نيروبي ـ سامي الشريف
ارتفعت وتيرة الأعمال المتطرفة في كينيا، وكان آخرها هجوم استهدف إحدى الجامعات، الخميس الماضي، مما أدى إلى مقتل نحو 147 شخصًا، وذلك على غرار عمليات الإعدام الجماعي؛ إذ اصطف الضحايا في انتظار دورهم لإطلاق النار عليهم.
وحسبما صرَّح مصدر مسؤول في الحكومة الكينية، فإن بعض الطلاب قتلوا، وقد تحدثوا إلى آبائهم عبر الهاتف، بعد أن أمرهم المسلحين بإيصال رسالة وهي أن هدفهم "إجبار القوات الكينية على مغادرة الصومال".
وارتدى المسلحون سترات واقية من الرصاص وزعموا أنهم ينتمون إلى حركة الشباب الصومالية المتطرفة، واقتحموا جامعة غاريسا شمال شرق كينيا، وحسبما قيل، فإن الطلاب كانوا على استعداد لأجازة عيد الفصح، وقد حذروا من المزيد من الهجمات في المستقبل، وهو ما كشف عنه الناجين من الحادث.
وأشار المصدر الذي رفض ذكر اسمه: هذا هو مستوى الفساد الذي نتعامل معه، بل هو شيء أبعد من فهم أي شخص عادي مثلي أنا وأنت، هؤلاء ليسوا أناسًا يمكن الحديث معهم، فقط القوة هي التي ستوقفهم.
وتصف مورين مانيجو، مسيحية، 21 عامًا من غرب كينيا، كانت معلمة تحت التدريب، كيف اختبأت داخل الخزانة بعدما رأت أصدقائها قتلوا أمامها، وقالت: كنت أسمع المهاجمين يقولون لأصدقائي لا تقلقوا سوف نقتلكم، ولكننا سنموت أيضًا، قالوا نحن لسنا أشرارًا، فقط نريد أن نجعل عيد الفصح بشكل أفضل".
وذكر روبن نياورا، عامل إغاثة داخل الجامعة، تدخل بعد الاشتباك بين المتطرفين والقوات الخاصة الكينية، أن جثث النساء كانت من بين الجثث المغطاة بالدماء ولكنها سليمة غير مجرحة، ويضيف: لقد رأينا في السابق أشياءً كثيرة، ولكن ليس من هذا القبيل، فالجثث في كل مكان، رأينا أناس قد نسفت رؤوسها بأعيرة نارية، لقد كانت فوضى مروعة.
وحتى الآن تم التأكيد على مقتل 147 شخصًا، في أسوأ هجوم متطرف في كينيا منذ أكثر من عقدين، ولكن المسؤولون اعترفوا بأن عدد القتلى من الممكن أن يرتفع إلى أعلى منذ ذلك.
وأكد وزير الداخلية الكيني أن المسلحين يمتلكون متفجرات مثل القنابل، ولفت مصدر حكومي إلى أنهم ارتدوا سترات واقية من الرصاص لتحصين أنفسهم من طلقات قوات الأمن.
واستهدف المسلحون المسيحيين، وذلك وفقًا للمبادئ التوجيهية لتنظيم القاعدة، إذ أكد أحد شهود العيان أن الطلاب كانوا يؤدون صلاة عيد الفصح في وقت مبكر من يوم الحادث.