القدس – محمد حبيب
قرر رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو، الأربعاء المقبل، تقديم حكومته أمام الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين؛ إلا أنّ وسائل الاعلام العبرية رصدت مخاوف في أوساط حزب "الليكود" من عدم تمكن نتنياهو من إنجاز مهمته خلال المهلة المحددة؛ بسبب الخلافات التي تعترض المفاوضات الائتلافية، والتناقض الحاصل في مصالح اعضاء الائتلاف الحكومي الجديد خصوصًا مع أحزاب "شاس" و"البيت اليهودي" و"اسرائيل بيتنا".
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية نقلًا عن مصادر في حزب "اسرائيل بيتنا" أنّ ليبرمان أبرز أنّ "الاتفاق مع حزب "يهدوت هتوراه" يشكل إحباطًا لدخول "اسرائيل بيتنا" إلى الحكومة، فتنازل "الليكود" عن رايات المعسكر القومي وفي مقدمتها قانون القومية، ما يضع أمامنا صعوبات للدخول إلى الحكومة".
واعتبر ليبرمان أنّ الاتفاقات الائتلافية الموقعة مع "كحلون" و"يهدوت هتوراه" تعتبر نسفًا لجميع التي اتخذتها الحكومة السابقة التي كان عضوا فيها، وأضاف الصحيفة أنّ من بين المعيقات التي تحول من دون دخول ليبرمان الائتلاف الجديد؛ تمسكه بالمطالبة بأن يتضمن برنامج الحكومة الجديدة بندي الاعدام للمعتقلين الفلسطينيين وهدف اسقاط حكم "حماس" في غزة.
وتابعت، فضلًا عن رفض نتنياهو تولي عضو حزب "اسرائيل بيتنا" اورلي ليفي رئاسة لجنة الرفاه الاجتماعي، الأمر الذي تعتبره الصحيفة عقوبة لها على رفضها ترك "اسرائيل بيتنا" والانضمام إلى "الليكود".
ومع اقتراب التوقيع على الاتفاق الائتلافي بين "الليكود" و"شاس"، يستمر الخلاف بين حزبي "شاس" و"البيت اليهودي" فيما يتعلق بوزارة "الأديان" حيث يستمر زعيم "شاس" آرييه درعي برفض تولي عضو من "البيت اليهودي" منصب نائب وزير الاديان التي سيتولاها حزب "شاس"، بحسب الاتفاق المتبلور مع "الليكود".
أما فيما يتعلق بالمفاوضات مع "البيت اليهودي"، فما زالت هناك عدد من النقاط الخلافية، فمن جانب يستمر "الليكود" برفض مطالبة بينت بموزانة إضافية تزيد عن المليار شيقل إلى وزارة المعارف المتوقع أن يتولاها هو، فضلًا عن وجود خلافات بين الحزبين حول البناء الاستيطاني في القدس والقوانين التي تحد من صلاحيات المحكمة العليا.
ووسط جميع هذه الخلافات يبرز الخلاف الداخلي في حزب "الليكود" حيث ترتفع الأصوات المنتقدة لنتنياهو داخل الحزب، بأنه لم يبقِ لأعضائه سوى فتات الحقائب الوزارية بعد أن وزّع معظم الحقائب المهمة على أطراف الائتلاف العتيد.
وفي ذات السياق، أفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية في عددها الصادر أخيرًا، أنّه أمام هذه الخلافات ربما يضطر نتنياهو على تشكيل حكومة تحظى بدعم 61 عضو كنيست فقط بعد استبعاد حزب "اسرائيل بيتنا" الأمر الذي يعارضه الشريك في الائتلاف الجديد موشيه كحلون، خوفًا على استقرار الحكومة المقبلة.
من جهة ثانية، بيّن عضو الكنيست وزعيم حزب "يش عتيد" يائير لبيد أنّه سيتوجه إلى المحكمة العليا في حال عدم تعيين وزير للصحة نزولًا عند رغبة حزب "البيت اليهودي" الذي اتفق مع "الليكود" على أن يتولى أحد أعضاء الحزب ليتسمان منصب نائب وزير الصحة شريطة عدم تعيين وزير للصحة.
وفضلًا عن كل ذلك يأتي احتجاج أحزاب المعارضة بسبب عدم ذكر كلمة "سلام" في أي من الاتفاقات الائتلافية التي تمت لغاية الآن، حيث وصف عضو الكنيست من حزب "العمل" نحمان شاي الحكومة المقبلة بأنها "حكومة من من دون رؤيا، وأن نتنياهو سيكتشف قريبًا أنّ المجتمع الدولي يضيق ذرعًا من تجاهل الحكومة الجديدة للعملية السلمية حيث سيملأ العنف الفراغ الناشئ نتيجة ذلك.