غزة – محمد حبيب
كشفت وسائل إعلام عبرية عن تقرير استخباري الخميس، يشير إلى استمرار الأوضاع وتدهورها في الضفة والقدس قد يعجل بإطلاق حركة "الجهاد الإسلامي" الصواريخ من غزة، وأن محاولات حركة "حماس" لبناء قوة عسكرية لها في الضفة رغم فشلها في ذلك بسبب عمليات الشاباك.
وذكر التقرير الذي أعدته المخابرات العسكرية للجيش الإسرائيلي، ونشرته صحيفة "معاريف العبرية" أنه وخلافًا لتصريحات المسؤولين السياسيين في إسرائيل بأن الرئيس محمود عباس يقف خلف موجة المواجهات، فهو لا يرغب في التصعيد وخاصةً العمليات المسلحة، ويشير إلى أن المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس ستبقى في إطار سيطرة أجهزة الأمن الإسرائيلية.
واعتبر التقرير أن الرئيس عباس يُعد عاملًا مهمًا لضبط النفس إلى جانب المسؤولين الأمنيين الفلسطينيين الذين ما زال التنسيق متواصل معهم.
وأبدى النظام الأمني الإسرائيلي، مخاوفه من لجوء الرئيس عباس إلى الأمم المتحدة بمبادرة سياسية لإعلان فلسطين كدولة من جانب واحد دون اتفاق سياسي، ما يعني إضعاف الفلسطينيين وتآكل قوة السلطة لمنع انتفاضة جديدة.
وأشار التقرير إلى نقاشات أجريت أخيرًا بشأن إمكانية استقالة الرئيس محمود عباس من منصبه، لافتًا إلى وضع خطط أمنية كاملة بما في ذلك إجراء مناورات لما يمكن أن تشهده الأراضي الفلسطينية خاصةً في ظل الخلافات التي يمكن أن تحصل بين قيادات فتح وعناصرها.
وبحسب التقرير، فإن الدراسات الاستقصائية التي أجريت في الضفة تشير إلى أن مروان البرغوثي المرشح الأول لخلافة عباس في حين لا يجد محمد دحلان وجبريل الرجوب سوى بعض الدعم الفردي. لافتًا إلى أن الرئيس عباس يعمل على تعيين نائب له غير رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك وفق القانون الفلسطيني.
ويعتقد التقرير أن الأمور حاليًا ستبقى تحت السيطرة طالما أنه لا يشارك المئات أو الآلاف في المسيرات والمواجهات وطالما لم تدخل العمليات المسلحة على خط المواجهة.
وكانت الفصائل الفلسطينية اعتبرت الأحداث المتصاعدة في الضفة الغربية بأنها انتفاضة حقيقية ردًا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، داعية إلى إسنادها بموقف فلسطيني موحد، كما دعت الأمة العربية إلى الانتصار للشبان الذين انتفضوا في المسجد الأقصى ومدن الضفة.
واعتبر الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري ما يجري في ساحات الضفة والقدس نتيجة طبيعية لاستمرار جرائم الاحتلال وتصاعدها بحق الشعب الفلسطيني.
وقال أبو زهري إن هذه الهبة الجماهيرية هي بذور انتفاضة جديدة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا إلى تصعيد الانتفاضة من خلال توحيد الموقف الفلسطيني واستعادة الوحدة خاصة في ظل فشل كل الرهانات على التسوية مع الاحتلال، ودعا جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى الاستمرار في هذه الهبة في ظل الجرائم الإسرائيلية المستمرة.
وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل أن ما يحدث في الضفة الغربية انتفاضة حقيقية تحتاج إلى إسناد ودعم عربي وإسلامي، وأضاف:"
شعبنا شعب فتي لا يمكن أن يسكت عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي لكنه يحتاج إلى إسناد ودعم من الأمة الإسلامية لأنه يمثل رأس الحربة في مواجهة المشروع الاستيطاني" .
وأضاف المدلل أنه من الطبيعي أن يهب أبناء المقاومة للزود عن المسجد الأقصى وليعلم الاحتلال أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي أمام الإجرام الإسرائيلي وتكريس واقع يهودي داخل باحات المسجد الأقصى.
ودعا المدلل الرئيس محمود عباس إلى أن يؤكد مصداقية خطابه في الأمم المتحدة ويوقف المفاوضات والتنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة، كما دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأجهزة الأمنية في الضفة للانتصار لشعبهم والمشاركة في حمايتهم من هجمات الاحتلال والمستوطنين.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور رباح مهنا أن المواجهة الشعبية والمقاومة بكافة الأشكال تشتعل في العديد من مناطق الضفة الغربية مجددًا مطالبته بتشكيل قيادة وطنية موحدة لإدارة وتنظيم المواجهات، وضمان تعاظمها واستمرارها.
واستدرك الدكتور مهنا قائلًا: " لكن استمرار الانقسام يعطّل تشكيل هذه القيادة الوطنية الموحدة، لذلك أدعو طرفي الانقسام إلى طي صفحة الانقسام السوداء والمضي في طريق المصالحة، حتى نتوحد جميعًا في مواجهة الاحتلال، ونستطيع تشكيل القيادة الوطنية الموحدة في كل محافظة من محافظات الضفة، ومناطق القدس".
ودعا الدكتور مهنا أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى المبادرة وتوسيع مشاركتهم في الانتفاضة المشتعلة، والتصدي للاحتلال، مطالبًا أيضًا منتسبي الأجهزة الأمنية في الضفة للانتصار لشعبهم والمشاركة في حمايته من هجمات الاحتلال والمستوطنين.