اتحاد الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني

طالب اتحاد الإذاعات والتلفزيونات في فلسطين، الثلاثاء، قناة الجزيرة القطرية، بوقف التطبيع الإعلامي، في الوقت الذي يتعرض الشعب الفلسطيني للعدوان والحصار والمؤامرات، وإنكار حقوقه المشروعة من قبل الاحتلال الصهيوني.

واستنكر، في بيان، التطبيع الإعلامي المفضوح، من خلال استضافة قناة الجزيرة، للمتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، ضمن أحد برامجها، تحت غطاء "الرأي والرأي الآخر".
ووصف الاتحاد، دور الجزيرة بـ «المشبوه» في دعم «إسرائيل»، والعبث بالقضية الفلسطينية، من خلال المساهمة في تعميم التطبيع، وتمرير الرواية الإسرائيلية عبر فتح شاشتها للمسؤولين الإسرائيليين، لتبرير جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وأكد الاتحاد، أن قناة الجزيرة، أعطت المسؤولين الإسرائيليين حصة واسعة على منبرها، ليعبروا عن الموقف الإسرائيلي، سواء حلقاتها الإخبارية وبرامجها الحوارية، مثل أفيخاي أدرعي، والمتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، والمستوطن المتطرف مردخاي كيدار وغيرهم، الأمر الذي يشكل طعنة لنضال الشعب الفلسطيني، الذي يناضل من أجل التحرر من الاحتلال.

كما شدد الاتحاد، في البيان، على رفضه واستنكار التطبيع الإعلامي الذي تمارسه "الجزيرة"، مطالباً القناة بالكف عن استضافة المسؤولين الإسرائيليين، الذين يمررون رواية التضليل والكذب على الشعوب العربية والإسلامية، على حساب الحق الفلسطيني، ومطالبة المسؤولين الفلسطينيين بمقاطعة "الجزيرة".

وكذلك دعوة اتحاد الصحافيين العربي، وكل المؤسسات والهيئات الفلسطينية والعربية، لاتخاذ المقتضى القانوني والنقابي بحق كل من يمارس التطبيع الإعلامي مع الاحتلال.

نقابة الصحافيين

واتهمت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، "الجزيرة" بمواصلة التطبيع الوقح مع الاحتلال. وقالت، في بيان، إن مقدم برنامج الاتجاه المعاكس، فيصل القاسم، يواصل، ومن خلفه قناة الجزيرة، المضي في مشوار التطبيع الوقح مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أن استضافة "الجزيرة" للناطق باسم الجيش الإسرائيلي، تشكل مناصرة للاحتلال، وتأكيداً لروايته الكاذبة.

وأكد عضو النقابة أحمد نصر الله، استغرابه من مزاعم القناة، أنها تناصر القضية الفلسطينية، ومعظم برامجها تستضيف قيادات جيش الاحتلال وحكومة الاحتلال، وتعطيهم الفرص لطرح روايات مزيفة.. مضيفاً أن قناة الجزيرة، وعلى مدار سنوات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، استضافت شخصيات كبيرة من الاحتلال، ومجرد إيجاد مساحة بث لبوق الاحتلال الإسرائيلي، فهذا تطبيع رخيص.

وتابع: «ينبغي على الجزيرة أن تقول ما تفعل، لأن قمة النفاق الإعلامي، إظهار القناة لعكس ما تبطن، فهي تقول نحن مع غزة، وتستضيف في برامجها من يقتل الشعب الفلسطيني في غزة».

أدرعي يتفاخر

وتفاخر أدرعي على صفحته على الفيسبوك بالقول: «لأول مرة، ضابط في جيش الدفاع، يشارك في برنامج الاتجاه المعاكس على شاشة الجزيرة»، وأدانت حركة الجهاد الإسلامي، كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، وإصرار «الجزيرة» على التطبيع واستضافة أدرعي في برامجها، داعية للوقوف بشدة أمام كل المحاولات والضغوطات التي تهدف لتمرير التطبيع. واعتبرت أن استضافة ضباط جيش الاحتلال في أي منبر إعلامي، هو إسهام في خطط العدو الهادفة لترميم صورة الردع الصهيوني، التي ضربت على يد المقاومة.

وأكدت النائب عن حركة فتح في المجلس التشريعي، نعيمة الشيخ علي، أنها ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها "الجزيرة" شخصيات إسرائيلية، وهي أحداث ليست بغريبة، لأن هذه القناة تستفز مشاعر الفلسطينيين منذ زمن بعيد، وبالذات، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة والضفة الغربية.

وقالت لـ "البيان": «تصرفات الجزيرة تحدٍ سافر لمشاعر العرب والمسلمين، في الوقت الذي تضرب فيه إسرائيل العرب والفلسطينيين على كل الجبهات في غزة والضفة الغربية والجولان ولبنان، ضمن خطتها الشرسة».

وقال القيادي في حزب الشعب، وليد العوض، إن الجزيرة تواصل دورها التطبيعي مع الاحتلال الإسرائيلي بأشكال مختلفة، وتكرر استضافتها لشخصيات سياسية وأمنية إسرائيلية، وتوفر منبراً يستخدم كل وقاحة الاحتلال الإسرائيلي للانقضاض على المشروع الوطني والشعب الفلسطيني.

ترويج للاحتلال

وأضاف لـ "البيان": «الجزيرة يوماً بعد يوم، تؤكد على أنها مؤسسة إعلامية تقوم بدور ترويجي للاحتلال وسياساته، وهذا أمر يحدث إرباك على الساحة السياسية الفلسطينية والعربية، ويضرب مصداقية الإعلام العربي، الذي حاولت الجزيرة تصدره في السنوات الماضية، واليوم، باتت منبوذة، بعدما لبست ثوبها الحقيقي، واعتبارها منبراً للاحتلال وقادته، الذين يكيلون التهم للفلسطينيين، ويقدمون صورة مغايرة لحقيقة الاحتلال، ويمارس عملية القتل اليومي».

المحلل السياسي أكرم عطا الله، قال لـ "البيان" إن المقاطعة هي مطلب فلسطيني، ولكن أيضاً لا يجب السماح بتسريب الرواية الإسرائيلية، وتمرير خطابها للشعوب العربية، واصفاً تصرف الجزيرة بـ «غير المقبول».

واختتم بالقول: «الموضوعية في الإعلام مطلوبة، وتتناغم في العمل المهني، ولكن لا تتناغم بين المجرم مع الضحية، وذلك يصبح خارج مفاهيم الموضوعية والعدالة والعدل، واستقبال الإسرائيليين خط أحمر، ولا يجوز تمرير المجرم لروايته».