العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

أجمعت وسائل الإعلام الاسرائيلية الثلاثاء على فشل اللقاء الذي عقد ما بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري مساء الاثنين في روما والذي جاء لبحث التحرك الفلسطيني نحو مجلس الأمن لاستصدار قرار يحدد موعدًا لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967 وإمكان أن تستخدم واشنطن حق النقض الفيتو لإفشال ذلك التحرك.

وعقب فشل نتنياهو وكيري في التوافق على موقف سياسي موحد، خاصة باتجاه استخدام واشنطن الفيتو لإفشال مشروع القرار الفلسطيني العربي الذي سيقدم لمجلس الأمن الاربعاء، وجّه رئيس الحكومة الإسرائيلية تهديدات إلى السلطة الفلسطينية بالرد على كل خطوة تقوم بها، كما طلب من الرئيس الفرنسي وقف المبادرة الفرنسية في مجلس الأمن.

وكان أجرى نتنياهو، قبل عدة أيام، اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وطلب منه وقف المبادرة الفرنسية التي يدفع بها وزير الخارجية، لوران فابيوس، بهدف إصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يحدد مدة سنتين للتوصل

وتتضمن المبادرة الفرنسية، التي تعتبرها إسرائيل قريبة من المسعى الفلسطيني في مجلس الأمن، ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، في إطار الحل الدائم، على أساس حدود الرابع من حزيران 1967، مع تبادل مناطق.

وبحسب موقع صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية فإن نتنياهو صرح للصحافيين، بعيد لقائه مع وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، مساء الاثنين في روما، بأنه قال لهولاند إن المبادرة الفرنسية سلبية، وتؤدي إلى نتائج معكوسة لما تبدو عليه.

وادعى نتنياهو أن 'هذا المسعى في مجلس الأمن هو النقيض لاتفاق سلام، بحيث يلغي كل مفاوضات مستقبلية، ويؤدي إلى تدهور الأوضاع'، على حد قوله.

وتابع أيضا: 'هولاند استمع إلي.. ولا أريد أن أتحدث عما قاله، ولكني تحدثت عن هذه الأمور بوضوح شديد'.

وأضاف أن إسرائيل تتوقع أن تتمسك الولايات المتحدة بمواقفها التي تتبناها منذ 47 عامًا، منذ قرار الأمم المتحدة 242، والذي يتضمن أن أي حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجب التوصل إليه عن طريق المفاوضات.

وأكمل  أن إسرائيل لن توافق على أية إملاءات، وأنه لا يرى أي سبب لحصول تغيير في السياسة الأميركية. وبحسبه فإن الولايات المتحدة متنبهة لإمكانية حصول تدهور في أعقاب قرار كهذا في مجلس الأمن، وأن كيري سيحاول منع حصول ذلك.

وتابع نتنياهو، أمام الصحافيين، أن إسرائيل سترد على الخطوات الفلسطينية من جانب واحد، سواء كان الحديث عن قرار في مجلس الأمن أم الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة الأخرى أو المحكمة الدولية في لاهاي. مشيرًا إلى أن إسرائيل تحتفظ لنفسها بحرية العمل وطرق العمل في أوضاع مختلفة، وأنه لا داعي للكشف عن ردود الفعل المحتملة.

وبيّن أنه من المحتمل أن تتوجه السلطة الفلسطينية إلى المحكمة الدولية حتى في حال عدم استخدام الولايات المتحدة لحق النقض في مجلس الأمن، مشيرا إلى أنه لا يعتقد أنها ستسارع إلى ذلك، بادعاء أن 'السلطة الفلسطينية تدرك أن اتخاذ هذه الخطوة سيجلب خطوات مضادة'.

كما أتم أن 'الفلسطينيين لا يستطيعون الاستخفاف باحتمال أن تعمل إسرائيل ضدهم في مجالات مختلفة، بعضها في مجال مباشر وأخرى بعيدة'، منوهاً أنه  لا يقصد 'عمليات عنيفة'.

و ذكرت وسائل إعلام دولية مساء الاثنين، أن اللقاء الذي عقد بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو انتهى في روما دون الإعلان عن نتائجه.

ووفقا للمصادر الإسرائيلية، كان من المفترض إصدار إعلان مشترك للصحافيين في مستهل الاجتماع لكن الطرف الأميركي ألغى ذلك التصريح خشية وقوع مواجهة علنية مع نتنياهو.

ولم ترشح أية تفاصيل أو معلومات تتعلق بنتائج الاجتماع الذي تم بناء على استدعاء كيري العاجل لنتنياهو لبحث سبل التعامل مع الطلب الفلسطيني المزمع تقديمه لمجلس الأمن لإصدار قرار بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967 خلال جدول زمني معلوم لا يتجاوز العامين.