دمشق ـ ميس خليل
يستقطب مشروع عيادات العمل التابع لجامعة دمشق أعدادًا كبيرة من الطلاب السوريين الذين يجدون الخدمات التدريبية، والاستشارية المجانية، التي توفرها هذه العيادات، ويُعدّ فرصة للدخول إلى سوق العمل الذي أصبح حلمًا بالنسبة إلى الكثير منهم سواء في القطاع الحكومي، والخاص، في ضوء الحرب التي تعيشها البلاد منذ أربع أعوام.
وتمثل الأعداد الكبيرة من الطلاب التي يستقبلها المركز، دليلاً واضحًا على أمل الشباب السوري في الحياة، رغم ظروف الحرب القاسية ورغبتهم في الاتجاه بقوة إلى مستقبلهم.
ويشرح أحد المتطوعين في عيادات العمل الشاب علي، أنّ المركز يُقدم ورش عمل متنوعة، تهدف إلى رفع المهارات العملية عند المستفيدين من الطلاب الجامعيين، بتعليمهم كيفية كتابة السيرة الذاتية، وإظهار نقاط القوة والضعف فيها، ومهارات الدخول إلى السوق، والتعامل مع الأسئلة المحرجة في مقابلات العمل.
وبيّن علي أنّ عيادات العمل تُعلم الطلاب كيفية تأسيس المشاريع الصغيرة، وربط الاختصاص الجامعي بعالم الأعمال، وأساليب التواصل مع العملاء، ونقاط الضعف والقوة، والتهديدات والمخاطر التي تواجه الشباب في بداية مشروعهم الخاص.
وأشار أحد المدربين المتطوعين في المركز محمد، إلى أنّ إقبال الطلاب الجامعيين على مركز العيادات كبير، لا سيما وأنه يوجد في الحرم الجامعي ضمن كلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، والدورات التي يقدمها مجانية.
وأكد محمد أنّ مركز العيادات عالج قضية التضارب بين مواعيد محاضرات الطلاب والدورات، بإنشاء موقع إلكتروني تابع للمركز، يتضمن تسجيل فيديو لورش العمل، ليستطع الطالب متابعتها في الوقت المناسب لدراسته.
وأوضح الطالب في رابعة أدب إنكليزي مهند، أنه استفاد من المركز عبر إتباعه لمجموعة من الدورات الشاملة للمهارات الحياتية، والتفوق، ومهارات القيادة، التي تلامس الحياة الاجتماعية، إضافة إلى دورات رخصة قيادة الحاسب الآلي، ودورات اللغة بالتعاون مع معاهد تعليم اللغة في دمشق.
وتوفر عيادات العمل قاعة مكتبية مجهزة بمراجع متطورة، ومكتبة إلكترونية، وجلسات استشارية للطلاب، لإرشادهم إلى عالم الأعمال عبر استبيانات، وجلسات استشارية لتطوير الذات.
ونُظّمت عيادات العمل في عام 2013، 240 ورشة عمل، أقيمت بجهود 82 مدربًا ومدربة تطوعوا بتنفيذها.
ولفتت الطالبة سمر من كلية هندسة العمارة، إلى استفادتها من العيادات، عبر تعلمها لمهارات التواصل، وتعلم كيفية تأسيس مشروع صغير، وكتابة السيرة الذاتية، إضافة إلى تعلم تفاصيل لغة الجسد، موضحة أنّ دخول سوق العمل يُشكل تحديًا كبيرًا للشاب السوري، لا سيما في الظروف الراهنة، آمله أنّ تساعدها الدورات في التغلب على المعوقات المواجهة لها.
وأطلق مشروع عيادات سوق العمل مؤخرًا فعالية تحت عنوان "اختياري مستقبلي"، توجهت بها العيادات إلى الطلاب الناجحين في الشهادة الثانوية، لتسهيل عملية تسجيلهم في المفاضلة الجامعية، ومساعدتهم في اختيار التخصص الأنسب لميولهم وتوجهاتهم العلمية والأدبية، وتجاوز المستفيدين منها 1500 طالب.