صنعاء - فلسطين اليوم
تتعرّض الصحافة اليمنية لمجازر حقيقية، كما أصبح الصحافيون يدفعون ثمنا مضاعفا نتيجة نقلهم الحقيقة منذ بدء انقلاب الميليشيات التابعة لإيران في العام 2015.
وشهد العام 2015، مقتل ثلاثة صحافيين، كانت العصابات الحوثية مسؤولة بشكل مباشر عن مقتلهم، اثنين منهم تم وضعهما كدروع بشرية في مخزن أسلحة في منطقة هران بذمار، وقتلت آخر قنصا في تعز. في حين مثل العام 2016، الأكثر فتكا بحياة الصحافيين والإعلاميين اليمنيين، حيث قُتل 11 صحافيا ومصورا، ثمانية منهم برصاص عصابات الحوثي.
أما عام 2017، الأشد قصفا على الصحافيين بفقدان تسعة منهم، فقد قُتل فيه سبعة صحافيين ومصورين، ستة منهم جراء القصف بالمدفعية وقذائف الهاون.
وقال وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر، إن ميليشيا الحوثي انتهجت سياسة متطرفة لإلغاء أي حق من حقوق التعبير، كما مارست اضطهادا بشعا تجاه الصحافيين ووسائل الإعلام والقنوات الفضائية، وهو ما أدى إلى اندثار كبير لما يقارب 80 في المائة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، والتي تمت مصادرتها وإلغاؤها.
وأردف: "كما تتمثل سياسة هذه الميليشيات في تكميم الأفواه، وقطع رواتب الإعلاميين والإعلاميات، لتثبيت جذور الانقلاب وإلغاء أي مقاومة وفضح له، باعتبار أن الصحافة والصحافيين هم أدوات المجتمع في تشكيل الرأي العام".
ولذلك مارست هذه الميليشيات، حسب وزير حقوق الإنسان اليمني "إرهابا كبيرا بحق الصحافيين، كما مارست التعذيب على عدد منهم".
وتعرض 30 صحافيا لمحاولات قتل، إما أثناء تغطيتهم للأحداث أو أثناء تجوالهم في المناطق التي يتواجدون فيها، أو بسبب الآراء الصادرة عنهم في مناطق خاضعة لسلطة الميليشيات الحوثية.
كما أن التعذيب لا يزال حاضرا بتعرض الصحافيين المعتقلين لدى ميليشيا الحوثي لـ25 نوعا من التعذيب، من بينها تعليق الضحية من الأيدي والأرجل لساعات طويلة، والصعق بالكهرباء، والسحل، والتعليق على شكل صليب، والإعدام الوهمي.
وحسب الشهادات المروية في تقرير حقوقي، فإن الحوثيين يدخلون كلابا بوليسية على المختطفين الذين يرفضون ترديد الصرخة، وهو الشعار الحوثي الطائفي، كما ظل الصحافي صلاح القاعدي أسبوعا لا يستطيع الأكل ولا الوقوف على قدميه بسبب التعذيب الشديد الذي تعرض له.
وتصدرت العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الانقلابية، قائمة المدن الأكثر انتهاكا بحق الصحافة، بواقع 1972 جريمة وانتهاك، خلال الثلاثة الأعوام.
في حين شهدت محافظة تعز 81 حادثة انتهاك للصحافة والمؤسسات الإعلامية، ارتكبت معظمها ميليشيا الحوثي، وبلغت الانتهاكات 38 انتهاكاً صحافياً في محافظة عدن خلال ثلاث سنوات.
وتتحمل ميليشيات الحوثي المسلحة مسؤولية 85 في المائة من الانتهاكات التي طالت الصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام، والانتهاكات التي استهدفت المؤسسات الإعلامية خلال ثلاث سنوات (2015-2016-2017) حسب تقرير رصد لإحدى المنظمات الحقوقية.
وظهر زعيم الميليشيات، عبدالملك الحوثي، في خطابات عدة يوجه مقاتليه بمواجهة الصحافيين، واعتبر أن الصحافيين يشكلون خطرا أكبر من المقاتلين في جبهات القتال، ووصفهم بأنهم خونة، ودعا إلى أن يكون هناك عمل في مواجهتهم.