غزة – محمد حبيب
تستمر قوّات الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاتها المستمرة لحقوق الصحافيين الفلسطينيين وملاحقتهم في الأراضي المحتلة خلال تغطيتهم للنشاطات السياسية وقمع النشاطات الفلسطينية الاحتجاجية، إذ بلغ حتى منتصف العام الحاليّ عدد الانتهاكات 99 انتهاكًا بين الاعتداء بالضرب والاحتجاز والحصار. وأوضح تقرير دوري، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تواصل ملاحقتها واستهدافها للصحافيين عبر إطلاق الرصاص الحي والمعدني، وإطلاق القنابل المسيلة للدموع والاعتداء عليهم بالضرب والاعتقال المباشر، أو بتقديمهم للمحاكمات ضمن سياستها الممنهجة والمخططة والهادفة لمصادرة الحقيقة وتكميم الأفواه، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وجاء في التقرير أن النصف الأول من العام الحالي شهد تصعيدًا إسرائيليًا ضد الإعلاميين وحرية التعبير عمومًا، ممّا يعد خرقًا واضحًا لنصوص القانون الدولي والإنساني الذي من المفترض أن يحمي الصحافيين الفلسطينيين.
وبدأت إسرائيل تتعامل مع الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين يكتبون عن نشاطات مقاطعة إسرائيل كمخالفين "أمنيًا".
وأكد التقرير أن هذا التصعيد يحتاج إلى وقفة جادة من قبل المؤسسات الحقوقية والاتحادات والنقابات الصحفية العربية والدولية لوقف هذه الجرائم، من خلال تنظيم حملات دولية لمساندة الصحفيين الفلسطينيين في مواجهة هذه الجرائم والانتهاكات اليومية بحقهم.
وأوضح التقرير أن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافيين بلغت 99 انتهاكًا في الفترة ما بين 1/1/2015 وحتى 30/6/2015، إذ سجّل شهر كانون الثاني/يناير 15 انتهاكًا، وسجل شهر شباط/فبراير 18 انتهاكًا، أما شهر آذار/مارس سجل 27 انتهاكًا، في حين سجل شهر نيسان/أبريل 11 انتهاكًا، وشهر أيار/مايو سجّل 18 انتهاكًا بحق الصحافيين.
وأشار التقرير إلى أن عدد المصابين من الصحافيين جراء إطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيلة للدموع والاعتداء بالضرب المبرح، بالإضافة إلى اعتداءات أخرى بلغت 65 مصابًا، فيما بلغ عدد حالات الاعتقال والاحتجاز وسحب البطاقات وإطلاق النار التي لم ينتج عنها إصابات 34 حالة.
وبيّن أن شهر حزيران/يونيو المنصرم سجّل 10 انتهاكات بحق الصحفيين، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ الصحافي أحمد البيتاوي، المحرّر في وكالة 'قدس برس' إنترناشيونال للأنباء في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد مداهمة منزله وتفتيشه، كما قاموا بمصادرة جهاز الحاسوب الخاص به.
واعتدت قوّات الاحتلال الإسرائيلية بالضرب على الصحافيين محمد العدم، وشادي زماعرة من طاقم "القدس دوت كوم"، ومنعتهم من إعداد تقرير تلفزيوني حول بيت البركة الذي يحاول المستوطنون الاستيلاء عليه، بالقرب من مخيم العروب شمال الخليل.
ومنعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 4-6-2015 الصحافي نضال أشتيه من دخول القدس المحتلة، ليتلقى العلاج اللازم في عينه اليسرى، حيث يعاني من ضعف في الرؤية وآلام حادة نتيجة النزيف الدائم في العين، بعد إصابته برصاص الاحتلال خلال مواجهات شهدها حاجز حوارة قرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة قبل نحو أسبوعين.
وأصيب مصور تلفزيون فلسطين، شامخ الجاغوب بحجر في رأسه، بعد قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع الصحافيين من التواجد في مكان آمن لتغطية مواجهات عنيفة شهدتها بلدة سلواد شرق رام الله.
واحتجزت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، بتاريخ 19-6-2015 مصوّر وكالة "أسوشيتد برس"، عماد سعيد، لمدة ساعات، ومنعته من تصوير وتغطية إطلاق النار على مستوطنين قرب قرية دير بزيع بالقرب من رام الله.
ومنع الاحتلال الإسرائيلي في تاريخ 21-6-2015 نائب نقيب الصحافيين الدكتور تحسين الأسطل، من التوجه إلى رام الله برئاسة وفد من نقابة الصحافيين الفلسطينيين في غزة.
وجدّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 24-6-2015 الاعتقال الإداري للصحافي عبد الرازق ياسين فرّاج، لمدة أربعة شهور أخرى، للمرة الخامسة على التوالي، والصحفي فرّاج وهو من مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله، اعتقل لدى الاحتلال لأكثر من عشر سنوات على فترات متفرقة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 25-6-2015 الصحفية الفلسطينية فاطمة أبو سبيتان مراسلة وكالة "قدس برس إنترناشيونال" للأنباء، أثناء خروجها من إحدى بوابات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، عقب تغطيتها لأحداث المواجهات التي اندلعت في المسجد.
وأصدر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بتاريخ 17-6-2015 تعليماته إلى وزارة الإتصالات الإسرائيلية لأداء كل ما في وسعها لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإغلاق قناة "فلسطين 48" الفضائية، قبل ساعات من بدء بثها الذي كان قد تقرر في أول شهر رمضان.
يذكر أن القناة لا تزال تبث من الناصرة، وهي تابعة لتلفزيون "فلسطين" الرسمي، ومموّلة من قبل السلطة الفلسطينية.