وكيل وزارة التربية والتعليم العالي محمد أبوزيد

أثار عدد من الباحثين التربويين النقاش بشأن العديد من القضايا والمحاور التربوية الملهمة التي تمحورت حول تنمية الابداعات الطلابية لعلاج الضعف لدى الطلبة، وأهمية استخدام الحاسوب لتدريس وحدة الهندسة الفضائية، ودور الرحلات المعرفية في تعليم الرياضيات، وغياب الإعلام في المنهاج الفلسطيني، واستغلال خامات البيئة لإنتاج وسائل تعليمية، وغيرها من الأفكار التي تنسجم مع روح التطورات الراهنة والتوجه الفاعل نحو تعزيز المشاريع الريادية في النظام التربوي.

وجاء ذلك خلال إطلاق فعاليات الملتقى التربوي الأول، الثلاثاء، في مديرية جنوب الخليل، تحت شعار: "ممارسات إبداعية وتجارب ناجحة" بدعم ورعاية شركة الوطنية موبايل، وقاعات القصر الذهبي، بحضور ومشاركة وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، محمد أبوزيد، ومحافظ الخليل كامل حميد، ومدير شركة الوطنية موبايل في الجنوب، أيمن ارزيقات، ومدير تربية جنوب الخليل، فوزي أبوهليل، وغيرهم من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية والمجالس المحلية والأجهزة الأمنية والشرطية وحشد من التربويين والأكاديميين والطلبة والمهتمين بالشأن التربوي.

وأكد أبوزيد حرص الوزارة على عقد مثل هذه الملتقيات والمؤتمرات التي تسهم في التقاء الخبرات وضمان تطوير الاتجاهات والقيم عند كل المهتمين في تربية النشء ورفدهم بالكفايات اللازمة والخبرات والموارد؛ لتوفير تعلم نوعيّ لجميع طلبتنا في شتى أماكن تواجدهم.

وبيّن أبوزيد: "أنه ورغم التحديات والممارسات المجحفة التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه بحق طلبتنا والأسرة التربوية لاسيما في القدس المحتلة والمناطق المسماة (ج) والمحاذية للجدار الفاصل، إلا أنَّ هنالك العديد من المبادرات والإبداعات والابتكارات والإنجازات التي تنافس العديد من البلدان المستقرة في العالم.

وشدد على اهتمام الوزارة بمواكبة المستجدات والتطورات لتكون جزءًا من خططها الاستراتيجية والتنموية الرامية إلى تعزيز التربية على المواطنة وتطوير التعليم والتعلم النوعيين برفع قدرات الموارد البشرية من كادر تربوي على جميع المستويات، ورفدهم بالخبرات اللازمة ليكونوا مؤثّرين يسهمون في إيصال الرسالة التربوية، وفي السياق ذاته، نوّه إلى ضرورة العمل على تهيئة البيئة التعليمية التعلمية والمُناخات الملائمة بما ينسجم وخصائص الطلبة وحاجاتِهم.

واختتم حديثه: "تحقيق غاياتنا الاستراتيجية يتطلب العمل الجادّ والدؤوب في تصميم خطط إجرائية واقعية وإعداد برامجَ فعالة تعتمد المرحلة العمرية من سنّ الطفولة المبكرة مروراً بالمرحلة الأساسية والثانوية ووصولاً إلى التعليم العالي وإدراك أهميةِ التعليم المهني والتقني لاسيما أنَّ فلسطين ما زالت من الدول التي لا يتجاوز فيها التوجُّه نحو تعليم العلوم والمهن (25%)، مما يحتّمُ بذل كل الجهود للتوجه نحو المجالات العلميّة والمهنيّة من أجل اللحاق بركب الدول المتقدمة والاستثمار في اقتصاد المعرفة من خلال الاهتمام برأس المال البشريّ".

من جانبه، أشاد حميد بجهود المشاركين والقائمين على هذا الملتقى الذي وصفه بالحدث المميز والمثير للاهتمام، موضحًا أنَّ هذا الملتقى يأتي في سياق مواكبة المستجدات وتوظيف الإمكانات والطاقات من أجل دعم القطاع التعليمي في فلسطين.

