكومة مبلغ 5.500 جنيه إسترليني سنويا للمدارس عن كل تلميذ، وتتكفل المدارس بباقي المصروفات التي تقدر بنحو 13.194 جنيها إسترلينيا يوميا عن التلاميذ العاديين، ونحو 30.369 جنيها إسترلينيا عن تلاميذ المدارس الداخلية.

يأتي هذا التحرك بعد أن وجهت رئيسة الوزراء البريطانيّة "تيريزا ماي" خطابا شديد اللهجة لإدارات المدارس الخاصة على ضرورة بذل المزيد من الجهد في التعبئة العامة كي يتمتعوا بالإعفاءات الضريبية على غرار الجمعيات الخيرية.

وفي نفس السياق يشير "مجلس المدارس المستقلة" إلى أن الأماكن المزمع إتاحتها ستكون لكل المراحل الدراسية من التعليم الابتدائي للأطفال حتى مدارس ما بعد الثانوي، كما ستكون الأفضلية في تلك الأماكن للتلاميذ من ذوي العائلات الفقيرة ومحدودي الدخل وليست لتلاميذ الأداء الدراسي العالي.

وصرح بارنابي لينون، رئيس مجلس المدارس المستقلة، قائلا إنه "من خلال المساعدة في إتاحة أماكن تعليم جيدة في كل من المدارس الخاصة والحكومية، فأننا نسهم في تعزيز الحراك المجتمعي في بريطانيا".

وفى نفس السياق، يرى السير مايكل ويلشو، أحد أهم رجال التربية في بريطانيا، أن ما ذهبت إليه الحكومة البريطانيّة لا يعد أمرا كافيا، في حين أن الحكومة كان يمكن لها أن تأتي بأفضل من ذلك، فالإعفاءات الضريبية لا بد أن تدفع للمدارس الخاصة مقابل خدمات للمجتمع.

وقال لبارونس إيستيل موريس، أحد رموز حزب العمال في ما يخص التعليم إن "هذا الطرح غير مجدٍ للنظام التعليمي ويرجع ذلك إلى صرف أموال الدولة ودافعي الضرائب على المدارس الخاصة لاستخلاص الطلاب الأذكياء منها وإلحاقهم بعد ذلك بالمدارس الحكومية.

وفي سياق آخر، صرح السيد مايك بوكانان، رئيس مؤتمر المديرين والمديرات، بأن "هذه الخطة تبشّر بالخير نحو غدٍ مشرق من التعاون بين المدارس الحكومية والمدارس الخاصة لتقديم خدمة تعليمية ممتازة للأجيال القادمة من الأطفال الذين تعاني أسرهم ضائقة العيش". وأضاف السيد مايك بوكانان أن إتاحة أماكن كبيرة في المدارس الخاصة للتلاميذ الفقراء هي خطة لا يحفوها أي مخاطر ولا تكلف دافعي الضرائب شيئا، وبالفعل تتيح المدارس الخاصة الآن على مضض أماكن لآلاف من الطلاب.

وأوضح مايك بوكانان أن المدارس الخاصة تأمل أكثر في تقديم أفضل من ذلك كما تتطلع بأن تضع الحكومة البريطانيّة مصلحة التلميذ نصب عينيها قبل شؤون السياسة والعمل في شراكة لإتاحة فرص تغير حياة التلاميذ للأفضل.

وفي وقت سابق من هذا العام، صرحت تيريزا ماري ماي، رئيسة الوزراء البريطانيّة بأن "مدارس أولاد النخبة الخاصة لن تتمتع بما تتمتع به المؤسسات الخيرية إلا إذا تعاونت مع المدارس الحكومية".

كانت ماي دعت المدارس الخاصة الصغيرة في أول خطاب لها إلى إعلان رؤيتها حيال الشأن الداخلي، لتوفير أماكن للمعسرين من التلاميذ، وطلبت منهم انتداب معلّميها في المدارس الحكومية.