صاحب وناشر ورئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية طلال سلمان

قرَّر صاحب وناشر ورئيس تحرير صحيفة "السفير" اللبنانية طلال سلمان، اقفال الصحيفة ووقفها عن الصدور اعتباراً من يوم 31 مارس/آذار الحالي ورقياً وإلكترونياً، بعد 42 عاماً تماماً على صدور عددها الأول في 26 آذار 1974.
وسوف ينشر طلال سلمان في عدد الصحيفة الأخير يوم الأربعاء المقبل، مذكرة يوضح فيها سبب الإقفال، ويؤكد فيها الالتزام بما ينص عليه القانون بالنسبة للصحفيين والعاملين والموظفين في الصحيفة، من دون افتئات على حق أحد.

وكانت الهيئة العامة في السفير اجتمعت، أمس الاربعاء، وأبلغها طلال سلمان بالقرار، وطُلب الى عدد من المحررين المسؤولين كتابة مقال وداعي في عدد الصحيفة الأخير والذي انه سيصدر في الـ31 من الشهر الجاري، وتم الاتفاق على أن تعقد الهيئة النقابية في الصحيفة اجتماعاً، اليوم الخميس، للتداول في قرار الإقفال.

ولمس وزير الاعلام رمزي جريج الذي التقى سلمان، تشاؤماً كبيراً لدى مالك "السفير" الذي بدا انه اتخذ قراراً تصعب العودة عنه لعدم اقتناعه بوجود حل للأزمة المستفحلة، "هو يفضل الخروج بكرامة ".

وأبدى وزير الاعلام أسفاً شديداً لأزمة الاعلام اللبناني ولتوقف "السفير" المزمع، مستنتجاً اصراراً منه على الاقفال. وعما يمكن ان تفعله الدولة الآن لمنع توقف "السفير" عن الصدور؟ أجاب جريج، "لا نملك عصا سحرية، كما ان السيد سلمان لم يترك لنا هامشاً زمنياً مريحاً لنتحرك بهدف انتاج حلول تحتاج عقلاً باردا".
وعلق زميل يعمل في المؤسسة منذ 20 سنة متسائلاً :"ماذا أكتب وكيف أختزل رحلة مهنية عُمدت بحبر السفير ورسالتها، لا أعتقد أني في وضع نفسي يتيح ليَ التفكير بما سأنصّه، المستقبل شاغلي الأكبر الآن".

وأضاف: "سبق ان مررنا بأزمات مالية وتمكنّا من تخطيها من خلال خطط جديدة سنوية، لكن هذه المرة بدت الأمور نهائية ومفاجئة، وحتى الأيام الأخيرة كنا في جو بقاء الموقع الالكتروني، لكن معطياتنا اختلفت ليل أمس اذ يبدو الاتجاه الى ايقافه أيضاً، اعتقدنا ان بعض المبادرات قادر على حل الازمة المادية لكننا نشعر ان تراكمها وهواجسها المستقبلية خلّفا أسباباً انضمت الى دوافع اتخاذ قرار التوقف عن الصدور".

ويُنقل عن ادارة "السفير" تأكيدها على ان "حقوق العاملين مصونة"، ويخبر زملاء ألا حديث معهم مباشرة في الموضوع حتى الساعة، وغالب الظن ان امر التعويضات سيكون مرتبطاً بتعليل سبب الاقفال إن أعلن، لذا الانتظار سيّد الموقف، وفي الأثناء تداعى الموظفون الى اجتماع متصل.

وكان الزميل سلمان كتب مقالة بعنوان "عن صحافة لبنان وأزمتها الوجودية..." فقال: " لن تستسلم الصحافة ولن تختفيَ طالما بقيَ في لبنان "رأي عام" يعلي صوته مناصراً القضايا المحقة، فاضحاً الفاسدين ومستغلي الوظيفة العامة ونهابي المال العام وسيكون لنا كلام آخر قريباً... فإلى اللقاء".