وأوضح أنَّ مشاركته في هذا الملتقى تبرهن على اهتمامه بالافكار الرائدة لاسيما في منطقة جنوب الخليل والتعرُّف على المشاريع التربوية التي تشكل ركيزة رئيسة لتحقيق الغايات المنشودة.

كما أشاد حميد بنضال وصمود أهلنا في القدس ودفاعهم عن المقدسات والتشبث بخيار التعليم والتعلم رغم التحديات والممارسات والاعتداءات التي يمارسها الاحتلال بحق القطاع التربوي، داعيًا في السياق ذاته، إلى الاستفادة من الخبرات والمعارف والأفكار والمواضيع التي يتضمنها هذا الملتقى.

وبدوره، أوضح أبو هليل أنَّ افتتاح هذا الملتقى يأتي بوصفه ثمرة جهود تواصلت على مدار عام كامل، ويجسد المعنى الحقيقي لتبادل الخبرات والاستفادة من المعارف المتنوعة والجديدة، مشيدًا بجهود العاملين في السلك التربوي من مشرفين ومعلمين ومديرين وغيرهم.

ولفت إلى أنَّ هذا الملتقى جاء بعد قرار الوزارة تعميم فكرة التعليم بالمشاريع والتي تعكس حرصها لتوظيف الأفكار الابداعية المنتجة والاهتمام بالمبادرات النوعية التي تسهم في صقل شخصية الطلبة، معربًا عن شكره لوزارة التربية ولكافة العاملين في مديرية جنوب الخليل والمؤسسات الشريكة للجهود التي يبذلونها في سبيل خدمة العملية التعليمية التعلمية.

فيما أعرب ارزيقات عن سعادته للمشاركة في الملتقى التربوي الذي يجمع نخبة من الخبراء والتربويين ويستهدف العديد من المحاور التعليمية الهامة، مشيرًا إلى أنَّ شركة الوطنية موبايل قامت برعاية هذا الملتقى، إيمانًا منها بالمسؤولية تجاه شعبنا والقضايا التربوية وتعزيز الشراكة مع المؤسسات والهيئات الفاعلة في هذا المجال.

وأردف قائلاً: "انطلقت شركة الوطنية موبايل تجاريًا في أواخر العام 2009؛ حيث قدمنا منذ ذلك الحين العديد من البرامج والخدمات المميزة التي طرحت في السوق الفلسطينية ضمن مبدأ الشفافية والوضوح".

وأكد ارزيقات الحرص الذي توليه الوطنية موبايل في سبيل توفير البرامج والخدمات المناسبة لكل فئة من فئات المشتركين من طلاب وموظفي القطاعين الخاص والحكومي، وكذلك توفير الخدمات المتنقلة المخصَّصة حسب احتياجات المشتركين مدعومة بأحدث التقنيات العالمية والانتشار الأوسع في مناطق تغطية الشبكة".

وقدم شكره لمديرية التربية على اتاحتها الفرصة لرعاية هذا الملتقى، متمنيًا دوام هذه الشراكة والاستمرار في تفعيل الشراكة ورعاية هذا الملتقى التربوي.

وفي كلمته الترحيبية، أشار رئيس قسم الإشراف في مديرية جنوب الخليل محمد رصرص إلى أنَّ فكرة هذا الملتقى جاءت بهدف تطوير الميدان التربوي وشحذ همم التربويين والمشرفيين والمعلمين والطلبة والتفكير بمشاريع وتجارب ومبادرات ناجحة تسهم في خدمة العملية التربوية وتحسين مخرجات التعليم وجودته.

يشار إلى أنَّ هذا الملتقى يُعقد للمرة الأولى في مديرية جنوب الخليل، وينظم على مدار يومين متتالين، بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء التربويين؛ حيث يسلط الضوء على العديد من الأفكار البحثية العلمية والتربوية والقضايا التي تهم العاملين في السلك التربوي.