غزة - فلسطين اليوم
أفسدت الرسوم الإجبارية التي تفرضها غالبية الجامعات على الطلبة الجدد للتسجيل للفصل الدراسي الأول فرحة طلبة الثانوية العامة المنحدرين من أسر فقيرة.
وسرعان ما تحولت فرحة هؤلاء إلى أحزان بعد أن استشعروا عدم قدرة آبائهم على توفير الرسوم اللازمة لالتحاقهم بالجامعة المناسبة.
وسيضطر هؤلاء الطلبة إلى تأجيل التحاقهم بالجامعات إلى حين تحسن الأوضاع المادية لعوائلهم كما هو الحال مع الطالبة أسيل رمضان والتي سرعان ما تحولت فرحتها بحصولها على معدل مرتفع الى حزن لعدم قدرة والدها على توفير الرسوم لتسجيلها في احدى الجامعات المحلية.
وقالت رمضان لـ"الأيام"، إنها لا تريد الضغط على والدها وتحميله المزيد من الديون وستترك أمرها الى حين تحسن أوضاعه المادية أو حصوله على فرصة عمل.
وأضافت: "والدي عاطل عن العمل وبالكاد يستطيع توفير الحد الأدنى من المصروف الأساسي لعائلتها ولذلك لن أضغط عليه رغم حصولي على معدل 87 في المئة".
ولم تخف رمضان مرارة تخلفها عن الجامعة، سيما وأن الدراسة الجامعية حلم يراودها منذ الصغر.
وتأمل رمضان أن تغير الجامعات من أسلوب التسجيل وتعفي الفقراء من رسوم التسجيل للفصل الدراسي الأول، خصوصاً وأنها لا تعرف إلى متى ستحرم من حقها في الدراسة الجامعية.
ويشاركها الرأي الطالب محمود عزيز والذي أكد عدم قدرة والده على تحمل تكاليف دراسته الجامعية.
وقال عزيز لـ"الأيام" إن المصروفات الجامعية لا تقتصر على الرسوم الاجبارية بل، أيضاً، على توفير بدل المواصلات والقرطاسية والكتب وغيرها من المستلزمات الأخرى.
وأشار إلى أن اشتراط الجامعات دفع رسوم الفصل الدراسي الأول قضى على فرصته بالالتحاق بالجامعة وربما سيقضي عليها لسنوات طويلة.
وطالب عزيز بحل هذه الإشكالية ومساعدة الطلبة الفقراء على الالتحاق بالجامعات.
وقال عزيز الذي حصل على معدل 77 في المئة القسم العلمي إن الوضع المادي الصعب لوالده لا يجب أن يفقده حقه في التعليم أسوة بباقي طلبة العالم.
وأضاف عزيز: "من حقي أن ألتحق بالجامعة والتخصص الذي أريد".
أما الطالب محمد نصر فطالب الجامعات بدلاً من التسابق على استمالة الطلبة للتسجيل فيها إلى إعفاء الطلبة من رسوم الفصل الدراسي الأول لإتاحة الفرصة لهم للالتحاق بالجامعة.
وعبر نصر عن إحباطه الشديد بعد أن أخبره والده بنيته تأجيل التحاقه بالجامعة لعدم قدرته على توفير الرسوم وكذلك التكاليف الأخرى.
وقال انه يقدر قرار والده لإدراكه المسبق بوضع والده المادي وعدم قدرته على توفير الحد الأدنى من مصروفات عائلته.
واكثر ما يخشاه نصر هو بقاء الوضع المادي لوالده لفترة طويلة وعدم حصوله على منحة من مؤسسات خيرية.
وطالب المؤسسات بتوفير الدعم المادي للطلبة الفقراء وتخصيص صندوق وطني لدعمهم للحفاظ على حظوظهم بالدراسة اسوة بالطلبة المقتدرين.
وقد يهمك أيضًا:
الجامعة البريطانية في مصر تُعلن شروط قبول الطلاب العرب والأجانب