غزة– محمد حبيب
نفت كتلة فتح البرلمانية في غزة وجود أيّة مبادرات حقيقة لتوحيد حركة فتح في قطاع غزة، وأن ما يشاع عبر وسائل الإعلام عن وجود مبادرات لإصلاح الشأن الداخلي كلام "مغلوط ليس له أساس من الصحة"، وإنما "فقاعات هوائية"، بحسب وصف الكتلة.
وأكدت الكتلة، خلال بيان لها وصل "فلسطين اليوم" نسخة منه، من مكتبها في غزة وجوب الحذر من أيّة مسميات تخرج باسم حركة فتح لتمارس أنشطتها وفعاليتها ضمن مصالح وأجندات خارجية, ليس لها من حاضنة الحركة أي عنوان ولا تاريخ.
وأوضح البيان أن أيّة مبادرة تحمل اسم فتح لا بد أن يكون لها من الشرعية والقانون التنظيمي حتى تخرج للنور حسب النظام الداخلي، على حد قولهم.
وطالبت الكتلة، من خلال بيانها، الحفاظ على وحدة الحركة وحمايتها وتحمل المسؤولية التنظيمية تجاه نضالها التاريخي وعدم السماح لأيّة جهة كانت باللعب بمسمياتها وإرثها النضالي والسياسي.
كانت "أبناء حركة فتح في قطاع غزة" أصدرت منتصف الشهر الماضي مبادرة لتوحيد الحركة في ظل "الترهل التنظيمي الذي دام طويلاً بين قيادتها".
وأكدت مصادر مطلعة أن تنظيم "فتح" داخل قطاع غزة يشهد خلافات بين قادة عدة من الموالين للرئيس محمود عباس، دفعت هيئة قيادة التنظيم الرسمية إلى تقديم استقالتها رسميًا إلى الرئيس الذي جمَّدها، في ظل شكوتها من قيام عدد من مسؤولي اللجنة المركزية بتشكيل لجان قيادية موازية، تمهيدًا لخدمتهم في الانتخابات المقبلة لقيادة فتح في المؤتمر السابع.
ووفق تلك المصادر، فإن عددًا كبيرًا من قادة "فتح" في قطاع غزة أعربوا عن انزعاجهم من تدخلات من أعضاء في اللجنة المركزية بعملهم، وهو ما دفعهم أخيرًا في ظل نقص الموازنات الخاصة بالحركة في غزة، وتأخرها طوال الأشهر الخمسة الماضية، وتقليصها للنصف إلى تقديم استقالتهم، لمفوض التنظيم في غزة الدكتور زكريا الأغا، الذي زار رام الله قبل أيام وحضر اجتماع اللجنة المركزية وضع الاستقالة بين يدي الرئيس، الذي من طرفه جمَّدها، بعد أن أعطى المجال للأغا للحديث بشكل موسع أمام أعضاء المركزية عن ما سمي "مضايقات تنظيم غزة".
وصمت الرئيس وتجميده استقالة التنظيم في غزة، وإتاحته الفرصة للدكتور الأغا للحديث والاعتراض على التدخلات، مثلت بحسب ما أكده مسؤول كبير في "فتح" اعتراضًا منه على نهج هؤلاء الأعضاء في المركزية، وأبرزهم الدكتور نبيل شعث، إضافة إلى جمال محيسن، ومحمود العالول، والطيب عبدالرحيم.
وفي اجتماع اللجنة المركزية تحدث الأغا صراحة عن هذه التدخلات في عمل لجنة التنظيم القيادية، التي تحد من عملها، من قِبل أفراد وقيادات من الحركة من خارج المكلفين بالإشراف على الحركة يتبعون أعضاء اللجنة المركزية المذكورين، لاسيما وأن بعضهم يوفر لهم الكثير من الموازنات.
وقد أبلغ الأغا أن أمر الاستقالة سيكون نافذًا تمامًا، وأن على اللجنة المركزية أن تبحث عن قيادة جديدة، إذا ما بقي الحال على هذا النحو، مبلغًا المجتمعين بموقف هيئة التنظيم المنادي بأن يلتزم كل لجنة مركزية بما له من مهام محددة وإنهاء حالة التداخل المتعمدة.
وكشفت المصادر أيضًا عن أن هناك فعليًا من أعضاء المركزية الموالين للرئيس من أقام فعليًا قنوات وهيئات تنظيمية موازية في غزة، على خلاف ما يردد أن من يقيم هذه الهيئات هم أنصار النائب محمد دحلان.
وقد جرى تأكيد ذلك خلال تصريحات علنية لقادة من "فتح" في غزة، وكذلك خلال مراسلات وكتب اعتراض كثيرة وصلت مكتب الرئيس، حذرته من أن ذلك يضعف هيكل التنظيم الذي ينفذ خطة فتح السابقة بالتصدي لأنصار دحلان، التي طالب بها الرئيس شخصيًا في وقت سابق.
وقد شكا قادة "فتح" في غزة من تهميشهم في اتخاذ القرارات، وإعطاء امتيازات أكبر لقادة من خارج الهيكل التنظيمي, أي غير مكلفين بمهام رسمية، سوى أنهم يتبعون أعضاء في المركزية ينشطون في ساحة غزة من أجل بناء علاقات وقواعد تساهم في نجاحهم في الانتخابات المقبلة حال تم عقد المؤتمر السابع.