المصور ورسام الكاريكاتير ستافرو جبرا

توفي المصور ورسام الكاريكاتير اللبناني ستافرو جبرا، الأحد، عن يناهز 70 عامًا، بعد مسيرة حافلة، واكب فيها الحرب اللبنانية، بين عامي 1975 و1990، وتطورات العالم بالصورة والرسوم الساخرة، في عدد كبير من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

وقالت باميلا جبرا، ابنة الفنان الراحل، إنه توفي في منزله في بيروت، في الساعة 5:45 من صباح الأحد، بعد صراع مع مرض السرطان، استمر منذ صيف العام الماضي. وأكدت أن والدها ظل يناضل حتى الرمق الأخير، ولم يستسلم في أي لحظة.

وأضافت: "كان يقاوم معاناته ويحارب وضعه الصعب، وكان متمسكا بالفرح، وحتى اللحظة الأخيرة ظل يحب الحياة والتصوير والرسم وبيروت، وهو أصلاً ابن هذه المدينة، وتحديدًا منطقة ميناء الحصن، ورغم وجعه كان يصر على الخروج من البيت ليتنزه ويصور، وكان يطلب مني مثلاً أن آخذه إلى وسط بيروت، ظل يرسم رغم كل شيء، وعندما كنت أنصحه بأن يريح نفسه، لأن يده كانت ترتجف، كان يجيبني قائلاً أريد أن أرسم مهما كانت النتيجة".

ويشار إلى أن آخر "بورتريه" رسمه للقديس شربل، بعد زيارة محبسه، ونشره على صفحته عبر موقع "فيسبوك"، أما آخر رسومه الكاريكاتيرية السياسية، فنشرها في 11 شباط / فبراير الماضي، عن الجدل الذي يشهده لبنان بشأن قانون الانتخاب.

وبدأ جبرا رسم الكاريكاتير في 1967، وعمل مع عدد كبير من الصحف ووسائل الإعلام اللبنانية، منها "لوريان لو جور"، الناطقة بالفرنسية، و"ديلي ستار"، الناطقة بالإنكليزية، و"الأنوار" و"الكفاح العربي"، و"الشبكة". وعمل مع وسائل إعلام أجنبية، مثل "دير شبيغل" الألمانية، و"واشنطن تايمس" الأميركية، و"لو موند" و"كورييه إنترناسيونال" الفرنسيتين، إضافة الى التعاون في مجال التصوير الصحافي مع عدد من وكالات الأنباء العالمية.

وأراد جبرا من خلال عمله أن يعكس الظروف والأحداث الراهنة في لبنان والشرق الأوسط والعالم على العموم، وفق ما جاء في موقعه الإلكتروني. وأسس، في أيلول / سبتمبر 1983، مجلته الشهرية الخاصة "سكوب"، التي أعطته فرصة نشر صوره غير السياسية. وحل ضيفًا على معظم مهرجانات الأفلام الدولية، لاسيما مهرجان "كان"، حيث صور أشهر نجوم السينما في العالم.

وأسس نقابة مصوري الصحافة اللبنانيين، وكان رئيسها الفخري عام 1992، كما كان عضوًا في عدد من النقابات، مثل نقابة رسامي الكاريكاتير والكتاب في الولايات المتحدة، ونقابة الرسامين الفرنكوفونيين في فرنسا. وفي 1967، بدأت رسومه الكاريكاتيرية تظهر في "الصياد"، و"لوريان لو جور"، و"الزمان"، و"سمر"، و"الصفا"، و"المحرر"، و"الأنوار"، و"الأحرار"، و"صدى لبنان"، و"أوروسكوب"، و"فلاش"، و"الشبكة"، و"الجيش"، و"الدستور"، و"الجريدة"، و"سكيتش"، و"الحسناء"، و"لو بيروتان"، و"صوت وصورة"، و"ماغازين"، و"الأسبوع العربي"، و"الكفاح العربي"، و"الأمل"، و"لو ريفاي"، و"الدولية"، و"مجلتي"، و"موندانيتيه"، و"استجواب"، و"كرونيك"، و"نداء الوطن"، و"الدايلي ستار".

ونعى وزير الاعلام، ملحم الرياشي، عبر حسابه على موقع "تويتر"، جبرا، فقال: "ستافرو جبرا، ريشة تطعن الجهل بالحرية، تغمدك العلي بواسع رحمته". ومُنح جبرا لقب "صديق الأمم المتحدة" خلال وجوده في جنيف، واستلم الوشاح الأزرق، وفاز "بجائزة العرب الأولى للتفوّق"، عن موقعه الإلكتروني stavrotoons.com. ، كما فاز بميدالية الرسوم الكاريكاتيرية في "مهرجان وسائل الإعلام الثالث" عام 2014، في بيروت، وميدالية الرسوم الكاريكاتيرية في "مهرجان وسائل الإعلام العربية"، الذي أقيم في بيروت، في 2006.

وتسلم جبرا رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، في تشرين الثاني 2004، وفاز بجائزة المواقع الإلكترونية الذهبية عام 2001-2002، من الجمعية الدولية لكبار مصممي المواقع الإلكترونية. وبرحيل ستافرو، يخسر لبنان صاحب ريشة لامعة، خدمت قضاياه على اختلافها، فكم هو كبير حجم هذه الخسارة.