غزة– محمد حبيب
هاجمت صحف عبرية اختيارات رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في تشكيل حكومته الجديدة، واصفة الأخيرة بأنها "حكومة ذات قيم غير محترمة وأهداف مبهمة".
وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، السبت، أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومة الجديدة، إذ لا تستطيع "إسرائيل" هدر المزيد من الوقت، وأن على "الإسرائيليين" أن يتوقعوا عدم استمرار الحكومة الجديدة لوقت طويل.
وأوضحت "هآرتس" أن "الحكومة "الإسرائيلية" الـ34 حلفت اليمين، الخميس الماضي، وهي الحكومة الرابعة برئاسة وتشكيل رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، لكن من الواضح أن الخبرة ليست كفيلة في التعلم من الأخطاء القديمة".
ووصفت الصحيفة الحكومة الجديدة بأنها "حكومة ذات قيم غير محترمة وأهداف مبهمة، وأن الزيادة في أعداد مجلس الوزراء "الإسرائيلي" يُعد مشكلة، لقد تحفظ المدعي العام يهودا وينستين عن موضوع تقديم الحقيبة الوزارية لرئيس حزب شاس، أرييه درعي، وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش يواف غلنت".
وأضافت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن إشكالية التعيين لا تنتهي مع التحفظات القانونية؛ لأن نتنياهو أصرّ على وضع الأشخاص الخطأ في الوظائف المهمة، فمثلاً نفتالي بينيت الذي يمثل حزب اليمين المتطرف القومي سيصبح وزيرًا للتعليم لجميع الطلاب "الإسرائيليين"، وتم تعيين آيليت شاكيد التي تؤمن أن مبدأ فصل السلطات واستقلال القضاء أشياء كمالية أو زائدة عن الحاجة أو غير ذات أهمية، عينت وزير القضاء، كما تم تعيين أوري آرييل الذي يعمل على توسيع المستوطنات ويريد ترسيخ الاحتلال وزيرًا لوزارة الزراعة، التي لها سيطرة على دائرة الاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية التي تمول بناء المستوطنات، وتم تعيين ميري ريجيف التي ليس لها علاقة بالثقافة وزيرًا للثقافة والرياضة".
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها قائلة: "لا تستطيع "إسرائيل" السماح للحكومة الجديدة بهدر المزيد من الوقت، يجب أن يكون إنهاء الاحتلال والصراع على الطابع الديمقراطي للدولة أولوية برنامج الحكومة، حكومة نتنياهو الجديدة لا تمتلك رؤية أو رسالة إيجابية، لا نستطيع عمل شيء سوى أن نأمل في استمرار هذه الحكومة لوقت طويل".
وتضم الحكومة اليمينية الجديدة التي نالت ثقة الكنيست، مساء الخميس الماضي، مدانًا سابقًا ومتشددين دينيًا ووزير عدل من اليمين المتطرف واجهت انتقادات لتصريحاتها بشأن الفلسطينيين، كما أمضى وزير الاقتصاد الجديد إرييه درعي زعيم حزب شاس لليهود السفارديم 23 شهرًا في السجن بعد إدانته العام 2000 بقبض مبلغ 155 ألف دولار رشي حينما كان وزيرًا للداخلية.
وكانت وزير العدل الجديدة اياليت شاكيد من حزب البيت اليهودي من اليمين المتطرف نشرت صيف العام 2014 عبر صفحتها الشخصية على موقع "فيسبوك" مقالًا كتبه معلق "إسرائيلي" يميني سابق يعود إلى العام 2002 يصف الفلسطينيين بأنهم "أفاعٍ" ودعا إلى قتل أمهات منفذي الهجمات لتجنب "تربية أفاعٍ صغيرة" من الفلسطينيين، ووصف المقال "الشعب الفلسطيني كله بأنه العدو".
والجنرال السابق يواف عغالانت الذي تم تعيينه رئيسًا للأركان العام 2010 لكن منع من تولي منصبه قبل استلامه بسبب استيلائه على أرض مجاورة لبناء فخم يملكه، وقد كذب لدى سؤاله عن ذلك، وللسخرية، فإن الرجل الثاني في حزب كلنا من يمين الوسط يشغل حقيبة الإعمار والإسكان.
وكان حزب اليهودية الموحدة للتوراة المتشدد أول من انضم إلى ائتلاف نتنياهو لكن من دون حقائب وزارية.
وأعضاء الحزب الذين يرفضون تقديم الولاء للدولة العلمانية الصهيونية لأسباب دينية، يتجاوزون هذه العقبة عبر توليهم مناصب نائب وزير أو رؤساء لجان نيابية تحظى بنفوذ.
وفي التشكيلة الحكومية الجديدة، يشغل مسؤولون من هذا الحزب منصب نائب وزير الصحة ورئاسة لجنة المال في الكنيست.
يذكر أن المتشددين دينيًا لا يصافحون النساء، لكن نائب وزير الخارجية تسيبي هوتوفلي من المتطرفين الأورثوذكس في حزب الليكود، أصدرت بيانًا يؤكد أنها لن تهين مسؤولين أجانب برفضها اليد الممدودة للمصافحة، بحسب ما ذكرته، الجمعة الماضية، صحيفة يديعوت أحرونوت، الأكثر مبيعًا في "إسرائيل".
وأضافت أنها تنوي العمل بقاعدة دينية تلحظ أن الأعراف تقضي بمصافحة رجل إذا مد يده لامرأة بغية عدم إحراجه.