برنامج الخوارزمي الصغير

أعلن برنامج "الخوارزمي الصغير" في قطاع غزة، مساء السبت الماضي، تخرُّج كوكبة من الأطفال الأذكياء ممن أنهوا المرحلة الابتدائية الأولى بالبرنامج على مستوى محافظات القطاع، وسط أجواء من الفرحة عمّت قاعة مركز "رشاد الشوا" الثقافي التي احتضنت الاحتفال.

وحضر الحفل شخصيات تعليمية وثقافية وأهالي الأطفال الذين وصفهم المحتفلين بأنهم "عباقرة فلسطين".

ويهدف البرنامج إلى العناية بالرياضيات الذهنية معتمدًا على العداد الصيني Abacus في حل مسائل الرياضيات المختلفة بطريقة سهلة وسريعة من خلال تدريب الأطفال على أسس وقواعد العداد، وحمل الاحتفال شعار "أطفالنا الأذكياء علماء المستقبل".

ويستخدم القائمون على البرنامج الأساليب العلمية والمنطق الرياضي في التفكير وكذلك تنمية القدرة الابتكارية والاتجاهات والميول العلمية وتقوية الذاكرة التصويرية للطفل؛ بحيث يستطيع إجراء العمليات الحسابية في ثواني بالإضافة إلى تنمية القدرة الإبداعية لدى الأطفال.

ويذكر المدير العام للبرنامج في محافظات قطاع غزة، نضال دعيس: "عملنا بالبرنامج في طاقة لا تعرف الانهزام ورفعنا شعارًا أكدنا فيه ضرورة النجاح، وكنا نتوقع أنَّ نحقق النجاح بعد سنوات ولكن الحمد الله نجحنا هذا العام، وانتشر البرنامج في كافة محافظات القطاع.

وأوضح أنَّ الملتحقين بالبرنامج كافة هم من أوائل الطلبة في قطاع غزة، معتبرًا أنَّ النماذج التي خرجها البرنامج من الأطفال هي فخرًا لفلسطين.

وأوضح أنهم عبر برنامجهم يؤسسون لمدرسة الخوارزمي يهدفون إلى  تأسيس جيل عبقري متميز من الأطفال تحت شعار" أبناؤنا الأذكياء علماء المستقبل"، مؤكدًا أنَّ ذلك ليس بعيدًا ولا مستعجب.

ووجّه رسالة لأهالي الطلبة قال فيها إنَّ: "أطفالكم بذور طيبة إنَّ أحسنتم زرعها ستخرج لكم ثمارًا طيبة"، مبينًا أنه من الضروري أنَّ يعلم الأطفال منذ صغرهم بأنهم علماء المستقبل، وأضاف قائلاً: "علم طفلك أنه طبيب المستقبل"، موضحًا أنَّ الخوارزمي ترك بصمة لدى أهالي الطلبة وصفها بالإيجابية في هذا الاتجاه.

وأشار إلى أنهم تلقوا دعوات في قطاع غزة من عدة برامج من دول؛ كماليزيا لاستضافتها في غزة جراء السمعة الطيبة للبرنامج التي كونتها إدارته عقب تمكنها من تحقيق رقم قياسي بالتسجيل والتدريب بالبرنامج.

واعتبر أنَّ أهم خطوة سهلت في نجاح برنامج الخوارزمي هي عملهم بروح الفريق والتصدي لأيّة مشكلة كانت تواجههم بذات الروح.

ولفت إلى أنَّ غالبية القائمين على برنامج الخوارزمي يحملون درجة الدكتوراه في مناهج التدريب وأساليب التعليم على مستوي الوطن العربي.

وأشار إلى أنَّ البرنامج يعمل بالشراكة والتعاون مع الأكاديمية الرياضية في المملكة العربية السعودية والأكاديمية الرياضية المهنية في ماليزيا وعضو في الجمعية العالمية الرياضية في الصين، وذكر: "هذا البرنامج أساسه صيني ياباني ونحن نقول الصينيين واليابانيين ليسوا أذكى من طلبتنا، لاسيما وأنهم عندما حصلوا على الفرصة أبدعوا فيها أمام كل العالم.

وذكر دعيس إلى أنَّ برنامج الخوارزمي بدأ العمل فيه بمدن الضفة الغربية قبل سنوات وأنتج جيلاً من الأطفال الفلسطينيين العباقرة، أبرزهم الطفل محمود الرجوب من دورا في الخليل والذي حصل على المرتبة الأولى في برنامج الحساب الذهني على مستوي الوطن العربي، إضافة للطفل محمد الجيوسي الملقب بأصغر مدرب في فلسطين.

ومن ناحيتها، تعتبر مدربة المدربات في برنامج الخوارزمي الصغير، المعلمة حياة نصر، أنَّ اليوم بالنسبة لها يعد تتويج النجاح للبرنامج، قائلة: "نحن نرى في هذه اللحظات ثمرة نجاحنا بالمستوى الأول، لاسيما وأننا توقفنا عن تدريب الأطفال خلال فترة العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع ثم عدنا للعمل مجددًا وتمكنا من تخريج هذا العدد الكبير منهم".

وتمنت نصر أنَّ يتمكن الأطفال في ظل الظروف الراهنة من التقدم في البرنامج وتحقيق المزيد من النجاحات في كافة المستويات الـ12، مشيرة أنَّ البرنامج يتكون من عشر مستويات لطلبة المدارس ومستويين للأطفال في مرحلة الروضة، مبينًا أنهم اليوم يخرجون المستوى الأول والثاني من طلبة المدارس والروضة.

ونبهت نصر إلى أنهم في البرنامج عقدوا دورات تدريبية للمعلمات العاملات في البرنامج، تعلموا عبرها كيفية التعامل مع العداد الصيني، إضافة لكيفية صقل قدرات الطفل للانتقال من مرحلة استخدام العداد إلى مرحلة التخيل.

ويعد برنامج الخوارزمي الصغير الدولي للذكاء العقلي والحسابي الصيني الأصل برنامج دولي لتنمية القدرات العقلية والحسابية وتنمية مهارات التفكير وزيادة الذكاء، معتمد من الجمعية العالمية للذكاء الذهني في الصين WAAMA ومن أكاديمية الذكاء الحسابي في ماليزيا IMA MENTAL ARITHMETIC وأكاديمية قدرات في السعودية  QODRAT  وهو برنامج مرخص للعمل في فلسطين.