‏"حزب الله" اللبنانيّ

ضحى جهاز "الموساد" الإسرائيلي بـ5 إسرائيليين، قتلوا في عملية نفذها "حزب الله"، ‏حتى يسمح لجاسوسه بالتغلغل في صفوف الحزب.‏

وكشفت مصادر صحافية، أنّ "التحقيقات مع العميل، المتكشف أخيرًا في حزب الله، ‏محمد شوربة، أفضت إلى أنه أخبر إسرائيل قبل تنفيذ عملية (بورغاس) في بلغاريا، ‏والتي أدت إلى مقتل 5 إسرائيليين، لكن المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي قرر عدم ‏كشف العملية، خشية انكشاف أمر الجاسوس شوربة".‏

وبيّنت التحقيقات مع الضابط العميل جوانبًا من هذه العملية في غاية الأهمية والحساسية ‏في ضوء المعلومات عن أنَّ الضابط الإسرائيلي المشغّل لمحمد أمهله للتشاور مع ‏رؤسائه، لأنه ليستطيع تحمل مسؤولية قرار السماح لعملية "بورغاس" بأن تتم مع ‏الإدراك بأنها ستتسبب بمقتل إسرائيليين. ‏

وجاء قرار القادة رفيعي المستوى في تل أبيب بالقبول، ليتنفس الضابط في "حزب الله" ‏الصعداء، ويعود لعمله مسجّلاً نجاحًاً في تنفيذ العملية التي كان مسؤولاً عن إنجازها‎.‎

وأضافت المصادر أنّه "بهذا الأمر قدّمت إسرائيل الطُعم اللازم للعميل الذي خدم ‏الموساد، وقدّم له معلومات لم يكن يحلم بها منذ العام 2007، وحتى توقيفه قبل سبعة ‏أسابيع، وهو أقرّ في التحقيقات معه بأنه قبض على مدى هذه الأعوام مبلغ 800 ألف ‏دولار أميركي، استخدم الجزء الأكبر منه في شراء الشقق والأراضي في جنوب لبنان ‏حيث مسقط رأسه في بلدة قريبة من 
مدينة صور".‏

وتعود "تضحية" إسرائيل بخمسة من مواطنيها إلى حرصها على مساعدة هذا الضابط ‏وحمايته، بعدما كشف لـ"الموساد" عن عمليات عدة، في أميركا الجنوبية وأذربيجان ‏والهند وتركيا وتايلند وقبرص، وهو ما أدى إلى إلقاء القبض على ضباط من "حزب ‏الله"، من بينهم حسين عتريس العام 2012 وحسام يعقوب، أما آخرهم فكان محمد همدر ‏في البيرو، الذي ألقي القبض عليه، دون أن يكون في حوزته أي دليل، وأُبقي على ذمة ‏التحقيق 180 يومًا، في سابقة غير معهودة، وفقط بناءً على إخبارية "الموساد".‏

وأشارت إلى أنَّ "محمد شوربة ساهم في كشْف متعاونين مع حزب الله داخل إسرائيل ‏وإلقاء القبض عليهم، وهم كانوا يعملون على مراقبة رئيس الأركان غابي اشكينازي، ‏إضافة إلى أنه تسبّب بإحباط عملية مُحْكَمة ومدروسة كانت تستهدف وزير جيش ‏الاحتلال حينها ايهود باراك خارج إسرائيل".‏

وكشفت المعلومات أنَّ "محمد ش, ساهم في إلقاء إسرائيل القبض على 17 متعاونًا مع ‏الحزب، كانوا يعملون داخل إسرائيل على أهداف متنوعة وآخرهم زاهر عمر يوسف، ‏الذي التقاه محمد. ش في مكة المكرمة، أثناء مراسم الحج، وهو المكان المفضّل للحزب ‏للقاء عناصره داخل إسرائيل لإمدادهم بالمعلومات والمهمات والمال".‏

وأوقع شوربة أيضًا بعدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني مثل حسن فراجي وبهرم ‏فايزي، وهذا الأخير حُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا في أذربيجان، لاتهامه بالتخطيط ‏والاشتراك في عملية إرهابية ضد السفارة الإسرائيلية لدى باكو‏‎.‎

وعكس سماح إسرائيل بقتْل مواطنيها في المدينة البلغارية أهمية الضابط محمد، وهي لم ‏تتردد في الحفاظ عليه بسبب المعلومات الثمينة التي قدّمها للموساد، أثناء عمله في وحدة ‏الـ 910 المسؤولة عن العمليات الخارجية في "حزب الله"، علمًا أنه كان مسؤولاً عن ‏قارة بأكملها، إضافة إلى أنّ موقعه كان يسمح له بلقاء جميع العسكريين والأمنيين في ‏الحزب على مستوياتهم كافة‎.‎

ويُعدّ هذا العميل المرموق أحد أهم الجواسيس الذين كُشف عنهم داخل بنية الحزب بعد ‏محمد الحاج، المعروف بـ"أبو تراب"، الذي عمل لحساب جهاز الـ"‏CIA‏"، وقدّم له ‏كشفًا تفصيليًا عن الهيكلية التنظيمية للحزب، 
ومسؤوليات أعضائه ومهماتهم، الأمر الذي ‏سمح بـاستنتاج أسرار كبيرة، في شأن تركيبة الحزب الداخلية، وكيفية عمله في الخارج‏‎.‎

ونتيجةً لذلك، فإن "حزب الله" بدأ بإعادة النظر وتغيير المسؤوليات وخلْط الوظائف ‏وتشديد الرقابة في داخله وعلى مستوى أعضائه، في إطار ورشة على مستوى واسع، ‏مع إعادة النظر بأدقّ تفاصيل كل مسؤول وما يملكه ومن أين يملك ما يملك وحركة كل ‏فرد الخاصة والعامة، علمًا أنَّ توقيف الضابط محمد. ش لا يعني أبدًا أنَّ الحزب كسواه ‏من منظمات أو جيوش بعيد عن 
الاختراق‎.‎