الجيش اليمني

كثف طيران التحالف العربي، الخميس، غاراته على مواقع مسلحي الجماعة والقوات الموالية لها واستهدف مخازن للأسلحة والذخيرة وقواعد صاروخية في صنعاء ومحيطها، وامتدت الغارات إلى محافظات إب وتعز وصعدة وعمران والجوف، وارتفعت حدة المواجهات في مدينة تعز كما بدأت قوات الجيش الشرعي والمدعوم من التحالف التحرك إلى أطراف محافظة الجوف استعدادًا لمعركة طرد الحوثيين منها.

وواصلت قوات الجيش اليمني والتحالف والمقاومة، استنزاف ميليشيات الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على جبهات متفرقة، سواء في الجوف وتعز أو في المناطق الحدودية مع السعودية، وتكبيد المتمردين خسائر كبيرة.

وصرّح المتحدث باسم الجيش والمقاومة في محافظة الجوف حميد زايد عافية، بأن "كتيبتين عسكريتين وصلتا صباح الخميس إلى المحافظة، لتعزيز لواء النصر، الذي يقوده الشيخ أمين العكيمي، واللواء 110 بقيادة الشيخ أمين الوائلي، وذلك بدعم من قوات التحالف، مضيفًا: أن هذه القوة تقدمت إلى منطقة الكنائس، التي تبعد نحو 65 كيلومترًا عن المناطق التي يوجد فيها الحوثيون.

وشهدت مناطق متفرقة من مدينة تعز، مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للشرعية من جهة، والقوات الانقلابية المدعومة من قوات صالح من جهة أخرى. ووقعت أعنف المواجهات غرب المدينة وفي محيط القصر الجمهوري وجوار منزل الرئيس السابق علي صالح وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وشنّ طيران التحالف غارات مكثفة استهدفت مواقع الحوثيين في مديرية الوازعية غرب تعز، كذلك استهدفت منزل القيادي الحوثي عبدالوهاب القيرعي في منطقة الجند شرق المدينة. وأسفر القصف والمواجهات عن مقتل 16 حوثيًا، فيما أصيب 30 آخرون، بينهم مدنيون، في حين قتل أربعة من أفراد المقاومة، وأصيب 13 آخرون بجروح.

كما شنّت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على معسكر النهدين المطل على القصر الرئاسي وضربت مخازن الأسلحة في جبل نقم بنحو ثماني غارات ما أدى إلى حدوث انفجارات ضخمة وتصاعد للحريق وأعمدة الدخان، كما استهدفت مواقع للجماعة ومسلحيها في ضواحي العاصمة يعتقد أنها دمرت منصات إطلاق صواريخ.

وطاول القصف الجوي مواقع في عمران وصعدة كما دمر المجمع الحكومي في مديرية الشعر في محافظة إب (جنوب صنعاء) وأدى -وفق مصادر محلية- إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين الحوثيين المتمركزين داخله. وامتدت الغارات إلى مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف ومعسكر اللبنات في خطوة اعتبرت تمهيدًا لبدء العمليات البرية للجيش وقوات التحالف الرامية إلى طرد الحوثيين من المحافظة.

وزعمت مصادر للحوثيين أن القوات الموالية لهم أطلقت صاروخًا بالستيًا من نوع "سكود" باتجاه الأراضي السعودية. وسمع سكان صنعاء دوي إطلاق الصاروخ الذي يعتقد أنه انطلق من موقع عسكري جنوب صنعاء، وذكر شهود أنه انفجر في سماء محافظة عمران، في حين ذكرت رواية أخرى أنه انفجر فوق مدينة اللحية في محافظة الحديدة.

وعلى الحدود السعودية- اليمنية، سيطر الهدوء النسبي إلا من بعض قذائف المدفعية المتقطعة، وذلك بعد قصف عنيف شنه الطيران والمدفعية التابعان لقوات التحالف مساء الأربعاء، طاول تجمعات مسلحة ومدرعات تابعة لميليشيا الحوثي وصالح في مواقع عدة من صعدة ورازح والنظير ومران والملاحيط وحرض، كانت تطلق قذائف نحو الأراضي السعودية.

وتمكنت مروحيات من صد محاولات الحوثيين اختراق الحدود فيما لا زالت تنفذ عمليات تمشيط ومراقبة للحدود السعودية. وعاودت طائرات التحالف عصر الخميس قصف مخازن ذخائر داخل كهوف باتجاه مرتفعات سحار التابعة لمحافظة صعدة.

وجاءت هذه التطورات الميدانية غداة هجوم لتنظيم "القاعدة" بواسطة عبوة ناسفة استهدفت نقطة لقوات الجيش في منطقة "قهوة بن عيفان" في وادي حضرموت، ما أدى إلى مقتل 12 جنديًا وجرح سبعة على الأقل، وذلك في سياق محاولات التنظيم استكمال السيطرة على حضرموت بعد أن تمكن في نيسان/أبريل الماضي من الاستيلاء على عاصمتها المكلا ومناطق عدة مجاورة على بحر العرب.

وعبّر نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون خلال مؤتمر صحافي في جنيف الخميس، عن أمله في إجراء محادثات سلام بشأن اليمن بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر الجاري ودعا الحوثيين وحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي للمشاركة فيها من دون شروط مسبقة.

وأشار إلياسون إلى أن الأمم المتحدة تجري محادثات لفتح المزيد من الموانئ اليمنية للسماح بتوصيل إمدادات الطاقة وغيرها، مضيفًا أن الآلية التي تنفذها الأمم المتحدة لتفتيش السفن التجارية المتجهة إلى اليمن لا تزال سارية.