مارغاريتا سيمونيان، محرر في ورئيس روسيا اليوم، هو واحد من الذين منعوا من دخول أوكرانيا

فرضت السلطات الأوكرانية عقوبات على 17 من الصحفيين والإعلاميين الروس لإتهامهم بإشاعة الكراهية في البلاد, وبينما يعتقد الكثيرين في كييف Kiev بأن هذا التحرك كان ضرورياً ضد الدعاية الروسية، فإن الواقعة الأخيرة تثير المخاوف بشأن حرية الإعلام في البلاد, وذكرت منظمات حقوقية بأنه من المعروف إبداء أوكرانيـا لقلقها بشأن الدعاية الروسية، إلا أن معاقبة الصحفيين لم يكن هو السبيل للمواجهة,  ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش أوكرانيـا إلى رفع العقوبات التي تحظر على الأفراد دخول أوكرانيـا وإمتلاك عقارات أو حسابات مصرفية في البلاد.

وتشمل قائمة الموقع عليهم الحظر رؤساء تحرير عددًا من وسائل الإعلام المملوكة أو الموالية للكرملين بما فيهم مارغريتا سيمونيان من قناة روسيا اليوم التليفزيونية إضافةً إلى آخرين أقل أيديولوجية مثل مراسل مجلة روسية, وقال المواطن الأوكراني فيتالي ليبين من دونيتسك Donetsk والذي يقطن في روسيـا  بأنه سوف يعارض هذه العقوبات في المحكمة، مشيراً إلى أن فرض العقوبات على أي صحافي يعد فكرة مروعة، ولكن معاقبة أوكرانيـا لمواطنيها ومنعهم من دخول البلاد هو أمر سخيف تماماً ولا معنى له.

وأوضح ليبين بأنه سافر إلى كلا الجانبين خلال هذه الحرب، مؤكداً على دعمه كحال الكثيرين في شرق أوكرانيـا إلى تطبيق نظام أوكرانيـا الإتحادية, فهو وفقاً لمصطلحات كييف اليوم يمكن أن يطلق عليه إسم فاتنيك vatnik وهو مصطلح عامية يستخدم في وصف هؤلاء الذين يؤيدون روسيا بشدة، ولكن لم يحدث أبداً أن شكك في سلامة أراضي أوكرانيـا أو أبدى موافقة على العنف فيما بين الجانبين, أما المؤيدين لفكرة تطبيق العقوبات، فقد تحدثوا عن أن التغطية الإعلامية الروسية للحرب شرق أوكرانيـا كان لها دور أساسي في التصعيد، بينما في شبه جزيرة القرم Crimea التي ضمتها روسيـا، فقد تم القضاء تماماً على البيئة الإعلامية، ولم يعد هناك معارضين للسلطات الجديدة, ومع ذلك، فإن الدبلوماسيين الغربيين في كييف و كذلك النشطاء الحقوقيين يدفعون الحكومة الأوكرانية إلى عدم السير على النهج الروسي في التعامل مع الصحافة.

وأبدت أوكرانيـا قلقها بشأن تأثير الدعاية الروسية، إلا أنه من غير المناسب تضييق الخناق على حرية وسائل الإعلام بزعم كونها مضللة بحسب ما تقول تانيـا كوبر الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش لأوروبـا ووسط آسيـا. ففي أيلول / سبتمبر من العام الماضي، وضعت أوكرانيـا العشرات من الصحافيين على قائمة هؤلاء الذين يقومون إما " بتهديد المصالح الوطنية " أو رعاية " نشاطاتٍ إرهابية ". وشملت القائمة ثلاثة من الصحافيين التابعين للبي بي سي والذين خرجوا بهدوء إلى جانب عدد من المراسلين الأجانب. كما فرضت أوكرانيـا حظراً يمتد لنحو خمس سنوات على ميخائيل غورباتشوف وهو آخر زعيم للاتحاد السوفياتي، بعد أن أوضح في مقابلة بأنه يؤيد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.

وتأتي العقوبات الأخيرة بعد فترةٍ وجيزة من تسريب البيانات الشخصية لمئات من الصحافيين المعتمدين لدي السلطات الإنفصالية في شرق البلاد على الإنترنت عبر الموقع الذي يحظى بدعم ضمني من السلطات. ونشر موقع Mirotvorets صورًا وفي بعض الأحيان بياناتٍ تفصيلية لهؤلاء الذين تعتقد بأنهم يشاركون في تقويض الدولة الأوكرانية ويدعمون النشاط الإنفصالي,  وقد تم من قبل إستهداف الأفراد مثل أوليغ كلاشنيكوف، وهو النائب السابق وأحد المقربين من الرئيس الأسبق فيكتور يانوكوفيتش، الذي قتل في وقتٍ لاحق.