صنعاء - فلسطين اليوم
كشفت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء عن أن عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين، أصدر توجيهاته الأحد الماضي للقيادات العسكرية والميدانية الموالية له بإعلان حالة الطوارئ في معقلهم في محافظة صعدة، وعلى كل جبهات القتال في المحافظات الجنوبية والشرقية والحدود الشمالية.
وأكدت المصادر أن قيادات عسكرية وأمنية في محافظتي صعدة وحجة شرعت بالفعل في تنفيذ توجيهات الحوثي، وأشارت إلى تحركات عسكرية أكدها سكان محليون في مديريات قريبة من حدود السعودية في المحافظتين، لاسيما المناطق الجبلية الوعرة التي تقع على الشريط الحدودي.
في غضون ذلك، ضيقت المقاومة الشعبية المدعومة من التحالف، الذي تقوده السعودية، الخناق على المتمردين الحوثيين وقوات حليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في مدينة تعز الإستراتيجية، ثالث أكبر مدينة في البلاد، وأدت المعارك العنيفة التي تواصلت أمس بين المقاومة الشعبية والمتمردين إلى سقوط أكثر من 80 قتيلاً خلال يومين.
وبينما تستمر عمليات التحضير لعملية تحرير صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية بوتيرة عالية، قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط" أن المئات من أبناء القبائل المحيطة بصنعاء، تطوعوا لتلقي تدريبات في دولة خليجية للانضمام للواء العسكري، الذي يقوده العميد هاشم عبد الله بن حسين الأحمر، وهو اللواء الذي بات على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر شمال شرقي العاصمة صنعاء.
من جهة أخرى، التقى نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح، في مقر إقامته المؤقتة في الرياض، أمس، بعدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه صالح.
وأوضحت مصادر أن قيادات في الحزب تعتزم عقد مؤتمر خلال الفترة المقبلة، لاتخاذ قرارات مصيرية، وإعادة النظر في ترتيب الشأن الداخلي للحزب، بينها الإطاحة بصالح.
وكانت المقاومة الشعبية في محافظة تعز، الواقعة إلى جنوب العاصمة صنعاء، والمسنودة من الجيش الوطني المساند لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي عززت من قدرات المقاومة الشعبية والجيش الوطني الموالي للشرعية في المحافظات المجاورة لها التي تشهد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في إطار طردها من المحافظات والمدن المسيطرة عليها بعدما تم دحرهم من المحافظات الجنوبية ما يفتح لهم الطريق، أيضا، باتجاه العاصمة صنعاء لتحريرها كعدن وتعز.
وبعد تمكن المقاومة الشعبية في تعز من السيطرة الكاملة على المؤسسات الحكومية بما فيها جهاز الأمن السياسي (مبنى المخابرات اليمنية) ومعسكر التشريفات وأحياء سكنية وآخرها السيطرة على موقع العروس الاستراتيجي، أمس، في قمة جبل صبر وأسر العشرات من الحوثيين وأنصار صالح في وقت تخوض فيه المقاومة المواجهات العنيفة في محيط القصر الجمهورية وتحصر ميليشيا الحوثي وصالح المتحصنة في داخله، حيث احتفل أبناء تعز وشباب المقاومة بهذا الانتصار الذي حققوه في الوقت الذي لا تزال فيه ميليشيات الحوثي وصالح تقصف الأحياء السكنية بشكل هستير .
ويقول الناشط السياسي في تعز فؤاد أحمد قائد إن "المقاومة الشعبية والجيش الوطني يحاصران القصر الجمهوري للحسم النهائي ودحر ميليشيا الحوثي وصالح من تعز، وإنه قد تم تطهير جنوب مدينة تعز بالكامل".
وأضاف قائد"استطاعت المقاومة الشعبية مسنودة من الجيش الوطني السيطرة على معسكر العروس الاستراتيجي وتحرير مديرية صبر الموادم بالكامل وأسر أكثر من 35 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بعد معارك عنيفة استمرت لساعات؛ الأمر الذي جعل هذه الأخيرة تستعين بتعزيزات بمدرعات وأطقم عسكرية بعد أسر المقاومة للعشرات منهم"
وأكد "خروج قوات كبيرة من اللواء 22 حرس جمهوري في تعز، التابع لميليشيات الحوثي وصالح، وتعيد انتشارها لتنفذ خطة خطيرة قد ترتكبها بحق أبناء تعز، كما خرجت من مقره 11 دبابة، 4 دبابات اتجهت إلى مطار تعز و4 دبابات اتجهت إلى معسكر الإذاعة بالجندية ودبابتان باتجاه الحوبان وعربة كاتيوشا باتجاه الإذاعة والتي بدأت بقصف المدينة بشكل هستيري، بالإضافة إلى وصول تعزيزات لميليشيا صالح والحوثيين جهة محافظة إب إلى الحوبان، ويقوم معسكر الإذاعة في الحوبان بالقصف بقذائف مدفع الهاوزر والدبابات على الأحياء السكنية في مدينة تعز، ما يشير إلى أن ميليشيات الحوثي وصالح يريدون تدمير مدينة تعز وقتل المدنيين فيها".
وبينما احتفى أبناء تعز واليمن عامة في شماله وجنوبه بالانتصارات التي يحققها أبطال المقاومة الشعبية والجيش المؤيد للشرعية نحو تحرير محافظة تعز بكامل أراضيها؛ الأمر الذي سيكون له الأثر والدور الكبير في تمكين أبناء ما تبقى من محافظات الشمال والغرب والشرق من تحرير محافظاتهم من الميليشيات المتمردة، أكد المجلس التنسيقي للمقاومة في محافظة تعز أن "عملية التحرير واستعادة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والسيادية كمطار تعز وميناء المخاء التي ما زالت توجد فيها الميليشيا، مستمرة وفق خطة مدروسة، ولن تتوقف حتى تطهير كامل تراب تعز وأراضيها وحماية مواطنيها".
وجدد المجلس في بيان إدانته، الشديدة لأي تصرفات فردية وأعمال إجرامية تتعلق بإعدام الأسرى أو نهب المؤسسات العامة أو ممتلكات المواطنين من قبل مجموعات مندسة أو الخلايا النائمة التابعة لتحالف صالح الحوثي الانقلابي، وبأنه سيعمل المجلس بالتعاون مع المجلس العسكري وإدارة الأمن الشرعية على ملاحقة هذه الأعمال والجرائم التي تتعارض مع قيم وأخلاق مقاومين يضحون بأرواحهم لأجل دحر الغزاة المعتدين على تعز ومواطنيها"، موجها الشكر إلى قيادة التحالف العربي والسعودية الذي قال في رسالة ثنائه لهم "بهذه المناسبة يوجه المجلس الشكر والتقدير إلى قيادة التحالف العربي وخصوصًا الأشقاء في المملكة السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية الذين قدموا وما زالوا الدعم لليمن وسلطتها الشرعية وشعبها الحر سياسيا وعسكريا وإغاثيا واقتصاديا لمنع اختطاف اليمن من قبل قوى أجنبية تتربص بالعرب وبأمنهم القومي".