الرئيس الأميركي باراك أوباما في لقاء سابق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

يستقبل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض لبحث ثلاث قضايا، يأتي الملف الفلسطيني في ذيلها من قبل رئيس حكومة إسرائيل الذي لا هم له إلا الملف الايراني النووي وأن تكون تل أبيب جزء من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

ويحتل النووي الإيراني والتحالف ضد "داعش" سلم الاهتمامات في الاجتماع الذي يعقد عند الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء وفقًا للتوقيت المحلي في واشنطن.

وشهدت الساحة الإعلامية الإسرائيلية اهتمامًا باجتماع أوباما مع نتنياهو في ظل القرار الفلسطيني بالتوجه لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يحدد موعد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وتناولت المواقع الإسرائيلية هذا الاجتماع بعناوين مختلفة ما بين المتوتر وما بين اللقاء الذي سيعتبر الأفضل بينهما، ونقلت هذه المواقع عن مصادر مقربة من نتنياهو ومن مكتبه أن رئيس وزراء إسرائيل سوف يضع النووي الإيراني على رأس جدول الأعمال، خاصةً أنه يعتبر النووي الإيراني يشكل خطرًا كبيرًا على السلم العالمي وأشد خطرًا من "داعش"، والتي يعتبرها تشكل خطرًا في المدى المنظور في المنطقة، مع تأكيده على دعم هذا التحالف ضد "داعش".

وسيكون على جدول أعمال الاجتماع الذي سيستمر ما يقارب الساعة، ثلاث قضايا رئيسية بالنسبة لنتنياهو، تتمثل الأولى بعدم منح إيران حرية أكثر وتقديم تنازلات لها كي تشارك في التحالف الدولي ضد "داعش" ، ومنع امتلاك إيران السلاح النووي بأي طريقة، وهذا الموضوع يحمل خلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة خاصة في موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يساوي بين "داعش" وإيران وحركة "حماس".

والقضية الثانية: طلب مباشر من نتنياهو بأن تستخدم الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن حال توجهت القيادة الفلسطينية لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقد يجد نتنياهو موافقة من قبل الرئيس الأمريكي على هذا التوجه خاصة أن الادارة الأمريكية انتقدت خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

القضية الثالثة: سد النقص في الترسانة العسكرية الإسرائيلية نتيجة للعدوان على قطاع غزة وما فقدته إسرائيل من أسلحة خلال الحرب، ويتوقع المقربون من نتنياهو أن يجد هذا الطلب موافقة من قبل الرئيس الأمريكي.

في المقابل فإن الموقف الأمريكي يختلف من ناحية الأولويات، حيث يرى الرئيس الأمريكي بالخطر الذي تمثله "داعش" هو الذي يهدد السلم في العالم والمنطقة، وسيطلب من نتنياهو الانضمام لهذا التحالف من خلال تقديم الدعم المعلوماتي والاستخباري، وفي النووي الايراني لا يوجد توافق مع نتنياهو وستستمر الولايات المتحدة في سياستها في هذا الجانب لتحقيق هدفها بعدم امتلاك إيران السلاح النووي.

وعلى الصعيد الفلسطيني؛ فإن الرئيس الأمريكي سيبحث مع نتنياهو عملية السلام وموقف اسرائيل المقبل وفقًا لما رشح من البيت الأبيض ، خاصة بأنه سيطلب توضيحات حول الضحايا المدنيين في عدوان غزة، والموقف المستقبلي لحكومة نتنياهو اتجاه عملية السلام في ظل الموقف الأمريكي الثابت برفض الخطوات أحادية الجانب.

وقد خلصت بعض التحليلات في المواقع الإسرائيلية بأن هذا الاجتماع يأتي في ظرف يخدم الرئيس الأمريكي وكذلك نتنياهو من ناحية عدم فرض شروط محددة ، فطبيعة المتغيرات في المنطقة ووجود "داعش" والتحالف الدولي ضدها ، وقرب انتخابات مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة وعدم رغبة أوباما فتح معركة مع نتنياهو في هذه المرحلة ، كذلك فإن اسرائيل ونتنياهو بحاجة ماسة للولايات المتحدة على أكثر من صعيد في هذه الفترة.