واشنطن ـ رولا عيسى
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أنها أفرجت عن ستة من المعتقلين في سجن غوانتانامو المخصص للمشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان"، ورحلتهم إلى أوروغواي، الأحد، التي عرضت استقبالهم، في تطور هو الأحدث على صعيد الملف الذي كان البيت الأبيض قد تعهد بإغلاقه. وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الأميركية، فقد شمل القرار أحمد عجام وعلي شعبان وعبدالهادي عمر فراج وجهاد دياب، ويحملون الجنسية السورية، إلى جانب التونسي عادل بن محمد الورغي، والفلسطيني محمد معطان، وهي أكبر مجموعة تغادر المعتقل الذي يتعرض لانتقادات دولية منذ عام 2009.
وكان الرئيس باراك أوباما، الذي تولى منصبه قبل نحو ست سنوات، قد تعهد في حملته الانتخابية بإغلاق "غوانتانامو" بسبب الضرر الذي يُلحقه بصورة الولايات المتحدة في مختلف أنحاء العالم، لكنه لم يتمكن من الوفاء بوعده لعدة أسباب من بينها عراقيل من جانب الكونغرس.
من بين أحد السوريين، رجل قد أضرب عن الطعام لفترة طويلة احتجاجًا على اعتقاله لأجل غير مسمى دون محاكمة، والذي دخل في تحدي ضد الإجراءات العسكرية المحاولة لإجباره على تناول الطعام.
صفقة نقل المحتجزين معروفة منذ الربيع الماضي، ولكن تأخرها جاء من قبل وزير الدفاع المستقيل ، تشاك هاغل، في إشارة إلى الترتيبات والوضع المحفوف بالخطر، وربما كان ذلك أحد أسباب التوترات الكبيرة مع البيت الأبيض قبل تقديم استقالته تحت ضغوط، في الشهر الماضي.
ويبدو الجمود البيروقراطي الأميركي واضحا، منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، ونقلت السلطات نحو 13 شخصًا، تحت مراقبة السيد هاغل، وبالمقارنة تم نقل 4 في عهد سلفه، ليون بانيتا، الذي كان وزيرًا للدفاع منذ تموز/ يوليو 2011 وحتى شباط/ فبراير 2013.
وإذا استمر الجيش في نقل المعتقلين الآخرين في مثل هذه الخطوة، سيظل نحو 69 معتقلًا، يواجهون تهمًا أمام لجان عسكرية، أو من غير الممكن الإفراج عنهم نظرا لخطورتهم.
فيما تأمل إدارة أوباما في تقليص عدد السجناء إلى رقمين فقط، وسوف يناقش الكونغرس قانون حظر نقل المعتقلين إلى الولايات المتحدة، ستكون التكلفة أرخص بالنسبة لدافعي الضرائب لإيواء السجناء في الأماكن المحلية، كما أنَّ البيت الأبيض يرى أن إغلاق "غوانتانامو" من شأنه القضاء على رمز الدعاية للمتطرفين في استخدامه ضد البلاد، ولكن المشرعين الجمهوريين يبقون معادين للخطة، فهم يؤكدون أنَّ نقل المعتقلين داخل الولايات المتحدة قد يزيد من خطر الهجمات المتطرفة داخل أميركا.
وأوصي بإطلاق سراح الستة معتقلين منذ فترة طويلة، ولكنهم بقوا في "غوانتانامو" نظرًا للظروف الأمنية المضطربة، وفي وقت سابق من هذا العام، عرض خوسية موخيكا، رئيس أوروغواي، استقبالهم كما هو متفق عليه في آذار/ مارس الماضي، ولكن السيد هاغل انتظر حتى تموز/ يوليو لأخطار "الكونغرس" والموافقة على الصفقة، ولكن عندما أرسلت الإدارة الأميركية طلبا بجلب الرجال، رفض السيد موخيكا، مفضلًا عدم وصولهم وسط الحملة الانتخابية.
وأكد السيد موخيكا في مقابلة تلفزيونية أنَّه من الجبن عدم استقبال المعتقلين في بلاده، كما أنَّ بلاده لم تضع قيودًا على نقل الرجال الستة، فقد وصلوا كلاجئين، وحين وصلوا إلى أوروغواي، نقلوا إلى المستشفى العسكري لإجراء بعض الفحوصات الطبية.