غزة – محمد حبيب
ذكرت الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار في غزة، الأربعاء، أنها تنظر بقلق إلى إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وقف مساعداتها المالية لمتضرري الحرب الأخيرة على غزة، بعد نفاد الأموال المخصصة لذلك لدى الوكالة، وعدم التزام الدول المانحة بتعهداتها التي قطعتها خلال مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار.
وقالت الهيئة، خلال بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه، أنَّ إعلان "الأونروا" وقف مساعداتها المالية لمتضرري الحرب يعني أنَّ نحو 16 ألف عائلة تسكن في البيوت المستأجرة، ستجد نفسها بعد وقت قصير مهددة بالرحيل والعودة إلي مراكز الإيواء، لاسيما أنَّ 8 آلاف عائلة فقط هي من تلقت "بدل إيجار" عن الشهور الماضية، فيما لم تتلقَّ 8 آلاف عائلة أخرى، أي بدل عن الإيجار منذ انتهاء العدوان وهو ما دفع بعضهم للبقاء في مراكز الإيواء.
وأوضحت أنَّ إعلان "الأونروا" وقف مساعداتها المالية لمتضرري الحرب، يعني أيضًا أنَّ نحو 30 ألف عائلة لم تتلقَّ أيّة تعويضات مالية لإصلاح ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية ستجد نفسها مضطرة لمواجهة وضع إنساني خطير بسبب وقف هذه المساعدات، وهو أمر يهدد بكارثة إنسانية واجتماعية في قطاع يتعرض للحصار الظالم منذ 9 أعوام.
وحمّلت الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار المجتمع الدولي، ولاسيما الدول العربية التي تعهدت بتقديم مساعدات مالية لإعادة الإعمار خلال "مؤتمر القاهرة" المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الإنساني في غزة، وإلحاق الضرر بعشرات آلاف الأسر والعائلات التي دمر الاحتلال الاسرائيلي بيوتهم خلال الحرب، مؤكدة أنَّ الاحتلال الإسرائيلي بصفته السلطة القائمة بالاحتلال يتحمل المسؤولية عن مضاعفة الأزمة الإنسانية في القطاع جراء تواصل الحصار الظالم، ومنع إدخال مواد الإعمار والوقود مما فاقم معاناة مليوني إنسان محاصرين في غزة، وهو الأمر الذي يخالف اتفاقية جنيف الرابعة ويعد عقابًا جماعيًا لسكان قطاع غزة، بما يمثل جريمة حرب.
وطالبت الهيئة الوطنية الأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح وصريح إزاء الحصار الظالم وعدم التزام الدول المانحة بما عليها من التزامات، داعية الأمين العام للأمم المتحدة بالتحرك العاجل تجاه منطقة يتعرض سكانها لكارثة حقيقية.
وذكرت الهيئة أنَّ مهمة "الأونروا" بموجب قرار تشكيلها الصادر عن الأمم المتحدة هي تحقيق أقصى إمكانيات اللاجئين الفلسطينيين، بما يشمل الإغاثة والخدمات الاجتماعية والبني التحتية ومساعدات الطوارئ.
واندهشت الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار لما وصفته بحالة "الصمت والتي تمارسها السلطة الفلسطينية، وعدم قيام السلطة وحكومة الوفاق بمسؤولياتهم الأخلاقية والوطنية لإنهاء معاناة أهالي غزة، ووقف حالة الابتزاز السياسي التي فاقمت المعاناة وزادت من ويلات الضغط النفسي والاجتماعي"، حسب البيان.
ودعت القيادة المصرية بصفتها راعية اتفاق وقف إطلاق النار ومؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار لبذل جهود حقيقية في إنهاء الحصار عن غزة، والضغط على الجانب الإسرائيلي للالتزام بما تم الاتفاق عليه، مطالبة الدول المانحة للإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها وخاصة الدول العربية، والعمل على فتح معبر رفح بشكل دائم لإنهاء معاناة المسافرين.
وأكدت الحملة ضرورة عقد اجتماع طارئ للفصائل الفلسطينية والشخصيات المجتمعية؛ لبحث تداعيات قرار "الأونروا" والخروج بمواقف واضحة إزاء الوضع في قطاع غزة وتجاهل حكومة الوفاق لمسؤولياتها.
وشددت الحملة في نهاية بيانها، على أنَّ الوضع في غزة ينذر "بانفجار" كبير في وجه كل المحاصرين للشعب الفلسطيني، محمّلة الجهات المحاصرة المسئولية الكاملة عن تفاقم معاناة الناس، وعن حالة الغليان التي ترافق أزماتهم الحياتية والتي تهدد بانهيار حالة الهدوء الحالية.