غزة – محمد حبيب
اقتحم عدد من المستوطنين، صباح الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى المبارك، في ذكرى ما يسمى "استقلال إسرائيل – احتلال مدينة القدس" حسب التقويم العبري.
وأفاد شهود عيان بأن حوالي 20 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، وقاموا بجولتهم في الساحات، في حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، وسط تكبيرات المصلين والمتواجدين في ساحات الأقصى.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب عمر عودة من داخل ساحات الأقصى، واقتادته إلى مخفر شرطة "باب السلسلة".
وكانت جماعات "الهيكل المزعوم" قد دعت خلال الأيام الماضية إلى تنظيم اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى، في ذكرى ما يسمى "إعلان استقلال إسرائيل"، ورفع الأعلام الإسرائيلية في ساحاته، ونشرت الدعوات بعنوان "جبل البيت بأيدينا"، وحسب الإعلانات، تنوي هذه الجماعات عرض بعض قصص جنود الاحتلال على المقتحمين.
واعتقلت قوات الاحتلال، صباح الأربعاء، مرابطًا أثناء خروجه من باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وذكر شهود عيان، أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب عمر عودة من منطقة قلنسوة في الداخل المحتل، واقتادته إلى مركز شرطة بيت الياهو في منطقة باب السلسلة في بلدة القدس القديمة.
وأكدّ المتحدث الرسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في القدس رأفت عليان، أن أي دعوات إسرائيلية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى الشريف لن تقابل إلا بمزيد من المواجهة المباشرة مع من يتخذون الأقصى ملاذًا لتحقيق أوهامهم في إشادة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
ووجه عليان ندائه، إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني ممن يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى بضرورة شد الرحال إليه لحمايته من عصابات الاحتلال ومجرميه، معتبرًا أن وجودهم داخل الأقصى يشكّل صمام أمان، مذكرًا العالم أجمع أن أبناء شعبنا واجهوا مثل هذه الاقتحامات بصدورهم العارية وأحذيتهم، وأن حكومة الاحتلال ستدفع ثمن مثل هذه الدعوات وتسجل جريمة جديدة من جرائمها بحق مقدساتنا في المحكمة الجنائية الدولية.
وعلى صعيد متصل، أكدّ عليان أن ذكر اسم الشهيد الفتى محمد أبو خضير، والذي سيتم إدراجه ضمن نصبهم التذكاري مع قتلة أبناء شعبنا الفلسطيني، في محاولة للتهرب من جريمتهم النكراء، لا يمكن أن يقبله كافة أحرار العالم، وأن دماء شهدائنا لن تذهب هدرًا وستكون هي طريقنا لتحرير أرضنا الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشريف.
وطالب المتحدث الرسمي باسم حركة "فتح" في القدس رأفت عليان، المجتمع الدولي وكافة المؤسسات الدولية بضرورة تحمل مسؤوليتها إبان الجرائم المتصاعدة بحق شعبنا ومقدساتنا الفلسطينية محذرًا من خطورة ما تقوم به إسرائيل، مستغلة هذا الصمت العالمي.
وأشار إلى أن أبناء شعبنا لن يتوانى دقيقة واحدة في الدفاع عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، والذي قدمنا وما زلنا نقدم من أجله آلاف الشهداء والأسرى.