حكومة الاحتلال الإسرائيلي

توالت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة، الخميس، على القيادة الفلسطينية لتقديمها مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو إلى "حل عادل ودائم وشامل" على أساس حدود عام 1967 لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في غضون عام من تبنيه، وانسحاب قوات الاحتلال قبل نهاية 2017.

وتعقيبًا على القرار الذي قدمه الأردن مساء الأربعاء كممثل للمجموعة العربية في مجلس الأمن، صرّحت عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الليكود" ميري ريغف، بأنَّ "الرئيس أبو مازن يواصل تحريض العالم ضد إسرائيل؛ لأنه يريد إزالتنا ورؤية إسرائيل هناك في الغرب".

وأضافت ريغف على صفحتها في "فيسبوك" "إنَّ أبو مازن ليس شريكًا وينفذ خطوات أحادية يجب أن نعاقبه على كل واحدة منها ليعرف أنه سيحاسب على كل عمل".

وتابعت "وبما أنه اختار الأمم المتحدة شريكًا، سنواصل معاقبته حتى لو وصل الأمر إلى تفكيك السلطة، ولتأتي الأمم المتحدة لحماية أبو مازن في وجه حماس والجهاد الإسلامي"، مضيفة "ما هكذا يصنعون السلام". 

ومن جهته، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، أنَّه "من الأفضل للمنظمة الدولية مواجهة التطرف بدلًا من التعاطي مع الحيل الفلسطينية"، واصفًا الخطوة الفلسطينية بـ"الخطوة العدائية الجديدة ضد إسرائيل".

وأشار ليبرمان إلى أنَّ "أبو مازن يقود خطوات لا فائدة منها للفلسطينيين بل على العكس من ذلك، وإنَّ الهدف منها هو صدم إسرائيل فقط"، مضيفًا "كان من الأولى على المنظمة الدولية الاهتمام بالأعمال المتطرفة التي وقعت أخيرًا في استراليا وباكستان، أو حول ما يدور في سورية وليبيا وألا تضيّع الوقت مع الحيل الفلسطينية".

وبالتزامن مع تقديم مشروع القرار الفلسطيني لمجلس الأمن لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال لأراضي دولة فلسطين على أساس حدود عام 1967، كشفت مصادر عبرية، أنَّ وزير الدفاع موشي يعلون، أصدر تعليمات خلال الأسبوعين الأخيرين بتنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة في الضفة الغربية تشمل شق شوارع وإقامة مبان عامة في عدد من المستوطنات، ويأتي ذلك بعد يوم واحد من قرار يعلون إخلاء مناطق عسكرية لأغراض استيطانية.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال، صباح الخميس، بأنَّ يعلون وبإيعاز من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أصدر تعليمات في الأسبوعين الأخيرين بدفع مخططات لشق شوارع استيطانية منها التفافي حوارة والتفافي العروب وبناء مبان عامة في عدد من مستوطنات الضفة الغربية، وأشارت إلى أن هذه التعليمات جاءت بعد اجتماع عقد قبل أيام بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقادة المستوطنات الذين طالبوا بوقف "تجميد الاستيطان" والدفع بمخططات.

ولفت التقرير إلى أنَّ هذه التعليمات جاءت بعد ضغوط من قيادة الحركة الاستيطانية، مشيرًا إلى أنَّ هذه القرارات غير منفصلة عن الانتخابات الداخلية لليكود حيث يتمتع قادة المستوطنين بتأثير واسع على الأعضاء الذين سيقررون بعد أيام قائمة الليكود الانتخابية.

وبيّن التقرير أنَّ "الإعلان عن البناء الاستيطاني عادة ما يثير إدانات دولية، لكن يبدو أن نتنياهو ويعلون لا يحفلان بالانتقادات الدولية في هذه الفترة الحساسة".

وكشف النقاب أمس الأربعاء، أنَّ يعلون أمر بنقل قاعدتين عسكريتين في الضفة الغربية إلى موقعين آخرين لاستخدام الأراضي المقامة عليها لتوسيع المستوطنات، وهي سياسة باتت سلطات الاحتلال تستخدمها على نحو واسع، وذكرت تقارير إسرائيلية أن تعليمات يعلون صدرت في الأيام الأخيرة الماضية، وتقضي بنقل معسكر لحرس الحدود بالقرب من مستوطنة 'كريات أربع' في الخليل، ونقل معسكر قرب مستوطنة 'عيلي زهاف'، بهدف تنفيذ أعمال بناء وحدات سكنية جديدة مكان المعسكرين وتوسيع المستوطنتين.

وكشف النقاب أيضًا في تسجيل مسرب أنَّ يعلون قد قال خلال مع طلاب مدرسة دينية الأسبوع الماضي، "إنني أرغب كثيرًا في المصادقة على مخططات والبناء أكثر في المستوطنات، لكن هذا الأمر يثير ردود فعل أولها من الأميركيين، وبعد ذلك تأتي التهديدات من جهات أخرى؛ لذلك نحن حذرين جدًا بعدم شد الحبل أكثر مما ينبغي"، مضيفًا "آمل أن هذا الوضع مؤقت، بسبب وجود الإدارة الأميركية الحالية، لكنها ليست دائمة".